تستعد جامعة ابن خلدون بتيارت لاحتضان فعاليات ملتقى دولي علمي يومي 6 و7 أكتوبر 2025، تنظمه كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية "قسم التاريخ"، يناقش سبل استخدام الذكاء الاصطناعي في دراسة وتحليل المخطوطات القديمة . الملتقى الذي يحظى بإشراف أكاديمي رفيع المستوى يسعى إلى فتح آفاق جديدة للبحث في مجال التراث المخطوط، عبر توظيف أحدث ما وصلت إليه تقنيات الذكاء الاصطناعي في خدمة علوم التاريخ والإنسانيات، ويُرتقب أن يستقطب هذا الحدث باحثين وأكاديميين من الجزائر وخارجها، في تظاهرة علمية تجمع بين الخبرة البحثية والتقنية. يرأس الملتقى الشرفي الأستاذ الدكتور بلقومان بلرزوق، رئيس الجامعة، ويشرف عليه علميًا الأستاذ الدكتور محمد تاج، عميد كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، فيما تتولى الدكتورة حجاج نجاة رئاسة الملتقى، والدكتورة تريكي فتيحة رئاسة اللجنة العلمية، بينما ترأس اللجنة التنظيمية الأستاذة الدكتورة كلاخي ياقوت. يأتي هذا الملتقى في سياق اهتمام متزايد بالتقاطع بين التكنولوجيا الحديثة والتراث الإنساني، حيث يشهد العالم اليوم تحوّلًا في مناهج البحث الأكاديمي، لاسيما في مجالات دراسة وتحقيق المخطوطات. هذا ويشكل الذكاء الاصطناعي أداة واعدة لفهم اللغات القديمة، واستعادة الأجزاء المفقودة من الوثائق و يهدف اللقاء العلمي إلى تسليط الضوء على كيفية تسخير الذكاء الاصطناعي في تحليل النصوص المخطوطة، ترميم الوثائق التالفة، تصنيفها وفهرستها، فضلاً عن توفير منصة للحوار بين المتخصصين في مجالات التاريخ، علم الحوسبة، الفلسفة، اللغات، والتراث الثقافي. تشمل الجلسات العلمية للملتقى طيفًا واسعًا من المحاور، بدءًا من التحليل التاريخي والأثري للمخطوطات، مرورًا بتطوير خوارزميات للتعرف الضوئي على الحروف والنصوص القديمة (OCR)، وتقنيات معالجة اللغة الطبيعية ووصولًا إلى استعادة النصوص التالفة باستخدام التعلم العميق، وتحليل الحبر والورق رقميًا لتحديد أصل المخطوطات. وقد وجهت إدارة الملتقى الدعوة إلى الأساتذة والباحثين والخبراء في الجامعات الجزائرية والعربية والأجنبية، وطلبة الدكتوراه، إضافة إلى العاملين في مراكز البحث، ومديري المكتبات ودور المحفوظات، والمتخصصين في رقمنة وحفظ المخطوطات، كما يُنتظر أن تسهم مراكز البحوث والمتاحف والمكتبات الوطنية في إثراء النقاش العلمي حول مستقبل التراث المكتوب في العصر الرقمي. يُنتظر أن يسهم هذا الملتقى في فتح آفاق جديدة لفهم التراث الثقافي الإنساني من خلال أدوات الذكاء الاصطناعي، وتعزيز التعاون العلمي بين الحقول المختلفة، كما يأمل المنظمون في أن يخرج الملتقى بتوصيات علمية تواكب التحول الرقمي الذي يشهده العالم، وتضع أسسًا جديدة للتعامل مع المخطوطات بمقاربات علمية حديثة.