6 سُنن من الهدي النبوي هذه مستحبات الصيام للصيام أركان وشروط وأمور مستحبة لنيل الثواب الأكبر في العبادة التي اختصها الله سبحانه وتعالى قائلاً في الحديث القدسي: (الصوم لي وأنا أجزي به). أما أركان الصيام فهما: الركن الأول: الإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس. والركن الثاني: النية. والأمور المستحبة في الصيام هي: 1 - السُّحُور وتأخيره إلى قبيل أذان الفجر لقوله (صلى الله عليه وسلم): تَسَحَّرُوا فَإِنَّ في السَّحُورِ بَرَكَةً (متفق عليه). ويتحقق السحور بكثير الطعام وقليله ولو بجرعة ماء لقوله (صلى الله عليه وسلم): السُّحُورُ أَكْلُهُ بَرَكَةٌ فَلا تَدَعُوهُ وَلَوْ أَنْ يَجْرَعَ أَحَدُكُمْ جَرْعَةً مِنْ مَاء فَإِنَّ الله وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى المُتَسَحِّرِينَ (رواه أحمد). ويُستحب تأخير السحور فعن زيد بن ثابت رضى الله عنه قال: تَسحرنا مع رسولِ الله (صلى الله عليه وسلم) ثم قمنا إِلى الصَّلاةِ. قال أنس بن مالك: قلتُ: كم كان قَدْرُ ما بينَهما؟ قال: قَدْرُ خمسين آية (متفق عليه). وإذا سمع الأذان وشرابه في يده فله أن يشرب حتى ينتهي فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: إِذَا سَمِعَ أَحَدُكُمُ النِّدَاءَ وَالإِنَاءُ عَلَى يَدِهِ فَلاَ يَضَعْهُ حَتَّى يَقْضِىَ حَاجَتَهُ مِنْهُ (رواه أبو داود). وحمل العلماء الحديث على من شك في طلوع الفجر أما إذا تأكد من طلوع الفجر فليس له أن يأكل أو يشرب فإن فعل بعد التأكد من طلوع الفجر فقد بطل صومه ويلزمه القضاء. 2 - تعجيل الفطر يُستحب للصائم تعجيل الفطر متى تأكد من غروب الشمس لقوله (صلى الله عليه وسلم): لَا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْر مَا عَجَّلُوا الْفِطْرَ (رواه أبو داود) ويستحب الإفطار على رُطَبَات فإن لم يجد فتمرات وأن تكون وترًا فإن لم يجد فعلى جرعات من ماء لحديث أَنَسِ بْنِ مَالِك رضى الله عنه قَالَ: كَانَ النبي (صلى الله عليه وسلم) يُفْطِرُ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَى رُطَبَات فَإِنْ لَمْ تَكُنْ رُطَبَاتٌ فَتُمَيْرَات فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تُمَيْرَاتٌ حَسَا [حسا: شرب] حَسَوَات مِنْ مَاء .(رواه الترمذي) فإن لم يجد شيئًا نوى الفطر بقلْبه ويكفيه ذلك. 3 - الدعاء عند الفطر لما ثبت أن رَسُولَ الله (صلى الله عليه وسلم) كان إِذَا أَفْطَرَ قَالَ: ذَهَبَ الظَّمَأُ وَابْتَلَّتِ الْعُرُوقُ وَثَبَتَ الأَجْرُ إِنْ شَاءَ الله (رواه أبو داود) وقال (صلى الله عليه وسلم): إِنَّ لِلصَّائِمِ عِنْدَ فِطْرِهِ لَدَعْوَةً مَا تُرَدُّ (رواه ابن ماجه). 4 - ترك اللغو والرفث لقوله (صلى الله عليه وسلم): وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ [ يرفث: من الرفث وهو الكلام الفاحش ويطلق أيضا على الجماع وعلى مقدماته] وَلَا يَصْخَبْ [يصخب: من الصخب وهو الخصام والصياح] فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ: أنى امْرُؤٌ صَائِمٌ (متفق عليه) ولقوله (صلى الله عليه وسلم): مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ في أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ (رواه أبو داود). 5 - الإكثار من العبادات كقراءة القرآن وذكر الله وصلاة التراويح وقيام الليل وقيام ليلة القدر والسنن الرواتب والصدقة والجود والبذل في سبل الخير وتفطير الصائمين والعمرة فإن الحسنات في رمضان مضاعفة فعَنِ ابْنِ عَبَّاس رضى الله عنه قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) أَجْوَدَ النَّاسِ وَكَانَ أَجْوَدَ مَا يَكُونُ في رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ وَكَانَ جِبْرِيلُ يَلْقَاهُ في كُلِّ لَيْلَة مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ فَلَرَسُولُ اللهِ(صلى الله عليه وسلم) حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ (رواه البخاري). 6 - الاجتهاد خاصة في العشر الأواخر من رمضان عَنْ عَائِشَةَ رضى الله عنها قَالَتْ: كَانَ النبي (صلى الله عليه وسلم) إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ [ هو كناية عن الاجتهاد في العبادة زيادة عن المعتاد. وقيل: هو من ألطف الكنايات عن اعتزال النساء وترك الجماع والمئزر: الإزار وهو ما يلبس من الثياب أسفل البدن] وَأَحْيَا لَيْلَهُ وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ [ أي: نبههن للعبادة وحثهن عليها] (رواه البخاري).