رئيس الجمهورية يولي أهمية قصوى لهذه المنطقة    تجسد مبادئ راقية لتكافؤ الفرص والعدالة الاجتماعية    نتطلع إلى تفعيل و عصرنة المؤسسات والأنشطة الشبابية    الجزائر "جعلت من الوقاية من الكوارث أولوية وطنية"    "علوم وهندسة البوليمرات" في ملتقى دولي    "مخاطر التنمر الإلكتروني وآليات تحقيق الأمن السيبراني" محور ملتقى وطني    نحو تسليم مشاريع طرقية كبرى قبل نهاية 2025    رئيس البنك الآسيوي للاستثمار في الجزائر لبحث تمويل المشاريع    مشروع استراتيجي جزائري – سعودي ب 5.4 مليار دولار    إبراز راهن الذكاء الاصطناعي وعلوم الإعلام والاتصال    المقاومة تفرج عن آخر 20 أسيرا صهيونيا في صفقة تبادل    ارتفاع عدد الشُّهداء الصَّحفيين في غزّة إلى 255 صحفي    جوفنتوس في قلبي وسأعود للتدريب قريبا    حاليلوزيتش: تجربتي مع "الخضر" في مونديال البرازيل لا تُنسى    ماندي يوجه رسالة قوية للاعبين    ضرورة إدماج البعد البيئي في التخطيط العمراني والمشاريع الاقتصادية    الخلايا الجوارية تحسّس بسرطان الثدي    النيران تلتهم 700 متر مربع حشائش يابسة    4645 تدخّل في سبتمبر    غلاف أوّلي ب122 مليار سنتيم لمشروع إعادة التأهيل    ورشات في السيناريو وسينما الموبايل    حين يتكلّم الأدب بلغة السينما    "صيدال" و"نوفو نورديسك" لتطوير أدوية    هولندا : مناورات الناتو للردع النووي بمشاركة 14 دولة    بينهم 250 أسيرا من أصحاب المؤبدات..الإفراج عن 1968 أسيرا فلسطينيا مقابل 20 أسيرا إسرائيليا    ترامب سمح لها بإعادة النظام في غزة.. "حماس" تحصل على تفويض أمريكي مؤقت    الرئيس يعزّي أمير قطر    سفير فلسطين يُثمّن موقف تبّون    حريصٌ على تحقيق عدالة مستقلة ونزيهة    جلاوي يؤكّد ضرورة المتابعة الدقيقة للمشاريع    السوق المالي الجزائري يشهد تحوّلاً عميقاً    بلايلي وبونجاح يُصابَان    ميدالية فضية للجزائر    جيجل : وفاة شخص وإصابة آخر في حادث دهس مأساوي بقاوس    استعرضنا تجربة الجزائر في مجال الوقاية و مجابهة الكوارث    وزير الأشغال العمومية يؤكد من الجلفة على ضرورة احترام الآجال المحددة لتجسيد مشاريع القطاع    شباب يعتنقون خرافات من ثقافة الجاهلية الإسرائيلية والهندوسية    العثور على الطفل المفقود بالشلف متوفى وفتح تحقيق للكشف عن ملابسات القضية    تقرير "كوسوب" لعام 2024:"تحول عميق" يشهده السوق المالي الجزائري    وزير الصحة يلتقي نقابة الأسلاك المشتركة    اجتماع بوزارة الأشغال العمومية لمناقشة مشاريع القطاع بولاية الجلفة تحسبا لزيارة ميدانية للوزير جلاوي    بلمهدي يزور جامع سفير    الخضر يستعدون لمواجهة أوغندا    رقم قياسي للمنتخبات العربية المتأهّلة    تنصيب وفد التحضير للحج    تمديد فترة إيداع العروض التقنية والمالية    "المخزن يظهر للعيان بأن ما يبيعه لشعبه وللعالم مجرد أوهام    المجتمع الرقمي له تأثيره وحضورُ الآباء ضروري    اجتماع تنسيقي بين ثلاث وزارات    رئيس الجمهورية يهنئ المنتخب الوطني عقب تأهله إلى كأس العالم 2026    الفريق أول السعيد شنقريحة يهنئ المنتخب الوطني بمناسبة تأهله إلى كأس العالم 2026    خديجة بنت خويلد رضي الله عنها    فتاوى : كيفية تقسيم الميراث المشتمل على عقار، وذهب، وغنم    مهرجان الجزائر الدولي للفيلم يفتح باب التسجيل للمشاركة في أول دورة من "سوق AIFF" المخصص للسينمائيين    نعمل على توفير جميع الإمكانيات لهيئة التفتيش    الأدب ليس وسيلة للمتعة فحسب بل أداة للتربية والإصلاح    فتاوى : إنشاء صور لذوات الأرواح بالذكاء الاصطناعي    هذه مخاطر داء الغيبة..    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مَّا يَفْعَلُ اللّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ ؟
نشر في أخبار اليوم يوم 04 - 12 - 2017


بقلم: حسين الرواشدة
لا يمكن ان نتحدث عن ميلاد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بمعزل عن البعثة والرسالة او عن الاسلام الذي ولد من جديد بما يشتمله من دعوة للحرية والانعتاق من القيود ومن حركة نحو الحياة والعمران ومن استعداد لاداء امانة بناء الحضارة الانسانية وتفويض الانسان مسؤولية الخلافة والحاح على طلب العلم والنظر في الكون بما يترتب على ذلك من تكريمه للعقل وتزكية للنفس واعتماد المعرفة طريقا الى السماء وقد كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- في حياته وسيرته نموذجا لكل هذه القيم ودليلا عمليا لكل الباحثين عن الهداية والرافضين للعزلة والساعين الى حمل الرسالة والولادة منها لصناعة فجر يليق بالبشرية العذبة ويكمل المهمة التي بدأها الانبياء -عليهم السلام- واختتمها صلى الله عليه وسلم ولا يمكن ان نحرر الاسلام مما ارتكبناه بحقة دون ان نفهم شخصية الرسول وسيرته ونستلهم منهما النموذج الذي نبحث عنه.
اذا سألتني عن العنوان الذي نحتاج ان نذهب اليه ونحن نستذكر سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ونحتفى بذكرى مولده ساجيبك على الفور : عنوان _ الرحمةس ذلك ان صورتنا التي تلوثت بدمائنا واخلاقنا التي تراجعت امام مشاهد القسوة وافئدتنا التي انفطرت من هول الكوارث والحروب تدفعنا الى البحث عن _ ملاذ _ آمن نطمئن فيه الى انفسنا ونستعيد ثقتنا بها وايماننا بقدرتنا على تجاوز ما نحن فيه واي ملاذ افضل من _الرحمةس التي جسدها الرسول الكريم في سيرته الشريفة وافتقدناها للاسف في هذا العصر الرديء الذي امتدت رداءته الى ضمارنا المتعبة من الظلم والخوف والاحباط.
نعم اذا اردت ان تعرف الاسلام على حقيقته فاقرأ آيات الرحمة في الكتاب العزيز وتصفح قصصها في احاديث الرسول عليه السلام وانت - لا بد - ستجد من يطمئن نفسك ويشحذ همتك ويقوي ايمانك وعزيمتك ويجعلك اكثر اقترابا لخالقك وتصالحا مع نفسك وحبا لدنياك وآخرتك.
ورد لفظ الرحمة في اكثر من (400) موقع في القرآن الكريم اختاره الله تعالى ليكون واحدا من اسمائه الحسنى وصفة من صفاته ونعت به انبياءه ورسله وجعله معيارا للعلاقة الطيبة بين عباده المؤمنين وجزاء للمتقين الصالحين.
وفي هذا الاطار سعى النبي عليه السلام منذ بداية الدعوة الى تأسيس ثقافة الرحمة واشاعة مناخاتها لاقامة المجتمع المتحاب المتكافل واستطاع في سنوات قليلة ان يعيد تشكيل العقلية العربية التي كانت اكثر ميلا للقسوة بحكم المكان والظروف والمراسيم لتصبح اكثر تسامحا ورأفة ورحمة ولم تتوقف المسألة عند علاقة المسلم بأخيه بل تجاوزتها الى علاقاته مع غيره ممن يختلفون معه في الدين والمعتقد ومع الكائنات والموجودات ايضا وفي سيرة الرسول الاكرم نماذج كثيرة من الرحمة مع الكافرين والمخالفين ومع الحيوانات وحتى في احلك الظروف حيث يشتد اوار القتال وتنسحب من القلوب مشاعر الرحمة كان عليه السلام يأمر جنده بألا يطلبوا القتال لذاته والا يسرفوا فيه لا بل وان يرحموا اعداءهم من غير المقاتلين ايضا.
في مواسم الاقتتال الذي تشهده ساحتنا الاسلامية واستضعاف الامة من قبل اعدائها نستحضر مفهوم الرحمة والتراحم داخل الاسرة والمجتمع والامة الواحدة لنقول إن امتنا احوج ما تكون الى هذه القيمة السامية فلا علاقة بين المسلمين ببعضهم او بينهم وبين دولهم يمكن ان تستقيم في ظل القسوة والتنابز والحقد والخوف والانتقام ولا امل في اي نهضة او حركة تنوير او مشروع تنمية الا اذا عاد المجتمع الى رحمه الاول حيث الرحمة هي الاساس وحيث التراحم والتعايش ووقف دعوات التكفير والاخراج عن الملة وسوء الظن هي المفاصل الاساسية للبناء والاخاء.
نحتفي -دائما - برسولنا ونستأنس به من وحشتنا ونلوذ الى سيرته لنبدد يأسنا وخوفنا ونعتز بعظمته وانسانيته ورسالته لنجدد ايماننا فالرحمة احيانا قبل العدل اما الذين يحاولون فرض الالتباس بينها وبين ما قرره الاسلام من احكام في اطار العقوبات - وما اقلها - فلا اكثر من ان تقول لهم: وما ارسلناك الا رحمة للعالمين لأن هدف الاسلام - بكل ما جاء به - هو رحمة الناس _مَّا يَفْعَلُ اللّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ _ صدق الله العظيم


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.