اختتمت التظاهرة الثقافية "بانوراما مسرح بومرداس"، التي امتدت فعالياتها على مدار أسبوع كامل بمجموعة متميزة من العروض المسرحية التي احتضنتها الفضاءات الثقافية في مختلف بلديات الولاية وحظي خلالها الجمهور بفرصة الاستمتاع بعروض فنية متعددة قدمتها نخبة من الفنانين المسرحيين والجمعيات والتعاونيات المسرحية. وقد تم تنظيم هذه التظاهرة من طرف مديرية الثقافة والفنون بالتعاون مع المسرح الوطني الجزائري، محي الدين بشطارزي، تحت رعاية وزير الثقافة والفنون. التظاهرة تجربة ثقافية جديدة من نوعها، حيث استهدفت تعزيز النشاط الثقافي والمسرحي، مع الإضاءة على دور المسرح في توعية الشباب وتطوير مهاراتهم. وقد أُخذت المبادرة بعين الاعتبار كونها وسيلة فعّالة لإعادة ربط الجمهور بفن المسرح وفتح آفاق جديدة للإبداع المحلي، من خلال إحياء الحركة الفنية في الفضاءات العامة. بدأت التظاهرة بعرض افتتاحي بعنوان "نسمات البحر"، الذي وُقِّع بحضور جماهيري كثيف عبر تفاعله الملموس مع العرض الذي تناول جوانب من التاريخ الجزائري في أجواء مفتوحة. كما شهدت الفعالية تقديم مجموعة من العروض المسرحية في مختلف الفضاءات الثقافية، من بينها مسرحيات "الشبكة" لجمعية الشعلة للمسرح والسينما، و"حفيانين وشوكة" لتعاونية الصمود، و"عودة يوغورطة" لجمعية صدى الشباب، بالإضافة إلى "فنان من زمن آخر" لتعاونية الأجواد، و"جذب" لجمعية المنارة، و"الدمية" لجمعية نوميديا، وغيرها من الأعمال الفنية الغنية بالتنوع. واختتمت الفعالية بعرض مسرحي ثوري، يمثل تجربة فريدة في "مسرح مكان الحدث"، حيث تم إعادة تمثيل الأحداث التاريخية المأساوية للمجاهدين الذين عانوا من ويلات الاستعمار في مركز التعذيب "حوش قوتي" ببلدية سوق الحد وقد عرض العمل تصويرًا واقعيًا ومؤثرًا يحكي قصة الشجاعة في مواجهة الظلم، ليختتم ويحاكي ذاكرة المكان بجمالية فنية عالية. تمثّلت الأهداف الأساسية لهذه الفعالية في تنشيط الحركة الثقافية المحلية، حيث تم تقديم 55 عرضًا مسرحيًا على مدار أسبوع كامل، مما أكسب المناسبة طابعًا متميزًا وأثرى التجربة الثقافية في مجتمع ولاية بومرداس. في اختتام فعاليات تظاهرة أثنت مديرة الثقافة والفنون، على نجاح هذه المبادرة التي أسهمت في إضاءة سماء الثقافة والفنون في الولاية كما أشارت إلى أن هذه التجربة الاستثنائية قد نالت تفاعلًا كبيرًا من الجمهور، الذي استمتع بالعروض المُعدة بعناية، واستلهم رسائلها الفنية العميقة، لاسيما الأطفال والعائلات.