أرقام مرعبة عن واقع مؤسف أطفال الجزائر في مواجهة سوء المعاملة والاعتداءات ف. هند أحيت الطفولة بالجزائر أمس السبت يومها العالمي المصادف للفاتح جوان من كل سنة تحت شعار طفولة آمنة.. مستقبل زاهر في وقت فاقت فيه قضايا استغلال الأطفال الألف حالة وسط دعوات إلى التصدي لسوء المعالة والاعتداءات التي تتربص بأطفال الجزائر وتعزيز الإستراتجية الوطنية الخاصة بالطفولة. وفي هذا الصدد أكد رئيس الشبكة الجزائرية للدفاع عن حقوق الطفل (ندى) عبد الرحمان عرعار على أهمية تعزيز الإستراتجية الوطنية الخاصة بالطفولة الصغرى مع ضبط القوانين المسيرة لمؤسسات استقبال هذه الشريحة. وشدد عرعار على ضرورة المراسيم التنفذية المتبقية المتعلقة بقانون حماية الطفولة. وبلغة الأرقام أكدت شبكة ندى على لسان رئيسها عرعار انها سجلت أكثر من 16 ألف حالة تبليغ معتمدة في ذلك على الرقم الأخضر في حالات معالجة سوء معاملة الأطفال. ويرى في هذا الصدد عبد الرحمن عرعار أن شبكة ندى تعتمد على الرقم الأخضر في مجالات استغلال الأطفال سجلت 1110 قضية سوء المعاملة الجسدية والنفسية التسول 342 حالة والاعتداءات الجنسية 712 حالة الزواج العرفي 322 حالة وجميعها ظواهر في تنامي مستمر . من جانبها كشفت المفوضة الوطنية لحماية الطفولة مريم شرفي أن الهيئة الوطنية لحماية وترقية الطفولة تلقت عبر خطها الأخضر (11/11) إخطارات حول المساس بحقوق 1.035 طفلا خلال الخمسة أشهر الأولى من السنة الجارية. وأوضحت شرفي بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للطفولة أن الهيئة تلقت 600 إخطارا حول المساس بحقوق 1.035 طفلا من بينهم 611 ذكور و424 إناث وذلك خلال الخمسة أشهر الأولى من السنة الجارية مبرزة أنه في بعض الحالات إخطارا واحدا شمل مجموعة أطفال. وبخصوص الفئة العمرية لهذه الفئة من الأطفال أضافت ذات المسؤولة أن 284 طفلا لا يتجاوز سنهم ستة سنوات و532 آخر يتراوح سنهم من 7 إلى 13 سنة وأن 219 طفلا يتراوح سنهم من 14 إلى أقل من 18 سنة مبرزة أن هذه الإخطارات التي قام بها مواطنون أو حتى أطفال أنفسهم تتعلق بعضها بحالات سوء المعاملة أو العنف أو الاستغلال الاقتصادي للأطفال أو التسول بهم. وفي نفس السياق أكدت ذات المتحدثة أن الهيئة تلقت خلال نفس الفترة عبر رقمها الأخضر مجموع 442.600 مكالمة هاتفية بعضها تناولت حالات المساس بحقوق الطفل وأخرى تمثلت في طلب توجيهات أو استفسارات أو تتعلق بانشغالات ترتبط بمسألة الطفولة أو مهام الهيئة حيث تمت معالجة حوالي 274.000 مكالمة. وفي ذات السياق أشارت شرفي إلى التدابير المرتبطة بأجهزة التبليغ التي وضعتها الهيئة طبقا لأحكام القانون المتعلق بحماية الطفل الصادر سنة 2015 على غرار الرقم الاخضر (11/11) والبريد الالكتروني لتلقي الإخطارات حول أي مساس بحقوق الطفل علاوة على تنصيب خلية استماع تضم مختصين في علم النفس والاجتماع والقانون واطباء تسهر على دراسة هذه الاخطارات وتوجيهها ومرافقة كل حالة لمعالجتها. وفي نفس السياق كشفت نفس المتحدثة أن الهيئة تعمل بالتنسيق مع القطاعات المعنية لاعتماد تطبيق جديد على الهاتف الذكي كاجراء يهدف إلى تعزيز آليات التبليغ وتبسيط تدابير الحماية. من جهة أخرى أكدت أن الهيئة شرعت بالتنسيق مع الإدارات والهيئات المعنية في وضع نظام معلوماتي وطني شامل حول وضعية الطفولة ليكون جاهزا خلال السداسي الثاني من السنة الجارية يسمح بتوفير بعض المؤشرات تخص هذه الفئة في بعض المجالات منها التربية والصحة وكذا معطيات قانونية. وفي هذا السياق قالت أن هيئتها سوف تكون بمثابة مرجع بخصوص الإحصائيات حول وضعية الطفولة في الجزائر وذلك وفق المهام الممنوحة لها وفي إطار قانون حماية الطفل. كما كشفت شرفي أن الهيئة نصبت منذ شهر جانفي الفارط اللجنة الموضوعاتية الخاصة بصحة الأطفال والتي تتشكل من أطباء ومختصين بهدف البحث والدراسة في المجال وتقديم توصيات واقتراحات مضيفة أنه سيتم تنصيب باقي اللجان قبل نهاية السنة على غرار اللجان المتعلقة بالتربية والشؤون القانونية وحقوق الطفل والمجتمع المدني وذلك بموجب أحكام قانون حماية الطفل.