مع إشراقة العام الدراسيّ الجديد.. تحية إلى صانعي الرجال وقائدي الأجيال.. مع إشراقة العام الدراسيّ الجديد وإطلالة الموسم المعرفيّ الفريد المتألّق يحلو الحديث عن هذه المناسبة فيجلو وخواطر المحبّ تسلو فتعلو.. وبعد فيا رعاة الجيل وأمنة التعليم ورواد العلم وسُلّم الرقي أنتم بيت القصيد ومحط الركب بين أيديكم عقول الناشئة وَعُدَّةُ المجتمع وأمله يا من شُرّفتم بأعظم مهمة وأسما وظيفة هنيئا لكم شرف الرسالة ونبل المهمة.. وإنه لا أحد ينكر أن وظيفتكم من أشرف الوظائف وأعلاها ولا تساويها مهنة في الفضل والرفعة ولعل الحديث الذي رواه الترمذي عن أبي أمامة رضي الله عنه يبين لنا فضل تعليم الناس الخير قال صلى الله عليه وسلم: إن الله وملائكته وأهل السموات والأرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت في البحر ليصلون على معلم الناس الخير . والآيات والأحاديث في ذا الباب أكثر من أن تحصى وتذكر. فكونوا على يقين بأنّ الأمانةَ كبيرةٌ والمسؤوليّة جسيمة كيف لا. وهي أمانةُ تربيّةِ النّشء وتعليمهم وتوجيههم؟! هذا النشء الذين هم اليوم صغار وغَدًا سيكونون كبارا هم اليوم طلاَّب وغدًا معلِّمون وخبراء ومهندِسون وأطبّاء وأهل عِلم وفضل وهم الذين سَينزلون في ميادينِ العَمل. هذه الفئةُ الكبيرة من أبنائنا وبناتِنا لا بدّ أن يعتنيَ المعلّم وأن تعتنيَ المعلمة بها وأن يكونا لها حيث وضعهم الآباء والأمهات.. وهي بالطبع أيها الأساتذة والمعلمون: مهمة لا تقتصر على طرح المادة العلمية على الطلاب فقط وربما هنا تكمن مشقتها وعسرها لكنها يسيرة على من يسرها لله عليه ولذا فهي تتطلب منكم صبراً وأمانة ونصحاً ورعاية لمن تعلمونهم.. وإذا لم تكن أيها المعلم ملتزما في سلوكك ومعاملتك بمنهج الإسلام وعلى دراية تامة بمبادئ الأخلاق لتسير على طريق الإصلاح والتربية على أسس متينة فلأنت أولى وأجدر بالتعليم والتأديب قال الشاعر الحكيم: ياأيها الرجل المعلم غيره * هلا لنفسك كان ذا التعليم فاستعينوا بالله ولا تعجزوا عسى الله أن يرِينا وإياكم في أبنائنا وبناتنا ما تقر به الأعين وتنشرح به الصدور وتبتهج به الأنفس فلقد كنتم ولا زلتم وسوف تبقون حتى يرث الله الأرض ومن عليها شموعاً مضيئة ونجوماً متلألأة في فضاء العلم ومخارجه ووجهة يعتز بها ويعتمد عليها بعد الله في تعليم ابنائنا وفق منهجية علمية راقية تخدم مصالح الأمة وتحفظ شأنها.. فتحية لكم في البدء والختام يا صانعي الرجال وقائدي الأجيال.. ومن كانت له بداية محرقة كانت له نهاية مشرقة.. واعلموا أننا مهما كتبنا هنا أو دونا هناك فلن نستطيع إيفائكم حقكم من الشكر والثناء.. فتحية إلى كل معلم تفانى في رسالته فكان رسولاً حمل ونقل الرسالة... إلى من زين عقولنا بأجمل العبارات واروع المعاني... إلى مصباح الشباب في طريقه المظلم... إلى جسر العبور للأجيال إلى المستقبل المشرق الزاهر.. موسم دراسي موفق وعطاء متدفّق وحلم محقق إن شاء الله.. بوركت جهودكم وبورك عطاؤكم المثمر.. لكم منا كل الحب والتقدير و الاحترام. وفقكم الله لما فيه الخير وأيّد خطاكم وجعل النجاح حليفكم مع طلبتكم في كل مراحل حياتهم الدراسية وأسأله سبحانه أن يجعلَه عامَ خير وبركة وأن يزوِّد الجميعَ بالتقوى والسلام عليكم أوله وآخره..