لطالما شكلت وسائل النقل كابوسا حقيقيا سواء للمسافرين أو العاملين بها خاصة مع المشاكل التي أصبحت تثار بداخلها ما بين بعض المسافرين وقباض التذاكر، والتي ترجع أساسا إلى النظرة الدونية التي تلحقهم من طرف بعض المسافرين ولا نقول كلهم في لحظة يتناسون فيها أن منبع الاسترزاق يختلف من شخص لأخر، و تبادل الاحترام هو واجب فكل في موضعه، إلا أن نظرات الإهانة والاحتقار عادة ما تتبع قباض التذاكر الأمر الذي جعلهم في تناحر مستمر مع المسافرين بعد أن عولوا رد اللكمة لهم، مما أدى إلى تشاحنهم في كل وقت خاصة وأن الأمر ولد لدى بعض القباض نزوة عدوانية يطلقونها على المسافرين كلما أحسوا بذلك الإحساس والشعور بالنقص اتجاه الآخرين، وهناك من تصدى للموقف ولم يعر بعض الأصناف بالاهتمام، وواصل مسيرته في عمله من دون أدنى عقدة أو نقص· في هذا الصدد اقتربنا من بعض المسافرين من أجل رصد الآراء والوقوف على ما يعايشونه يوميا مع بعض الفئات فقالوا الكثير، منهم الشاب فؤاد في العشرين من العمر قال إن ظروفه وظروف عائلته دفعته إلى امتهان حرفة قابض تذاكر وهو يرى أنها مهنة شريفة ليس من العيب امتهانها إلا أن بعض الذهنيات حولتها وجعلتها مصدر خجل خاصة مع النظرات التي تلاحقنا من طرف بعض أصناف الناس، ولا نقول كلهم بحيث ينعتوننا بأقبح الصفات ويهينون حتى مهنتنا لمجرد هفوة بسيطة، وفي الغالب قد لا يحصل أي شيء وتعلن الحرب من المسافرين لا لشيء سوى لأنهم يريدون في بعض المرات تسييرنا كيفما شاءوا هم، حتى ولو كانوا على ضلال وقال إنه في مرة حدث له موقف مع أحد الكهول بعد أن كانت الحافلة تسير وتتوقف بالمحطات الثانوية بطريقة جد عادية فأحيانا نأخذ أقصى احتياطاتنا لكي لا نتقاطع مع بعض الأصناف إلا أن ذلك الكهل ثار ودخل معه في مناوشات تبعها بكلام يقلل من شأنه كقابض فما كان عليه إلا الدخول في نزاع حاد معه ولولا تدخل المسافرين لتطورت الأمور إلى ما هو أخطر وتلفظ بالقول "بزاف يا أختي الناس ولاّت تحقر بالعين نخدم روسوفور أو ما نروحش نسرق"· أما هشام قابض تذاكر هو الآخر فقال إن مهنة قابض في الجزائر هي مهنة جد صعبة ولولا الظروف لفر منها الجميع خاصة مع النظرات الدونية التي باتت تلحق المهنة كمهنة شريفة يكسب الشخص منها حلالا مثلها مثل المهن الأخرى، لكن الممارسات التي باتت تلاحقنا من طرف بعض المسافرين أزعجتنا كثيرا وفي مرات لأسباب جد تافهة وترجع في الأساس إلى الحالة التي يكون عليها الشخص في العمل أو مشاكله اليومية والتي تدفع بالبعض إلى إسقاط غضبهم على كل من اعترض طريقهم، ومهنتنا تحكم علينا بمعاشرة جميع الأصناف مما يجعلنا نقف في مواقف لا نحسد عليها تُختم دائما بعبارات مهينة نتحملها أحيانا ونثورلأجلها أحيانا أخرى فنحن كذلك بشر· وأمام العينتين لا يسعنا إلا التذكير بأنه وجب الابتعاد عن تلك الذهنيات والنظرات خاصة وأن كل حرفة لها وزنها وفوائدها التي تعود على المجتمع، فكل حرفة تكمل الأخرى ووجب عدم الاستهانة بهذه أو تلك مادام أنها تكسب حلالا·