هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ دروس مستفادة في ذكرى المولد النبوي بحسب ارجح الروايات ولد النبي صلي الله عليه وسلم في يوم الإثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول عام 571هجرية اي في عام الفيل لقول النبي -عليه الصلاة والسلام- لما سُئل عن صيام يوم الإثنين: ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ وَيَوْمٌ بُعِثْتُ أَوْ أُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ وفي قول أخر للنبي: وُلِدْتُ أنا والنَّبيُّ عامَ الفيلِ في بداية النهار عند طُلوع الفجر. وكما كان حادث المولد حادثا فارقا في تاريخ الإنسانية حيث بعث الله النبي الأمي لهداية البشرية به الله وكتب علي يديه نصرة الحق الحق وزهاق الباطل وكتب نهاية عصور الجاهلية والشرك فإن هذا الحادث وكتب الله علي يديه ال كان به من الدروس المستفادة من أكثر من أن تحصى أو تُعدَّ وحسبنا منها ما يعيننا على تحمل مشاق الحياة وقسوتها *ذكرى مولد النبي ودروس مستفادة الدرس المستفاد الأول من هذه الذكري الشريفة هو الصبر الذي ردده ربنا سبحانه وتعالى على مسامع نبيه صلى الله عليه وآله وسلم في كثير من آيات القرآن الكريم وجعله من أخلاقه صلى الله عليه وآله وسلم فما أكثر ما قال له ربه عز وجل: وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللهِ النحل: 127 ﴿فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا المعارج: 5 فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ [الأحقاف: 35. والصبر نصف الإيمان ولذا فإن الصابرين يوفون أجرهم بغير حساب كما أخبر بذلك رب العالمين ومن الدروس المستفادة في هذه الذكرى العطرة دروس العزة والكرامة والإباء والنجدة والشهامة وهناك دروس جهاد النفس بالتحلي بما يدعو إليه من الأخلاق والآداب فتحسن بذلك صورة الإسلام والمسلمين ويعلو شأننا في العالمين. وكان الدفاع عن الحق ونصرة المظلوم هو الدرس الأبرز لمولد النبي ويا ليت المسلمين يعرفون هذه الدروس ويعملون بها وتتحد كلمتهم حولها وبهذا نحقق الاستفادة من دروس ذكرى المولد النبوي الشريف والاحتفاء به في كل مكان بما يناسب الحال والمقام الكبير والكريم ومن الدروس المستفادة من هذا الحادث ان الله بعث محمداً (صلى الله عليه وسلم) بالحق والصراط المستقيم وشملته العناية الإلهية بأنوارها الربانية فأهلته لأن يضطلع بالأمانة الملقاة على عاتقه فقام بما حمل خير قيام فقد بلغ الرسالة وأداء الأمانة فأخرج الله تعالى به الناس من عبادة الأصنام والأوثان التي كانوا يعبدونها من دون الله تعالى إلى عبادة الله الواحد القهار الذي بيده الملك والملكوت والعزة والجبروت الذي لا إله سواه ولا مستحقاً للعبادة غيره فتحررت رقابهم من الإذعان لغير الله وتحررت أبدانهم من الخضوع لغيره. *مولد الرسول وحياة اليتم ومن الدروس المستفادة من حادث الهجرة كذلك أهمية حياة اليتم التي عاشها النبي فالله تعالى ربى النبي محمداً وقدر أن يكون يتيماً في أطوار حياته التي عاشها في طفولته وشبابه فذاق النبي حياة اليتم والفقد وما ذلك إلا لتزكو في نفسه جذوة العطف والرحمة للمساكين واليتامى حياة اليتم التي عاشها النبي دفعته ليشعربآلام البسطاء والمساكين أكثر ممن لم يذق هذه الحياة ولم يصارع غصصها فكان عليه الصلاة والسلام يتألم لأحوال الناس ويرحمهم ويعطف عليهم فكان الرحمة المهداة والنعمة المسداة والسراج المنير والبشير النذير فقال الله تعالى فيه: وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ