الشهداء يتساقطون قصفاً وتجويعاً الموت اليومي يحاصر غزّة استشهد مزيد من الفلسطينيين خلال الساعات الماضية بسبب أزمة التجويع كما استشهد العشرات بنيران الاحتلال الصهيوني عند نقاط توزيع المساعدات وعقب بث كتائب القسام مقطعا مصورا لأسير صهيوني يقول فيه إنه لا يجد ما يأكله اتهمت عائلات الأسرى في غزّة حكومة بنيامين نتنياهو بالتخلي عن ذويهم وقالت إن الشروط التي وضعها الاحتلال للتوصل إلى اتفاق غير واقعية ومع استمرار الاقتحامات واعتداءات المستوطنين في الضفة الغربية أعلن الهلال الأحمر استشهاد فلسطيني وإصابة 7 آخرين في هجوم للمستوطنين في بلدة عقربا جنوب شرق نابلس كما أطلقت قوات الاحتلال النار على فلسطيني قرب طولكرم بزعم محاولته تنفيذ عملية طعن. ق.د/وكالات في أقصى شمال قطاع غزّة قرب منطقة زيكيم العسكرية أو ما يطلق عليه جيش الاحتلال معبر إيرز الغرب تتكرر واحدة من أكثر المشاهد مأساوية. آلاف المجوعين يتوجهون يومياً نحو القتل بأقدامهم طلباً لرغيف خبز يسد رمق أطفالهم وبعض الطحين ليؤجل المجاعة يوماً آخر. عند سماع أنباء دخول شاحنات تبدأ حشود المجوعين بالتجمع في منطقة زيكيم والتي أصبحت رمزاً للموت أكثر من الجوع. يجتمع الآلاف من مختلف الفئات العمرية بعد أن تقطعت بهم السبل يحملون أملاً هشاً بأن تصل قافلة مساعدات أو أن تلوّح لهم شاحنة تحمل ما يمكن أن يُنقذ من تبقى في بيوتهم من موت محتوم لكنّه بطيء. ورغم معرفة المجوعين أن الطريق محفوف بالقنص والرصاص الحي والطائرات المُسيرة إلا أنّ الجوع لا يترك لهم رفاهية التراجع فالجسد الذي لم يأكل منذ أيام لا يقبل المنطق بل يندفع خلف غريزة البقاء حتى لو كانت النهاية كفناً أبيض. ومنذ بداية نظام التوزيع الجديد للمساعدات في 27 ماي الماضي سجلت وزارة الصحة في قطاع غزّة نحو 1300 شهيد وما يزيد عن 8 آلاف جريح بفعل إطلاق النار أثناء انتظار المساعدات الإنسانية قرب مراكز توزيع المساعدات الأمريكية وعلى طول طرق قوافل الإغاثة. وعلى وقع استمرار المجازر ضد منتظري المساعدات قالت منظمة هيومن رايتس ووتش إن قوات الاحتلال لا تكتفي باستخدام التجويع سلاحاً ضد المدنيين في قطاع غزّة المحاصر بل تطلق النار بشكل شبه يومي على حشود الفلسطينيين في أثناء محاولتهم الوصول إلى المساعدات الغذائية. وأكدت المنظمة أن آليات توزيع المساعدات التي تعمل بإشراف مباشر من جيش الاحتلال وبمشاركة شركات أمريكية خاصة فشلت في حماية المدنيين وحوّلت مواقع توزيع المساعدات إلى حمامات دم متكررة . إلى ذلك زار المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف والسفير الأمريكي لدى الاحتلال مايك هاكابي مركزاً تابعاً لمؤسسة غزّة الإنسانية التي تعرضت لانتقادات دولية وأممية واسعة. وقال ويتكوف على منصة إكس إن زيارتهما التي استغرقت أكثر من خمس ساعات كانت تهدف إلى تزويد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفهم واضح للحالة الإنسانية ووضع خطة تهدف إلى إيصال أغذية ومساعدات طبية إلى سكان غزّة . وفي السياق نشرت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس فيديو لأسير صهيوني محتجز لديها ظهر وهو يعاني من فقدان شديد في الوزن وذلك نتيجة استمرار سياسة التجويع. وقالت القسام في مقطع الفيديو الذي نشرته على صفحتها بمنصة تليغرام إن هذا الأسير (لم تسمّه) كان ينتظر أن يخرج بصفقة (تبادل أسرى) . وفي المقطع ظهر الأسير الصهيوني وهو يجلس على سرير في غرفة ضيقة بينما تظهر عليه علامات المجاعة وسوء التغذية حيث برزت أضلاعه بشكل حاد نتيجة النقص الشديد في الوزن في مشهد يعكس جانباً من سياسة التجويع التي يواصل الاحتلال تنفيذها في غزّة. قرابة 100 شهيد في غزّة خلال 24 ساعة في الاثناء أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزّة وصول 98 شهيداً (منهم 15 شهيداً جرى انتشالهم) و1079 إصابة إلى مستشفيات القطاع خلال ال24 ساعة الماضية مشيرة إلى ارتفاع حصيلة العدوان إلى 60430 شهيداً و148722 إصابة منذ السابع من أكتوبر للعام 2023. وبلغت حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 مارس 2025 حتى يوم السبت 9246 شهيداً و36681 إصابة. أمّا ضمن شهداء لقمة العيش فبلغ عدد ما وصل إلى المستشفيات خلال ال24 ساعة الماضية من شهداء المساعدات 39 شهيداً و849 إصابة ليرتفع إجمالي شهداء لقمة العيش ممن وصلوا المستشفيات إلى 1422 شهيداً وأكثر من 10067 إصابة. وفيات جديدة جرّاء المجاعة من جهتها أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزّة تسجيل مستشفيات القطاع خلال ال24 ساعة الماضية 7 حالات وفاة جديدة نتيجة المجاعة وسوء التغذية من بينهم طفل واحد. وبذلك يرتفع إجمالي عدد ضحايا المجاعة إلى 169 شهيداً من بينهم 93 طفلاً. وأكدت الوزارة أن الأزمة الإنسانية في قطاع غزّة مستمرة بالتفاقم في ظل الحصار ونقص الإمدادات الغذائية والطبية مجددة دعوتها للمجتمع الدولي ومؤسسات الإغاثة للتدخل الفوري والعاجل. اليونيسيف : أطفال غزّة يموتون بمعدل غير مسبوق الى ذلك حذرت منظمة الأممالمتحدة للطفولة (اليونيسف) من أن أطفال قطاع غزّة يموتون بمعدل غير مسبوق وسط المجاعة وتدهور الأوضاع نتيجة الحرب المستمرة على القطاع منذ 7 أكتوبر2023. وقال نائب المدير التنفيذي لليونيسيف تيد شيبان في إحاطة إعلامية حول رحلته الأخيرة إلى الشرق الأوسط: تشاهدون الصور في الأخبار وتعرفون ما حدث لكن الأمر أصعب بكثير عندما تكونون هناك فعلامات المعاناة العميقة والجوع واضحة على وجوه العائلات والأطفال . وشدد على أن ما يحدث على الأرض في غزّة غير إنساني مطالباً مجدداً بضرورة إدخال حوالي 500 شاحنة يومياً على الأقل للقطاع عبر جميع الطرق وهذا يشمل المساعدات الإنسانية والتجارية.