ريال مدريد عملاق يتسيد عالم المال في كرة القدم!

بقلم: خلدون الشيخ
قبل سنوات حاول ريال مدريد ومعه غريمه وعدوه اللدود برشلونة الى جر القارة الأوروبية الى متاهات تنظيمية على أمل الانسلاخ من مسابقات القارة التي ينظمها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم المعروف باسم اليويفا من أجل المزيد من المداخيل والسطوة والنفوذ.
اليوم العملاق المدريدي ليس بحاجة الى الانقلاب على مسابقة عمرها نحو 70 عاماً وتأسيس أخرى جديدة تحت اشرافه وادارته تحمل اسم الدوري السوبر لأنه يجلس متربعاً على عرش الأندية الأكثر مدخولاً في كرة القدم العالمية بل بات العملاق الإسباني أول ناد تتخطى عائداته المالية مليار يورو في موسم واحد وهو الموسم الماضي (2023-2024) وهو رقم قياسي ليتربع بطل إسبانيا وأوروبا على قائمة ما يُعرف ب دوري المال لكرة القدم حسب ما أفادت شركة ديلويت المتخصصة في مجال التدقيق المالي.
وربما ستساهم الآلية الجديدة لبطولة دوري الأبطال يزيادة المداخيل أكثر هذا الموسم حيث زادت عدد المباريات وبالتالي ستزداد مداخيل يوم المباراة وأيضا قيمة النقل التلفزيوني وتلقائيا ستزيد قيمة مكافآت المشاركة. وفي ترتيب مشابه للموسم ما قبل الماضي تصّدر الريال القائمة بمداخيل بلغت مليار و48 مليون يورو متقدما على مانشستر سيتي بطل الدوري الانكليزي في المواسم الأربعة الماضية الذي حلّ ثانيا (836 مليون يورو) وجاء بعدهما باريس سان جيرمان الفرنسي ثالثا (806 ملايين يورو). وبات فارق ال208 ملايين يورو بين الأول والثاني هو الأكبر الذي سجلته ديلويت على الإطلاق ويعود السبب الرئيسي في هذا الفارق في المداخيل التي قسمت على ثلاثة أقسام هي: مداخيل يوم المباراة من بيع بطاقات حضور المباراة وبيع منتجات غذائية وتذكارات ومداخيل حقوق نقل المباريات في المسابقات المختلفة وجوائز ومكافآت هذه المشاركات وأيضا مداخيل الحقوق التجارية من الاعلانات والرعاية وكان واضحاً تفوق الريال في القسم الأول حيث أدى تجديد ملعب سانتياغو برنابيو معقل الريال إلى مضاعفة الإيرادات خلال أيام المباريات إلى 248 مليون يورو في الموسم الماضي وهو أكثر ب160 مليون يورو من مداخيل السيتي من ملعب الاتحاد حيث لا تتعدى أكثر من 88 مليوناً.
*قروض مليارية
كما حصل النادي الملكي على قروض بلغ مجموعها أكثر من مليار يورو منذ عام 2018 لتجديد ملعبه بهدف تحويله إلى مصدر رئيسي للإيرادات. واستضاف الملعب العديد من الأحداث خارج نطاق كرة القدم حيث كانت نجمة البوب الامريكية تايلر سويفت من بين الأسماء الكبيرة التي قدمت عروضا في الملعب منذ إعادة افتتاحه بينما ستقام أول مباراة لدوري كرة القدم الأمريكية (أن أف أل) في سانتياغو برنابيو في وقت لاحق من هذا العام. وواجه ريال مدريد الساعي لاستخدام ملعبه الذي تبلغ سعته نحو 80 ألف شخص لجلب أموال إضافية شكاوى بشأن التلوث الضوضائي من السكان حيث أوقف النادي مؤقتا استضافة الحفلات الموسيقية. لكن في المقابل تفوق مانشستر سيتي على الريال في مداخيل حقوق النقل بفضل قوة البريميرليغ وبفارق 27 مليون يورو. وتفوق ريال مدريد على مانشستر سيتي في المداخيل التجارية والرعاية بفارق نحو 65 مليون يورو
وعلى الرغم من ارتفاع إيرادات أيام المباريات بنسبة 11 ظلت الإيرادات التجارية أكبر مصدر للإيرادات لأندية دوري المال العشرين للعام الثاني تواليا حيث تمثل 44 من إجمالي الإيرادات. استقرت إيرادات البث عند 4.3 مليار يورو حيث ظلت كل من الدوريات الخمس الكبرى إنكلترا وإسبانيا وإيطاليا وفرنسا وألمانيا في دورة البث المحلية ذاتها كما في الموسم السابق.
وواصلت الأندية الإنكليزية هيمنتها على المراكز الاولى مدعومة بإيرادات بيع حقوق النقل التلفزيوني للدوري الممتاز (البريميرليغ) حيث احتلت ستة من بين أفضل 10 أندية وتسعة من بين أفضل 20 ناديا في دوري المال .
وتقدّم مانشستر يونايتد إلى المركز الرابع بفضل عودته إلى دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي (771 مليون يورو) متقدما على بايرن ميونيخ الألماني (765 مليونا). في المقابل تراجع برشلونة الإسباني إلى المركز السادس بعدما أجبرت أعمال التجديد في ملعبه كامب نو العملاق الكتالوني على الانتقال إلى ملعب مونتويك الأصغر والذي استضاف أولمبياد 1992 وبالتالي عانى النادي الكتالوني في وقت هو بحاجة ماسة الى حل مشاكله المالية. وأكملت أندية أرسنال وليفربول وتوتنهام وتشلسي الإنكليزية المراكز العشرة الأولى على الرغم من فشل الفرق الثلاثة الأخيرة في التأهل إلى دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي.
ويأمل العملاق المدريدي بأن يبقى متربعا في السنوات المقبلة على عرش الأعلى دخلاً في ظل الاستقرار الإداري عبر التجديد لرئيس النادي فلورنتينو بيزيز لولاية أخرى تستمر حتى 2029 كما يساهم في الاستمرار في جلب الغلاكتيكوس وبالتالي النجاحات في أرض الملعب.