في رحاب حب المصطفى نحبك يا رسول الله أكثر من حبنا لأنفسنا إن حبنا للنبي صلى الله عليه وسلم أكثر من حبنا لأنفسنا وأهلينا عقيدة وإيمان فلا يتم إيمان المسلم حتى يحبَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم بل حتى يكون أحبَّ إليه من والده وولده ونفسه والناس أجمعين فعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين) رواه البخاري. قال ابن تيمية: وأما السبب في وجوب محبته صلى الله عليه وسلم وتعظيمه أكثر من أي شخص فلأن أعظم الخير في الدنيا والآخرة لا يحصل لنا إلا على يد النبي صلى الله عليه وسلم بالإيمان به واتباعه وذلك أنه لا نجاة لأحد من عذاب الله ولا وصول له إلى رحمة الله إلا بواسطة الرسول بالإيمان به ومحبته وموالاته واتباعه وهو الذى ينجيه الله به من عذاب الدنيا والآخرة وهو الذى يوصله إلى خير الدنيا والآخرة . وعن عبد الله بن هشام رضي الله عنه قال: (كُنَّا مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب فقال له عمر: يا رسول الله لأنت أحب إلى من كل شيء إلا من نفسي فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك فقال له عمر: فإنه الآن والله لأنتَ أحب إليَّ من نفسي فقال النبي صلى الله عليه وسلم: الآن يا عمر) رواه البخاري. قال ابن حجر: فجواب عمر أولاً كان بحسب الطبع ثم تأمل فعرف بالاستدلال أن النبي صلى الله عليه وسلم أحب إليه من نفسه لكونه السبب في نجاتها من المهلكات في الدنيا والأخرى فأخبر بما اقتضاه الاختيار ولذلك حصل الجواب بقوله: (الآن يا عمر) أي الآن عرفت فنطقتَ بما يجب .