ارفعوا حجاب الجهل عن عقلها قبل أن ترفعوا حجاب الستر عن جسدها . بقلم: محمد مصطفى حابس* الجزء الثاني *التشريع الإسلامي قام على سد الذرائع وإغلاق الأبواب التي تهب منها رياح الفتنة كالخلوة والتبرج المجتمع الإسلامي مجتمع يقوم - بعد الإيمان بالله واليوم الآخر- على رعاية الفضيلة والعفاف في العلاقة بين الرجل والمرأة ومقاومة الإباحية والتحلل والانطلاق وراء الشهوات حيث قام التشريع الإسلامي في هذا الجانب على سد الذرائع إلى الفساد وإغلاق الأبواب التي تهب منها رياح الفتنة كالخلوة والتبرج كما قام على اليسر ودفع الحرج والعنت بإباحة ما لا بد من إباحته استجابة لضرورات الحياة وحاجات التعامل بين الناس كإبداء الزينة الظاهرة للمرأة. مع أمر الرجال والنساء جميعا بغض البصر وحفظ الفروج حيث جاء قوله تعالى في القرآن الحكيم: { قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ _ ذَ_لِكَ أَزْكَى_ لَهُمْ _ } وقوله: { وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا... } هنا يبدو جليا الصراع بين مخافة البشر و مخافة رب البشر بين العفاف و الرذيلة و هنا تظهر القابضات على الجمر من بناتنا و أخواتنا وهن نساء صالحات و قليلات ما هن .. تغض إحداهن بصرها عن النظر إلى الرجال .. بل وتغض بصرها عن النظر إلى من قد تُفتن بها من شهوات و نزوات .. ومن تساهلت بالنظر الحرام .. والخلوة المحرمة .. جرّها ذلك إلى كبيرة الزنا أو السحاق عياذاً بالله ومن تساهلت بالمعصية الصغيرة جرتها إلى الكبيرة .. وخشي عليها من سوء الخاتمة والله يقول { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ _} ويقول أيضا { ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلاً}. *الحرب على الحجاب متجذرة في تاريخ فرنسا الاستعماري و للتاريخ نذكر أنه منذُ أكثرَ من نصف قرن كان الحجاب أو ما يعرف حينها حسب الجهات في الجزائر بس الحايك أو الغمبوز أو الملاية أو السفساريس في صَلبِ الانتِفاضة الجزائريّة التي أدَّت إلى سقوطِ الجمهوريّة الفرنسيّة الرابعة ووصول شارل ديغول إلى سدّة الحكم. إذ كان خلعُ الحجاب قضيّة استراتيجيّة بالنسبةِ للجيشِ المحتل الفرنسيِّ الذي بسَط على الضفّةِ الأخرى من المتوَسِّط سلطةً لا تعلو عليها سلطة وكان الهدفُ من هذه الاستراتيجيَّةِ تقريبُ فرنسا من قلوبِ مليونَي امرأة جزائريَّة.. إذ بإيعاز من عسكر فرنسا وأذنابها خلعَت مجموعةٌ من الجزائريّات المُسلمات الحجابَ او الحايك في الساحة الرئيسيّة في قلب الجزائر العاصمة محاطات بالمصوِّرين وتحتَ حماية الجنود الفرنسيين الخفيّة رغم ذلك لم تكن العملية إلا فلكلور و مراوغة ساذجة لأن ممن خلعن الحجاب هن إما فرنسيات الأصل والفصل او جزائريات _مستقورات على حد تعبير بعض المؤرخين الفرنسيين. أيام الاحتلال قيل لنا: _بمقدورِكم الانتِخابُ حين تخلعُ نساؤكم الحِجابس و بالتالي لا ننسى فقضية الصراع بين السفور والحجاب متجذرة في تاريخ فرنسا الاستعماري إذ أنه في عامِ 1871 مع حلولِ الجمهوريّة الثالثةِ وتقسيمِ المستعمَرة أي أرض الجزائر إلى ثلاثِ محافَظات أو عمالات كما كانت تسمى كل من قسنطينة _ وهران _ الجزائر بعدَ أن تمَّ التخلُّصُ من العَسكر بات كلُّ السكّان مُواطِنين فرنسيّين وبالتالي _ كان المفروض _ لهم الحقُّ نظريّاً بانتِخابِ ممثِّليهم في مجلسِ النواب. رفضَ الأوروبيّون ذلكَ بشراسة مشتَرِطين على المُسلمين التخلّي عن قانون الأحوالِ الشخصيَّةِ إن أرادوا أن يصبحوا مواطنين لهم حق الانتِخاب عِلماً أنَّ قانونَ الأحوالِ الشخصيّة عادي للغاية هو عبارةٌ عن مجموعةِ قوانينَ لإدارةِ شؤون الزواج والإرثِ والقانونِ العائليِّ تستنِدُ إلى الشريعة الإسلامية عموما وفق مذهب الإمام مالك السائد في ربوع دول المغرب العربي. و قصد التعبيرِ عن رأيِهم الحادِّ والترويجِ له رفعَ المستعمِرون شعارَ ضرورة نزع الحجابِ أو _الحَايكس الذي يغطّي الجسم وأحينا والوجهَ والذي طالما رَمَز في أوروبا إلى _الآخرس: _سيكون بمقدورِكم الانتِخابُ حين تخلعُ نساؤكم الحِجابس. انصاعَت باريس للأمرِ الواقعِ ومنعت المسلمات من حقِّ الانتِخاب الكامل للجزائريات أما الجارة تونس فركبت الموجة بكل عنترية و عرت نساءها واستفحل هذا العري حتى بعد استقلالها في عهد الهالك بورقيبة ولازال المشاهدون العرب يذكرون تلك اللقطة التلفازية التي ينزع فيها بورقيبة خمار نساء تونسيات مسلمات أمام الملأ *المسلمة في بعض دول الغرب التي تدعي الديمقراطية ممنوعة من ممارسة عملها بالحجاب فالمسلمة في بعض الدول بما فيها العربية ممنوعة من الحجاب بشكل أو بأخر وكذا في الغرب التي تدعي الديمقراطية ممنوعة من ممارسة عملها في العديد من الوظائف كالتعليم بالحجاب مثلا في جل الدول الأوروبية إلا نادرا وهي مشكلة تتعرض لها العائلات في الغرب يوميا مما حدى بأحد الاخوة المشايخ الجزم بقوله إن المحجبة الملتزمة قابضة على الجمر في عصرنا هذا وحكى لي تجربته الشخصية دون تردد في مجابهة المشكلة هو وزوجة بالتضحية براتب شهري بدل راتبين حيث أخبرني أن زوجته الأستاذة المدرسة سرحت من عملها بسبب حجابها منذ سنوات واشترطت عليها الإدارة خلع الحجاب للعودة للشغل علما أن حجابها لباس ساتر للجسم لا غير و ليست منقبة و لا مجلببة - على حد قوله- بينما وظفت بدلها أستاذة متدربة ليست فقط متبرجة بل متزوجة مثليا!! فأي قدوة تكون هذه السيدة لطلبتنا وللأجيال مقارنة بمؤمنة متحجبة؟ فأضطر هذا الأخ لقسمة راتبه مناصفة مع زوجته إلى يوم الناس هذا قائلا لي من الناحية المالية شددنا أحزمتنا لأبعد حد و ما زلنا أما من ناحية راحة البال فأنا مرتاح للغاية.. داعيا الله أن يبارك لنا فيما أعطانا على قلته و هناك أمثلة عديدة يضيق الوقت لشرحها. يتبع..