قطاع التعليم العالي يُحصي 106 مؤسسة جامعية 1.7 مليون طالب في جامعات الجزائر 60 بالمائة من تعداد طلبة الجزائر إناث
ف. هند عرض وزير التعليم العالي والبحث العلمي طاهر حجار يوم الجمعة بباريس الإنجازات الجزائرية العديدة في مجال التعليم العالي مبرزا الدور الأساسي لهذا القطاع في إدماج الشباب وذكر حجار أن الجزائر تحصي 106 مؤسسة جامعية تضم أزيد من 1.7 مليون طالب بمعدل 400 طالب لكل 10 آلاف نسمة علما أن 60 بالمائة من الطلبة إناث. وفي مداخلة له خلال مائدة مستديرة حول موضوع توسيع الاستفادة وضمان النجاح للجميع في مجال التعليم العالي خلال أشغال الندوة الدولية حول مسار بولونيا التي تضم على مدار يومين بباريس وزراء التعليم العالي للدول الأوروبية ال48 بمشاركة 30 بلدا غير عضو صرح الوزير أن الجزائر ركزت منذ السنوات الأولى للاستقلال على أهمية التربية والتعليم العالي لمرافقة مشاريعها التنموية . وأضاف أن ذلك كان بمثابة تحد بالنسبة لبلد أغلبية سكانه من الريف تنتشر في أوساطهم نسبة أمية مرتفعة مقابل نسبة جد ضئيلة في مجال التدريس في المستويين الابتدائي والثانوي وبالتالي عدد قليل من المتحصلين على شهادة البكالوريا . وقال السيد حجار أن الجزائر انتقلت من جامعة واحدة ومدرستين بالجزائر العاصمة سنة 1962 إلى 106 مؤسسة جامعية سنة 2018 ومن 2375 طالب جامعي في 1962 إلى 1.730.000 طالب اليوم. وفي نفس السياق أوضح وزير التعليم العالي والبحث العلمي أننا انتقلنا من 3 طلبة لكل 10000 نسمة إلى حوالي 400 طالب لكل 10000 نسمة خلال 2018/2017 مشيرا إلى أن هذا التعداد سيرتفع بشكل معتبر ليصل إلى 2 مليون خلال 2020/2019 و5ر3 مليون في آفاق 2030 . وأكد الوزير ان هذا الارتفاع في تعداد الطلبة الجامعيين هو نتيجة سياسة دمقرطة ومجانية التعليم العالي ومهمتها المكرسة في الخدمة العمومية مضيفا أنه منذ 1999 وبوصول رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة إلى الحكم شهد قطاع التعليم العالي نموا وسعا سواء من حيث تطوير هياكل قاعدية جديدة أو زيادة التأطير وعدد الطلبة من خلال استراتيجية تنموية حملتها أربعة برامج خماسية.
نوعية التعليم العالي أصبحت إلزامية في هذا الخصوص أبرز الوزير زيادة عدد الطلبة ما بين 1999-2018 بنسبة 270 بالمائة (407.995 طالب مسجل منهم 208.523 بنت أي 51.1 بالمائة ما بين 1999-2000 و1.730.000 طالب مسجل من بينهم 1.081.250 بنت أي 62 5 بالمائة في سنة 2018 مشيرا إلى أن عدد الأساتذة عرف هو الأخر زيادة بنسبة 340 بالمائة اذ ارتفع من 17 460 أستاذ في 1999-2000 إلى 60000 أستاذ في 2017-2018. وفي مجال تطور الشبكة الجامعية الجزائرية فإن القطاع انتقل من 53 مؤسسة منها 18 جامعة في 1999-2000 إلى 106 مؤسسة جامعية منها (50 جامعة و13 مركزا جامعيا و43 مدرسة عليا) في 2017-2018 حسب توضيحات الوزير الذي أبرز الاصلاح الجديد لهندسة التعليم العالي الجزائري المستمد من النظام الأوروبي ليسانس-ماستير-دكتوراه مرفقا بتحيين وتأهيل مختلف البرامج البيداغوجية واعادة تنظيم التسيير البيداغوجي والحكامة. وأوضح الوزير أن هذا التحول يبرهن عند الاقتضاء إرساء مسار مدعم لإدماج الشباب من كافة الفئات الاجتماعية في التعليم العالي من شأنه المساهمة في تطوير البلد وفي تعزيز لحمته الاجتماعية بشكل خاص فضلا عن بناء الجزائر كدولة-أمة مشيرا إلى أن 80 بالمائة من الطلبة يستفيدون من المنح ونحو 50 بالمائة منهم يقطنون الأحياء الجامعية. لكن كما أشار بما أن الجمهرة ليست هدفا في حد ذاتها فإن مسألة نوعية التعليم العالي أصبحت منذ عدة سنوات إلزامية أدرجت ضمن عملية تسيير القطاع من خلال ضرورة الإدماج المهني لحاملي الشهادات (قابلية التشغيل) .
الفتيات تمثلن أكثر من 60 بالمائة من الطلبة لدى تطرقه إلى مسألة الجندر في التعليم العالي بالجزائر مدعما تصريحاته بالأرقام أكد السيد حجار أنه ما بين 1963/1962 كان هناك فقط 2ر21 بالمائة من الفتيات مسجلات في الجامعة في حين بلغت سنة 2017 نسبتهن 5ر62 بالمائة من عدد الطلبة المسجلين و6ر65 بالمائة من حاملي الشهادات. وأضاف فيما يخص الدراسات التحضيرية لشهادة الدكتوراه أن الفتيات تمثلن اليوم نسبة 5ر52 بالمائة من عدد الطلبة موضحا أنه من أصل 60.000 مدرس جامعي من مختلف الرتب تمثل النساء نسبة 47 بالمائة . وتابع السيد حجار يقول بخصوص مسألة الجندر فإنه لا يمكن إلا الانبهار بالنتائج المحققة بالنظر إلى نقطة الانطلاق في هذا التطور وخاصة المشاكل التي تلزم تخطيها وكذا مميزات المجتمع الجزائري حيث لا تشكل نسبة الإناث النشطة سوى 6ر20 بالمائة من اجمالي عدد السكان النشطين كما تطرق وزير التعليم العالي والبحث العلمي إلى الاستفادة العادلة والشفافة من التعليم الجامعي بالنسبة للمتحصلين الجدد على شهادة البكالوريا موضحا أن الجزائر منحت هذه السنة 2.500 منحة تعاون لصالح طلبة أجانب والذين ارتفع عددهم إلى 12.000 طالبا قادما من 70 بلدا. واختم السيد حجار بالتأكيد أنه فضلا عن قيم الاستقبال والضيافة ومساهمتنا في سياسة تنمية الموارد البشرية لهذه البلدان الشقيقة والصديقة فإن الجزائر تعتبر كل خريج أجنبي من الجامعات الجزائرية بمثابة همزة وصل إضافية للصداقة والتفاهم والتعاون .