حرب إقليمية بلا سلاح التوتر مستمر في المتوسط بدأت تركيا والقبارصة الأتراك مناورات عاصفة البحر الأبيض المتوسط في الوقت الذي أعلنت فيه فرنسا عن بحث فرض عقوبات على أنقرة في المجلس الأوروبي نهاية الشهر الجاري وذلك في سياق استمرار التوتر شرقي المتوسط بين أنقرة من جهة وأثينا وحلفائها من جهة أخرى. وتواصل القوات المسلحة التركية و قيادة أمن جمهورية شمال قبرص التركية مناورات عاصفة البحر الأبيض المتوسط التي تنظم سنويا حتى العاشر من الشهر الجاري بهدف تطوير التدريب المتبادل والتعاون والعمل المشترك بين تركيا وشمال قبرص. وتشهد منطقة شرق المتوسط استعدادات عسكرية لوحت بها كل من تركيا من جهة واليونان وفرنسا من جهة أخرى بعد أن بدأت تركيا التنقيب عن الغاز الطبيعي قبالة جزر يونانية واتهمت أثينا على إثرها أنقرة بالتنقيب بشكل غير مشروع فيما ترد أنقرة بأنها تنقب في مناطق تنتمي إلى جرفها القاري. وفي سياق متصل قال فؤاد أوقطاي نائب الرئيس التركي إنه لا غنى عن الحلول الدبلوماسية في شرق البحر المتوسط مضيفا أن أولويات أمن تركيا وجمهورية شمال قبرص التركية أمور لا يمكن التخلي عنها. واعتبر أوقطاي أن الجيش التركي خير ممثل لإرادتنا الفولاذية ضد من يحاول أن يحشر تركيا بخليج أنطاليا واعتبار القبارصة الأتراك كأن لم يكونوا حسب تعبيره. وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد قال إن بلاده مستعدة للحوار وفق ما قال إنها شروط عادلة لتقاسم الحقوق شرقي المتوسط وإنها مستعدة لكل العواقب والنتائج. من جانبه بحث وزير الخارجية اليوناني نيكوس دندياس مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ناتو (NATO) ينس ستولتنبرغ التطورات في شرق المتوسط وضرورة خفض التوتر بالمنطقة. كما أجرى وزير الخارجية اليوناني محادثات مع فيليب ريكر مساعد وزير الخارجية الأمريكي قال عقبها إن جملة من المؤشرات تظهر أن الطرف الأمريكي يتبع نهجا مؤيدا لبلاده. وقد نشرت وزارة الدفاع التركية امقطع فيديو خاصا لسفينة عروج ريس التي تواصل أعمال البحث والتنقيب في شرق المتوسط. *عقوبات أوروبية من جانب آخر أعلن وزير الخارجية الفرنسي أن المجلس الأوروبي المقرر عقده في نهاية سبتمبر سيخصص في المقام الأول للمسألة التركية والتوتر في شرق البحر المتوسط خاصة دراسة فرض عقوبات على أنقرة. وقال جان إيف لودريان لإذاعة فرانس إنتر إنه خلال المجلس الأوروبي نهاية الشهر الجاري سيكون الملف المطروح ملف تركيا . وأضاف لودريان لقد أعددنا هذا الملف التركي منذ عدة أيام مع وزراء الخارجية في برلين لتعداد أدوات الرد التي يمكن أن نستخدمها حيال تركيا . وسيعقد المجلس الأوروبي -الذي يضم رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي-اجتماعا يومي 24 و25 سبتمبر الجاري. وتشهد علاقات عدة دول في الاتحاد الأوروبي -وفي مقدمتها فرنسا-توترا شديدا مع تركيا خاصة بشأن القضية الليبية ومسألة الهجرة فضلا عن احتياطيات الغاز في شرق البحر المتوسط. وكان الشهر الماضي شهد اصطداما خفيفا بين فرقاطتين تركية ويونانية. وأجرت اليونان وفرنسا وإيطاليا -الحلفاء في الناتو-تدريبات عسكرية في المنطقة نفسها من البحر المتوسط كما أجرت تركيا -وهي عضوة أيضا في الحلف-تدريبات بحرية.