خوفا من ندرتها في أيام العيد الأسر تتسابق على تخزين المواد الاستهلاكية ترعب الكثير من الأسر من الندرة الحادة التي تمس مختلف المواد الاستهلاكية خلال المناسبات الدينية على غرار عيدي الفطر والأضحى المباركين وبما أننا على مقربة من حلول عيد الأضحى المبارك الذي يفصلنا عنه يوم واحد راح الكثير من المواطنين في الأيام الأخيرة إلى التهافت على اقتناء المواد الاستهلاكية التي تعرف ندرة حادة في الأعياد على غرار الخبز والحليب بالرغم من التطمينات التي تطلقها وزارة التجارة بضمان التموين عبر المحلات إلا أن المواطنين حفظوا الدرس من خلال التجارب السابقة التي حصلت لهم في السنوات الماضية. نسيمة خباجة المتجول عبر شوارع العاصمة ومدنها الكبرى يلاحظ الطوابير الطويلة أمام محلات بيع الحليب وكذلك المخابز وهو المشهد الذي ألفناه قبيل المناسبات الدينية في كل سنة ف(بعبع) الندرة أصبح يصيب الجميع في الأعياد لاسيما المواد الأساسية على غرار الخبز والحليب وحتى الخضر والفواكه بسبب شح الخدمات المقدمة من طرف المحلات أو حتى خلوها من المواد على الرغم من تقديم خدماتها خلال العيد. ما لاحظناه جعلنا نقترب من بعض المواطنين من أجل رصد آرائهم واستفسارهم عن دوافع إقبالهم الكبير على شراء المواد الاستهلاكية على غرار الخبز والحليب أول من حدثناه هو السيد رفيق الذي كان برفقة ابنه الذي كان يحمل كيسا مليئا بالحليب أما هو فكان يحمل كيسا مليئا بالخبز ما إن اقتربنا منه وسألناه عن الكمية المتزايدة التي يحملها فقال إن المواد يحضرها للعيد من أجل تخزينها في المجمد الذي أضحى ضرورة قصوى في كل البيوت بفعل الندرة الحاصلة في كل مرة وأضاف أن الأمر هو متكرر على الرغم من التطمينات التي يطلقها التجار لاسيما فيما يخص الحليب الذي يشهد ندرة في هذه الفترة مست بعض النواحي فما بالنا في يوم العيد الأمر الذي دفعه إلى تخزين الحليب في المجمد وهو يخزن 12 كيسا من الحليب بغرض استقبال الضيوف في العيد أما عن الخبز فقال إن الخبز أيضا يشهد نقصا عبر المخابز في اليوم الأول الأمر الذي دفعه إلى اقتناء 15 رغيفا وتخزينه في المجمد وما عليه إلا تسخينه واستعماله في يوم العيد وبذلك الحل سوف يبتعد عن متاهات الندرة الحاصلة في كل عيد. أما سيدة أخرى التي كانت تحمل كمية مضاعفة من الخبز فقالت إنها تجد نفسها في كل عيد أمام القصعة من أجل تحضير المطلوع مما يزيد من عنائها خلال المناسبات ما دفعها إلى ذلك الحل باقتناء كمية مضاعفة من الخبز بغرض تجميدها في المجمد واستعمالها يوم العيد خاصة وأن الندرة يصطدم بها المواطن لا محالة يوم العيد مما يوقعه في حرج خاصة أمام الضيوف الأمر الذي دفعها إلى اقتناء الخبز وكذلك الحليب بكميات مضاعفة وتخزينهما في مجمد البيت الذي أضحى حاضرا بأغلب البيوت الجزائرية. اقتربنا من بعض المحلات والمخابز من أجل رصد آراء التجار فأكدوا الظاهرة التي يصطدمون بها خلال المناسبات الدينية لاسيما العيدين بسبب خوف المواطنين من الندرة الحاصلة يوم العيد في الخبز وكدا تدبدب توزيع الحليب في بعض النواحي وأكد صاحب مخبزة بالعاصمة أن اقتناء المواطنين للخبز بدأ أسبوعا قبل العيد بحيث ارتفع الطلب إلى حدود 10 و 15 رغيفا مما ضاعف وتيرة عملهم وعن رأيه قال إن العمال اذين يعملون عنده يضطرون إلى اجتياز العيد مع عائلاتهم بحكم أنهم يقيمون بولايات بعيدة الأمر الذي سينعكس سلبا على كمية الخبز المعروضة في يوم العيد على الرغم من جهود أصحاب المخابز بتوفيرالمادة الاستهلاكية الأولى للمواطنين. وكان نفس الرأي لأصحاب محل لبيع الحليب ومشتقاته إذ قال إن الإقبال هو كبير على الحليب ومن المواطنين من يجلب 12 كيسا مما يفوت الفرصة على المواطنين الآخرين وقال إنه الموقف المتكرر في كل سنة مع اقتراب العيد والأمر يعود إلى الندرة الحاصلة في المادة بسبب تذبذب التوزيع في أيام العيد.