"أخبار اليوم" ترصد أجواء السهرات الرمضانية أثرياء وجهتهم الفنادق الفخمة... والساحات العمومية ل"الزوالية" يغتنم الكثير من الجزائريين حلول شهر رمضان في فصل الصيف وذلك من أجل الخروج والاستمتاع بالسهرات الرمضانية التي تبدأ بعد الإفطار مباشرة وإلى غاية بزوغ الفجر، وما يساعد الناس على الخروج للتمتع بالسهرات الرمضانية الجو اللطيف ليلا مقارنة بالحرارة التي تكون طوال اليوم، بالإضافة إلى ذلك فإن الأطفال في عطلة وهذا يعني أنهم غير مضطرين إلى النهوض في الصباح الباكر، إلا أن هذه السهرات تختلف من عائلة إلى أخرى ومن طبقة اجتماعية إلى غيرها. عتيقة مغوفل تختار كل أسرة سهرتها الرمضانية حسب إمكانياتها المادية فالخروج للسهر في بلادنا وفي أماكن مرموقة يكلف أموالا باهظة، لذلك فالزوالية يجعلون الحدائق والساحات العمومية قبلتهم، في حين فإن أصحاب الشكارة يجعلون من الفنادق والكافيتريات الفخمة ضالتهم، وقد حاولت (أخبار اليوم) رصد بعض أجواء السهرات الرمضانية للعاصميين. الفنادق الفخمة والأماكن الراقية قبلة الأثرياء كانت الساعة تشير إلى حدود العاشرة والربع ليلا عندما خرجنا في جولة إلى بعض أحياء العاصمة حتى نتمكن من الوقوف على بعض أجواء السهرات الرمضانية لبعض العائلات العاصمية، وكان كل من حيي (سيدي يحي) و(حيدرة) قبلتنا الأولى، بدأنا من(سيدي يحي) فالداخل إلى ذلك الحي يحس وكأنه في عالم آخر وذلك بسبب المظاهر الفخامة المسيطرة على الأجواء فالسيارات التي كانت مركونة على جانبي الطرقات كلها سيارات فخمة أرخص واحدة فيها يبلغ سعرها 150 مليون سنتيم ، هذا دون الحديث عن المحلات التي كانت مفتوحة والتي كانت تعرض مختلف السلع على غرار الملابس والأحذية، بالإضافة إلى المجوهرات والساعات بأثمان باهظة لا تقل عن 5 ملايين للساعة الواحدة، بالإضافة إلى هذا فقد كانت العديد من المطاعم مفتوحة فأردنا أن نأكل بعض المثلجات فتوجهنا إلى حي حيدرة، ودخلنا أحد المحلات الذي كان يبدو راقيا للغاية وذلك من خلال ديكوره وطاولاته، جلسنا إلى إحدى تلك الطاولات وبقينا نراقب الناس الداخلين والخارجين من المكان، فما لاحظناه أن مظاهر الترف كانت بادية على العديد من الناس ويتضح جليا من خلال لباسهم وحديثهم إلى بعضهم البعض وقد كانت الأصوات تتعالى من بعض الطاولات فيها حديث عن بعض صفقات البيع والشراء، طبعا وكان الجميع يتحدث باللغة الفرنسية وكأن العربية خزي وعار عليهم، بعد لحظات أحضر لنا النادل وهو يتحدث لنا بلباقة منقطعة النظير قائمة المثلجات التي يقدمونها لزبائن المحل، وبدأنا نختار أي نوع من المثلجات نختار لكن قبل أن نختار إحداها هلعنا من غلاء أسعارها فكوب من المثلجات من ذوق الشكولاطة مزين ببعض الكراميل والمكسرات يبلغ سعره 2000دج إلى 2500دج وإن اختار الفرد كوبا فيه خليط من الأذواق فقد يصل سعره إلى 3000دج، وهذا للفرد واحد فلو كانوا ثلاثة أفراد أو أربعة فإن الزبون سيدفع 12 ألف دج في جلسة واحدة، أما عن المشروبات فسعرها أقل ثمنا ولكنه يبقى باهظا مقارنة بدخل المواطن البسيط، فسعر فنجان القهوة مرفوقة بقطعة من الحلوة يصل إلى 1600دج، ونفس الثمن بالنسبة للشاي، أما عن المشروبات فسعرها يختلف من مشروب لآخر وثمنها يتراوح ما بين 500دج إلى 800دج حسب حجم الكوب أيضا، وهناك من الشباب من يفضلون قضاء سهرات رمضانية في الفنادق الضخمة المتواجدة على أطراف العاصمة والتي عادة ما تنظم سهرات فنية لنجوم أغنية الرأي والبوب، والتي تكلف الشاب الذي يسهر فيها رفقة شلة من أصدقائه ما لا يقل عن 50 ألف دج وهو ما يعادل المرتب الشهري لإطار سامٍ بإحدى المؤسسات العمومية.
الساحات العمومية والشواطئ وجهة الزوالية ذهلنا من كل ما رأينا في(حيدرة) و(سيدي يحي) لينتابنا الفضول بعدها لنعرف كيف يقضي الزوالية سهراتهم الرمضانية، وحتى نتمكن من ذلك تنقلنا إلى(ساحة كيتاني) ببلدية باب الوادي، معقل (زوالية) العاصمة، والساعة حينها تشير إلى حدود الحادية عشرة والنصف ليلا، قبل أن نصل إلى الساحة لمحنا من بعيد حشدا كبيرا من الناس واقفين بتلك الساحة معظمهم كان يطل على البحر مستمتعا بالنسيم العليل والجو الطيف، في حين كانت العديد من العائلات المرفوقة بأطفالها واقفين في طابور طويل أمام الألعاب التي غزت ساحة كيتاني في الأيام الأخيرة خصوصا وأن الأطفال في عطلة، وهو الأمر الذي يدفع بأولياء الأمور إلى اصطحاب أبنائهم إلى هناك من أجل التنزه والاستمتاع بالأجواء اللطيفة هناك، وما لحظناه بساحة كيتاني انتشار باعة الشاي الصحراويين الذين ينصبون طاولات خاصة بالشاي والمكسرات، بالإضافة إلى قلب اللوز فالموطن الذي يحتسي فنجان شاي وقطعة حلوى في ساحة كيتاني يكلفه 100دج فقط، وإن أراد بعض المكسرات فتكلفه 120دج، بالإضافة إلى باعة الشاي فقد كانت الكثير من المحلات المجاورة للساحة تبيع المثلجات التي يتراوح ثمنها ما بين 40دج إلى غاية 100دج للبوضة الواحدة، وهو ما يجعلها في متناول جميع العائلات التي تقصد الساحة، من جهة أخرى هناك بعض الناس من أرادوا الاستمتاع بالسهرات الرمضانية على شاطئ البحر وذلك ما لمحناه بشاطئ كيتاني، فقد كانت الكثير من العائلات تجلس على رمال الشاطئ وكان أطفالها يسبحون في أجواء بهيجة كما أن مثل هذه الجلسات لا تكلف المواطن البسيط الشيء الفلاني عدا إبريق الشاي وبعض المكسرات فقط.