لتقوية اللحمة الوطنية وإبعاد الفتن مختصون يبرزون أهمية الأمن اللغوي والثقافي بالجزائر أكد باحثون ومختصون خلال يوم دراسي بالجزائر العاصمة بأن الأمن اللغوي والثقافي بالجزائر لا يقل اهمية عن الأمن العسكري والاقتصادي من اجل حماية الهوية الوطنية من الانسلاخ والزوال. وناقش المتدخلون خلال هذا اليوم الدراسي حول الامن الثقافي واللغوي والانسجام الجمعي والذي بادر الى تنظيمه المجلس الأعلى للغة العربية بالمكتبة الوطنية الجزائرية (الحامة) أهمية إقرار اللغة الأمازيغية كلغة رسمية والتي تدعمت بتكريس رأس السنة الأمازيغية يوما وطنيا من قبل رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة ضمن مسعى تعزيز الوحدة والهوية الوطنية مؤكدين أن الأمن الفكري غير المنسجم يمكن أن يستغل في نشر الفتن . وفي هذا الخصوص اكد الدكتور صالح بلعيد رئيس المجلس الأعلى للغة العربية في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية أن الاستماع الى النخبة التي بامكانها تقديم افكار لهذه المنظومة اللغوية الجديدة بعد ترسيم الامازيغية كلغة وطنية رسمية أمر ضروري وهو ما يرمي اليه هذا اليوم الدراسي الذي يأتي أيضا للإجابة عن عديد الأسئلة التي تتمحور حول كيفية استعمال لغتين رسميتين . وقال إن الوقت قد حان لطرح أفكار علمية دقيقة حتى لا يشكل هذا الاستعمال أي خلاف بل اختلافا منطقيا منبعه ثقافة وطنية راسخة في جذور الامة مؤكدا أن اللغة الجامعة للأداءات الأمازيغية بكل مناطق الجزائر يمكن ان تتمخض بعد مرور قرن من الزمن . ويتعين الان -حسب السيد بلعيد - على المختصين في المجال اللغوي العمل ودون استعجال وبعيدا عن كل مظاهر الغوغاء على ترقية المؤسسات التي تهتم باللغتين الوطنيتين دون احداث اي تنافس بينهما حفاظا على اللحمة الوطنية التي عرف الأجداد أهميتها بالنسبة لكيان الجزائر فقد أسسوا -كما قال- للتعددية اللغوية دون حدوث أي انشقاق أو نزاع بين ابناء الشعب بل تجاوزوا ذلك حتى وصلوا الى حد الاعتزاز باللغة والمواطنة (العربية والأمازيغية ) منذ 17 قرنا. واعتبر المشاركون في هذا اليوم الدراسي الذين قدموا من جامعات تلمسان وباتنة وميلة وسطيف وقالمة و سعيدة ومؤسسات جامعية جزائرية اخرى فإن الأمن اللغوي والثقافي يشكلان حماية للأجيال من الاختراقات الفكرية الهدامة ويتوجب -حسبهم- الاحتياط لذلك من خلال مجموع ما جاءت به توصيات اللقاء والتي تمحورت على حث المجتمع المدني على تطوير اللغة والثقافة على أن يكون الهدف الأول هو تحقيق الأمن اللغوي والثقافي للمجتمع ولمؤسسات الدولة ونشر المفهومين بين الجماهير على نحو دائم ومستمر.