بين البساطة والإسراف.. حفلات أعياد الميلاد.. تقليد يزحف إلى الأسر تحوّلت حفلات أعياد الميلاد إلى حتمية لابد منها عبر بعض العائلات إن لم نقل أغلبها وهي على الرغم من أبعادها الإيجابية في إدخال الفرحة على قلوب الأطفال إلا أنها اتخذت مناح سلبية من خلال مظاهر الإسراف والتبذير التي تلحق بتلك الحفلات بحيث تحوّلت لدى البعض إلى ولائم على خطى بعض المؤثرين الذين تمادوا في الاحتفال بذكرى أعياد ميلاد أبنائهم ووثّقوها عبر قنواتهم التي تحصد مشاهدات قياسية بهدف التباهي والتفاخر. نسيمة خباجة إقامة حفلات أعياد الميلاد تحوّلت إلى عادة لدى الأسر الجزائرية فعلى الرغم من أنه عيد مبتدع إلا أن الكثير من العائلات تلتزم بإقامة أعياد ميلاد أبنائها الصغار لاسيما في سنواتهم الأولى وحتى عند الكبر لتبيين محبة الآباء للطفل وإدخال الفرحة على قلبه غير أن هناك اختلافا كبيرا بين حفلات أعياد الميلاد لدى الأسر البسيطة وحفلات أعياد الميلاد التي تقيمها الأسر الميسورة التي تقدر تكلفتها بالملايين بحيث تعكس مظاهر البذخ والإسراف والتعالي. كعكة الميلاد عنوان البسطاء تُختزل حفلات أعياد الميلاد لدى العائلات البسيطة في كعكة يكتب فيها اسم الطفل متبوع بعبارة عيد ميلاد سعيد لإدخال ولو جزء من الفرحة على قلبه بمناسبة عيد ميلاده بحيث تحوّل الاحتفال إلى تقليد زحف حتى إلى العائلات البسيطة التي حزّ في نفسها حرمان أطفالها من موجة حفلات أعياد الميلاد التي اتخذت أبعادا وصارت حفلات ضخمة تُقام عبر القاعات وحتى الفنادق وتُستنزف فيها مبالغ مالية كبيرة. اقتربنا من بعض المواطنين لرصد آرائهم حول الموضوع فتباينت الآراء.. تقول السيدة كريمة إنها فعلا تحتفل بأعياد ميلاد أبنائها باعتبار أنها أسرة تنتمي إلى المجتمع الجزائري وتتأثر بما يدور حولها وترفض حرمان أطفالها من تلك الاحتفالات فعلى الرغم من أنها متيقنة من أنها احتفالات تبعد عن أعراف مجتمعنا وحتى ديننا الإسلامي الحنيف إلا أنها ترضخ لطلباتهم ولا تغضبهم ويُقام الحفل في حدود ضيقة ولا يتعدى جلب كعكة وكتابة اسم الابن أو الابنة عليها عدا ذلك لا شيء يحدث وختمت بالقول إنها تحتار في بعض الحفلات التي صارت شبه عرس بحيث تشتمل على مدعوين ومأكولات وحلويات وهو ما لا يتلاءم مع عاداتنا وترى فيه مبالغة وتكاليف زائدة لا جدوى منها. أما مواطن آخر فقال إنه يرفض إقامة حفلات أعياد الميلاد لأبنائه جملة وتفصيلا ورأى أنها عادات غربية تبتعد عنا تغلغلت إلى مجتمعنا عن طريق الوسائط الاجتماعية وما ينشره المؤثرون من أفكار سلبية نخرت العقول للأسف. مغالاة وإسراف عائلات أخرى اختارت الإسراف والتبذير في حفلات أعياد الميلاد بهدف التباهي والتفاخر لاسيما الميسورة منها وسارت على خطى بعض المؤثرين الذين توجهوا إلى الفنادق وقاعات الحفلات الفخمة لإقامة حفلات أعياد الميلاد لأبنائهم بدل الاكتفاء بإقامتها في البيوت حتى أنهم استعانوا بوكالات مختصة في تنظيم الحفلات مما يعكس المغالاة والإسراف والتبذير في حفلات مبتدعة بعيدة عن ديننا وأعرافنا بحيث أصبحت كعكات عملاقة كبيرة الحجم تُحضّر في حفلات الميلاد تستنزف مبالغ معتبرة ناهيك عن أنواع الحلويات الأخرى والمشروبات وحتى موائد الأكل الفاخرة وأضحت تضاهي الأعراس من حيث المراسم مما عرّض تلك الحفلات إلى انتقادات لاذعة وأثارت جدلا واسعا فلا يُعقل أن تستنزف أعياد الميلاد كل تلك الأموال مما يعكس المغالاة والإسراف والتبذير ويسير على تلك الخطى بعض المشاهير على غرار المؤثرين وغيرهم المتهمين بالدرجة الأولى بنشر تلك الأفكار والظواهر الغريبة التي لا تمت لأعراف مجتمعنا بصلة.