المطاعم المدرسية تغلق أبوابها مبكرا الوجبات الباردة حل للتلاميذ عرفت أغلب المطاعم المدرسية عبر بلديات العاصمة وضواحيها غلقا مبكرا قبل انتهاء الموسم الدراسي والمطاعم التي واصلت تقديم وجبات للتلاميذ في الطور الابتدائي تعد على الأصابع خلال الفصل الثالث على اعتبار أنه أقصر فصل دراسي فبعد الرجوع من العطلة الربيعية مباشرة تفاجأ العشرات من التلاميذ بالأبواب الموصدة للمطاعم المدرسية عبر أغلب الابتدائيات ولم يُعرف السبب ومنهم حتى من أرجع غلق المطاعم المدرسية إلى غلاء الخضر فيما راح يفسر البعض أن اقتراب نهاية العام الدراسي جعل مسيري تلك المطاعم يغلقونها مبكرا في وجوه التلاميذ. نسيمة خباجة يبدو أن غلاء أسعار الخضر لم يؤثر فقط على الأسر بل قفزت العدوى إلى المطاعم المدرسية في زمن التقشف وجفت أفواه التلاميذ من بعض الوجبات المتوازنة التي كانت تقدمها المطاعم المدرسية على مستوى الابتدائيات ويبدو أن أبناء (الزوالية) هم الخاسر الأكبر الذين كانوا يملؤون بطونهم في تلك المطاعم التي تضمن وجبات متوازنة يدخل فيها اللحم أو يُعوّض ببعض الأجبان والبيض والفاكهة والياغوورت لكن تلك المطاعم أوصدت في وجوه التلاميذ وكان حلّهم في الوجبات الباردة. الكاشير والجبن في وجبة الغداء شد انتباهنا ونحن نسير في ضواحي الدويرة بعض الفتيات أمام إحدى الابتدائيات وكن يحملن سندويتشات من الكاشير تقدمنا منهن بعد أن كان قد بلغ مسامعنا توقف بعض المطاعم عن تحضير الوجبات للتلاميذ وما أن اقتربنا منهن وسألناهن عن دوافع جلوسهن هناك لتناول الكاشير فأجبن أنهن يقطن بعيدا عن المدرسة وتوقف المطعم المدرسي عن إعداد وجبة الغداء جعلهن يأكلن الكاشير من أجل العودة إلى مزاولة الدراسة في المساء وقالت إحداهن إن كل التلاميذ بعد العودة في الفصل الثالث لم يدخلون ولو مرة إلى المطعم بسبب غلقه كما أعلمتنا الفتيات أن هناك مطعما واحدا بذات البلدية لازال يستقبل التلاميذ بطريقة عادية. أما جماعة من التلاميذ الذكور فاختاروا شراء سندويتشات من البطاطا المقلية لملء بطونهم قبل العودة إلى الدراسة في المساء وتحسروا كثيرا لغلق المطاعم المدرسية التي كانت تزودهم بوجبات ساخنة وصحية. أبناء الزوالية الخاسر الأكبر كان المئات من تلاميذ الأسر البسيطة يتزودون بوجبة الغداء في تلك المطاعم المدرسية التي تضمن وجبات متوازنة لا ينفيها أحد إلا أن معظم عائلات التلاميذ تفاجأت بالغلق المبكر لتلك المطاعم وتضرر الأولياء كثيرا من غلقها لاسيما العاملات إلى جانب بعض الأسر الفقيرة التي كانت تلك الوجبات زادا لأبنائها الصغار وتنفعهم في النمو وفي أدائهم الدراسي. اقتربنا من إحدى الأمهات بذات المدرسة فقالت إن التلاميذ تفاجؤوا لغلق المطاعم مبكرا ومثلهم الأولياء خاصة وأن تلك المطاعم كانت تضمن وجبات للأبناء في وجبة الغداء والأمر يساعد حتى النسوة العاملات اللواتي لا يحترن في توفير وجبة الغداء لأبنائهن لكن انقلبت الأمور في الفصل الثالث وانعكست سلبا على التلاميذ وكذا أوليائهم وقالت إنها شخصيا تعمل وأجبرت على توفير مصروف السندويتش لابنيها الدارسين في الطور الابتدائي بعد إلغاء الوجبات عبر المطاعم المدرسية. أما سيدة أخرى فقالت إن المتضرر الأكبر هم أطفال الأسر الفقيرة الذين يعتمدون بصفة كبيرة على التزود بالأكل في المطاعم المدرسية بالنظر إلى عدم قدرة أسرهم على توفير الوجبة المعتدلة والمتوازنة وقالت إنها كانت تراهم وهم يحملون الخبز والأجبان وحبات الفواكه وهم مسرورون بها وكان من الأجدر استكمال المطاعم لوظيفتها في إطعام التلاميذ إلى غاية نهاية السنة الدراسية. وفعلا مهما كانت الأسباب لا يُعقل أن تُغلق المطاعم في وجوه التلاميذ قبل انتهاء الموسم الدراسي فهي مرتبطة بالمدارس ومادامت المدارس لازالت مفتوحة أمام التلاميذ كان على المطاعم أن تستكمل مسيرتها في استقبال التلاميذ بمختلف طبقاتهم لتقديم وجبة الغداء كأقل شيء يقدم لفلذات أكبادنا خلال مشوارهم الدراسي.