على إثر فاجعة سقوط الحافلة بوادي الحراش المنصات الإلكترونية تتوشّح بالأسود إنها فاجعة الجمعة السّوداء التي أدمت قلوب الجزائريين على إثر سقوط حافلة للمسافرين بوادي الحراش بالجزائر العاصمة بحيث ما إن تم تداول الخبر المُحزن حتى توشّحت المنصات الإلكترونية بالوشاح الأسود وملأت التعازي مختلف الصفحات والفضاءات الإلكترونية تضامنا مع الضحايا وعائلاتهم. نسيمة خباجة تعازي ستوريات وصور للضحايا الذين توفّوا في فاجعة سقوط الحافلة بوادي الحراش أمسية الجمعة الفارط ملأت المنصّات والوسائط الاجتماعية فهي مأساة حقيقية أدخلت الحزن في قلوب كل الجزائريين الذين أحزنتهم الكارثة التي تسببت في موت إخوانهم ووقوع جرحى تفاوتت إصاباتهم. التعازي تتهاطل شغلت فاجعة سقوط الحافلة نشطاء مواقع التواصل وتفاعلت الوسائط الاجتماعية التي قامت بنقل تفاصيل المأساة بالصوت والصورة وبثّت فيديوهات مهولة تُظهر كيفية سقوط الحافلة بطريقة مأساوية أين هبّ أبطال لإنقاذ إخوانهم من الغرق والموت وأثنى الكل على الموقف الشجاع لهؤلاء الذين تأسفوا على عدم قدرتهم على إنقاذ كل المسافرين الذين صارعوا الموت بطريقة مأساوية في واد ملوّث كما أظهرت الوسائط الاجتماعية صور الضحايا وأغلبهم شبان في عمر الزهور الى جانب فتيات وسيدات ناداهم الأجل الى امتطاء حافلة الموت في تلك الأمسية السوداء. الستوريات ملأتها آية: إنا لله وإنا إليه راجعون كما أظهرت صفحات عبر الفضاء الأزرق صور الضحايا التي تبعتها تعليقات تواسي أهاليهم على إثر الفاجعة التي حلّت بهم وحلّت بكل الجزائريين. وتأثر الكثيرون بتلك العروس التي توفّت في الحافلة قبل يومين من عرسها فتحولت فرحة الأهل الى ألم وعزاء الى جانب فتاة تمّ إنقاذها وكانت تصرخ بصوت عال امتزج بالبكاء والهلع وتقول ماما..ماما ليتم إنقاذها لكن الأجل كان أقرب بحيث تمّ إنقاذ الفتاة وأختها وتوفّت أمهما كما ظهر أهالي المتوفين وهم يتحسّرون على مصابهم ويبكون موتاهم بدل الدموع دما لاسيما مع الطريقة التراجيدية التي حدثت وسقوط الحافلة في وادي الحراش وهي مملوءة عن آخرها بالمسافرين بعد فقدان السائق للسيطرة وكان مصير الحافلة المهترئة السقوط بالوادي وموت 18 راكبا وجرح أزيد من عشرين مسافر فالحادثة أليمة والجرح كبير مسّ مشاعر الجزائريين الذين عبّروا عن حزنهم العميق وكانت المنصات الإلكترونية مجالا فسيحا للتعازي والتضامن ومواساة عائلات الضحايا. أوقفوا حافلات الموت! الحديث عن حافلات الموت ليس محورا جديدا بل سال الكثير من حبر الأقلام عنه مرارا وتكرارا لكن لا حياة لمن تنادي ولعل فاجعة وادي الحراش تكون بداية لإنهاء حقبة حافلات الموت التي ملّ منها المواطنون بحيث يمتطونها للذهاب الى العمل والمشاغل اليومية في صور مؤسفة فالحافلات مهترئة جدا ويتم ملؤها عن آخرها بالمسافرين طمعا في تحقيق مداخيل كبيرة على حساب الأرواح فحتى وإن كانت فاجعة وادي الحراش قضاء وقدر إلا أن للعامل البشري يد في ذلك فالحافلة ربما نفدت صلاحيتها للاستعمال وكادت أن تنفجر بالمسافرين ووصل الأمر الى ما لا يحمد عقباه بفقدان السيطرة من طرف سائق الحافلة ووجب أن يكون الحادث درسا لأصحاب حافلات النقل الخاص ولقطاع النقل بوجه عام من أجل تطبيق إجراءات وقوانين صارمة حفاظا على أرواح المواطنين لاسيما أن ذات النشاط باتت تطبعه الفوضى من كل جانب والكثير من السلوكات السلبية منها القيادة الجنونية والتسابق على الظفر بمسافرين عبر المحطات وتكون النهاية بحوادث مأساوية تفتك بالأرواح في أبشع الصور التي تزعزع القلوب. وانطلقت حملة مطالبة واسعة بضرورة إيقاف حافلات الموت عبر المواقع بمختلف منصّاتها إذ أجمع كثيرون على أنها حافلات مهترئة أكلها الصدأ ولا تصلح لحمل البشر ونقلهم الى مشاغلهم اليومية كما شدّد البعض على ضرورة تثبيت دعائم أمتن على حواف الجسر الذي يعلو وادي الحراش لاسيما أن ذلك الحاجز الحديدي لم يعد يفي بالغرض وتحوّل الى مصدر خطر يتربًّص بالسائقين والمشاة على حد سواء.