مراصد إعداد: جمال بوزيان في ظل ولاء أمريكي ل النصرانية .. لا سيما الصهيونية الإسلام يدعو إلى البناء الجماعي الهادئ تَرصُدُ أخبار اليوم مَقالات فِي مختلف المَجالاتِ وتَنشُرها تَكريمًا لِأصحابِها وبِهدفِ مُتابَعةِ النُّقَّادِ لها وقراءتِها بِأدواتِهم ولاطِّلاعِ القرَّاءِ الكِرامِ علَى ما تَجودُ به العقولُ مِن فِكر ذِي مُتعة ومَنفعة ... وما يُنْشَرُ علَى مَسؤوليَّةِ الأساتذةِ والنُّقَّادِ والكُتَّابِ وضُيوفِ أيِّ حِوار واستكتاب وذَوِي المَقالاتِ والإبداعاتِ الأدبيَّةِ مِن حيثُ المِلكيَّةِ والرَّأيِ. ///// محددات المقبل من تجربة الإسلام فكريا وتشريعيا الديانة العقلية والدولة الطبيعية * أ.د.محمد عبد النور قامت الحضارة الغربية على خاصيتين كثيرا ما يتوهم المثقف المسلم أنها حتميات كونية وتاريخية لا تساءل عليها يقيم العلاقة مع النموذج الغربي إما تماه تام أو قطيعة تامة فضلا عن الموقف المتأرجح بينهما وهو أفسدها الخاصيتان هما: - تعذر الإصلاح الديني فكرا ومؤسسة بدايةً. - تعذر إصلاح الدولة فكرا وممارسة غايةً. أولا: مسألة تعذر الإصلاح الديني في بدايات التاريخ الغربي الحديث: فالواضح أن استحالة الإصلاح الديني في السياق الغربي كان الاستخلاص النهائي الذي انتهت إليه العقلانية العلمية والفلسفية في الغرب كانت بداياته محاولات الإصلاح من الداخل سواء إصلاح الفكر الديني (أوغسطين والأكويني) أو إصلاح المؤسسة الدينية (لوثر وكالفن) فقد باءا كلاهما بالفشل نظرا لاستحالة النص المسيحي إلى نص تاريخي إنساني فاقدا كل أصالته النبوية التي تربط قارئه بالخطاب الإلهي الصرف الذي تشكل منه الإنجيل في لحظات نزوله الأولى على النبي عيسى وعلى ذلك الأساس ستكون محاولات الإصلاح الديني فمن رغم تمسك الإصلاح الديني المسيحي بالمبدإ الديني المؤسس وهو فكرة المسؤولية الدينية الفردية وبالتالي العلاقة المباشرة بين الفرد والإله إلا أنه كان خلوا من المضامين المتعالية المطلقة التي تشكل مضامين الإصلاح فكريا ومؤسسيا وهذه أول نقطة تجعل القول بكونية التجربة الغربية مع الدين أمرا متهافتا. لذلك انطلق الفكر الغربي أولا من مراجعة الفكر الديني بغاية إعادة تأسيس العلاقة معه لكن وبعد اليأس من إمكان إصلاحه بالنظر لفساد النص المؤسس وفساد المؤسسة الحاضنة لتطبيقه ذلك أن الفساد ممكن بل وشبه حتمي في كل مؤسسة عند تطاول الزمن عليها إلا أن المعيار المثالي الذي يمكّن من الإصلاح - التشريعي وهو الإطار المؤسسي. وعلى ذلك الأساس كان على الفكر الإسلامي المعاصر أن يبدأ المراجعة أعني أن تكون الغاية أولا عند تدهور الأوضاع الحضارية عامة العودة إلى الأصول للبحث فيها عن توفر المعيار النصي المطلق من عدمه بغاية مساءاته وتجديده لا الاندفاع الدغمائي مباشرة إلى نتائج التجربة الغربية بدل النظر في السؤال الذي تقدم النتيجة وهو إمكان وجود المعيار من عدمه. فكان المعقول إذن أن ينطلق الباحث المسلم من سؤال المعيار الأصلي للدين لعزله عن الشوائب الفكرية البشرية التي ارتبطت به خلال المراحل التاريخية وأفسدت أسسه وهنا يكون معيار محفوظية النص الشكلي مركزيا ومهما في الاتصال بالأصول الأولى للدين وعندها يصبح المشكل ليس غياب المعيار إنما الإشكالية ستستحيل إلى فهم المعيار وتأويله لأن محفوظية النص ستغدو كالنافذة المباشرة التي تربط إنسان كل مرحلة من المراحل التالية لنزوله -عقلا وقلبا- بالمعنى المؤسس للدين. هذا فضلا أن مبدأ المحفوظية يتفرع عنه مبدأ المطلقية فالنص ليس وصلا بمرحلة تاريخية فحسب بل أيضا يصل قارئه بالمتعالي المطلق كونه خطابا صادرا عنه مباشرة إضافة إلى ما يرتبط بالمحفوظية في الإسلام وهو مفهوم الخاتمية فخاتمية الدين تجعل من تمام نزول الرسالة الإسلامية فتحا لمرحلة مختلفة تقوم على العقلانية إذ بعد تحدي توفير المعيار النصي عبر الحقب من خلال المحفوظية يصبح النص في تحد مع مبدأ العقلانية لذلك فإن المفترض أن يحمل النص المؤسس في الإسلام بذور العقلانية فضلا عن أن يكون محددا لخصائصها نظرا لطابعه المتعالي. ثانيا: مسألة تعذر إصلاح الدولة في التاريخ الغربي المتأخر: أما استحالة إصلاح الدولة في السياق الغربي فكان نتيجة لتعذر الإصلاح الديني -نصا ومؤسسة- والذي أفضى إلى تأسيس شكل الدولة في قطيعة مع الأصل الديني وأن تجسيد ذلك هو الانتقال من نظرية الحق الإلهي في تعيين الحاكم إلى نظرية العقد الاجتماعي في اختياره هذا الانتقال الذي ومن رغم كونه أعاد مفهوم الحق الطبيعي إلى الواجهة في محاولة لإحيائه إلا أنه وفي ظل القطيعة مع المتعاليات الدينية اضطر إلى الميل إلى الحق الوضعي بما هو تشريع البشر للبشر وبالتالي اضطر إلى استدخال النموذجين الروماني واليوناني وهو ما جعل الدولة الحديثة ذات الامتداد الكوني تتأرجح بين النموذجين: اليوناني الذي يشترط في ديمقراطيته وجود العبيد (ضرب من النظام الفدرالي الذاتي الاستقلال لمناطقه) والروماني الذي يشترط في مؤسسيته الاستبداد (الدولة المركزية التدخلية المحكومة بالطبقة البيروقراطية). ما يعني أن الفكر الحديث اضطر بفعل فقدان معيار التشريع الديني المضموني إلى استعادة النموذج المؤسسي-الديمقراطي ظاهرا والاستبدادي-الاستعبادي باطنا أي الانتكاس والنكوص إلى ما قبل التشريع الخاتم للأديان والرسالات باعتباره الأتم من حيث المصدر المتعالي وملامسته للطبيعة البشرية الفطرية. وهو ما سيشكل الخصوصية الثانية للإسلام -بعد الخصوصية الفكرية النظرية: المحفوظية ومتعلقاتها الشكلية- بأنه قدّم وتضمّن البديل النصي والتاريخي عن النموذج المركزي-التشاركي ليس بفضل التشريع المتعالي فحسب والذي يقضي على مشكلة استبدال الحق الطبيعي بالحق الوضعي بل أيضا طبيعة التشريع التي تقوم على مبدأ غلبة المسكوتات على المنطوقات ومن ثم إخلاء السبيل أمام التشكل الذاتي والآني المرن للأعراف بما هي اتفاقات ذاتية شبه مؤقتة بين المواطنين. فكان على الباحث المسلم أن ينطلق من سؤال التشريع الأصلي لعزله عن شوائب النماذج التاريخية الأهلية والأجنبية واستنتاج التشريعات الأساسية الرئيسة وهنا يكون معيار الحق الطبيعي الأساس في اكتشاف التشريعات الحقوقية الأصلية في الدين وعزلها أيضا عن التشريعات الوضعية وعندها ستصبح المسألة ليس غياب التشريع المتعالي إنما كيفيات تنزيل التشريع الأصلي أخرجه النص الإسلامي من طور الوجود الشكلي بالقوة في العقل كحق طبيعي إلى طور الوجود المضموني بالفعل كحق شريعي مبدؤه حراسة الحقوق من الانتهاك البشري لها بوصفها حقوق أصلية مطلقة هي من المسكوتات تم العمل على تنزيل المنطوق منها من الحقوق كتوجيهات عامة تستهدف خاصة تصريف الغرائز البشرية في نطاقاتها الفطرية السليمة. وعليه يكون هدف التسيير والإدارة في منظومة الحكم الطبيعية-الشريعية في الإسلام هي حراسة الحريات الفردية والإشراف على الأعراف أن تكون نابعة من مشكاة الشريعة وهي للمنظومتين الرومانية واليونانية كما يأتي: - لا يشارك الفرد في قرار الحكم إلا في نطاق حيزه المكاني بما يعطي لموطن الإقامة ملكيته وحق التصرف الجماعي فيه وأن ينصب اجتهاده عمليا في تجويد الحياة العمرانية بالجهد والتمويل الذاتيين ومحاولة صياغة النموذج المديني الذي يمكن احتذاؤه تنافسيا بين المدن فضلا عن حرية الرأي في الشأن العام جمعا بين حق الانتشار وعدم الإلزام. - لا وجود لنظام تراتب بين طبقة حاكمة ومحكومة ولا بين طبقة سيدة وعبيد إنما السلطة المتعالية اعتبارية يسهم الجميع في تنزيلها في التاريخ. - رتبية الحاكم وقوته القاهرة لا تظهر إلا في القيادة والقضاء داخليا والتمثيل والحماية خارجيا. وبقية الشأن العام يقوم على التسيير الذاتي. - التفاوت بين الناس في المكانتين الاقتصادية والاجتماعية يكون بناء على الافرازات الطبيعية للفرص المتساوية وللتنافس العادل. - الفصل بينهم عبر القضاء. وذلك كله ضمن إطار التشريع الديني الذي تجسد روحه الأعراف التي تتشكل بشكل مرن باتفاقات صغرى بين الناس مكانا وزمانا غايتها تحقيق المنفعة العامة بتحكيم المطلق من مبادئ التشريع المتحددة -منذ لحظة التنزيل- والتي لا قدرة للعقل على مجاراتها إلا وعيا بها بعد نهاياتها التنفيذية بناء على استحالة توقع مآلات أي تشريع إلهيا أو إنسانيا وكذا تعقد الفعل الإنساني المنفلت عن كل إحاطة قانونية بشرية. ///// * أ.محمد حيدوش هو حدث تقني يهدف إلى ابتكار حلول ذكية تسهم في تطوير مكةالمكرمة وجعلها مدينة أكثر فعالية واستجابة لمتطلبات المستقبل عبر توظيف التطورات في مجالات الذكاء الاصطناعي وتقنية المعلومات. هذا الهاكاثون يمثل مساحة مفتوحة لتبني الأفكار الإبداعية القابلة للتنفيذ التي تسهم في تحسين جودة الحياة لسكان مكة وزوارها وتعزيز الخدمات المقدمة لضيوف الرحمان.. ينطلق هذا الحدث في إطار مبادرة من الهيئة الملكية لمدينة مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة بالتعاون مع القطاعين العام والخاص لتحقيق الريادة في فضاء التقنية والذكاء الاصطناعي. الهاكاثون يشمل عدة مسارات تبدأ بالتوعية مرورًا بالتدريب ووصولًا إلى بناء حلول ذكية قابلة للتنفيذ على أرض الواقع في مجالات مثل التخطيط الحضري النقل الذكي وقطاع الضيافة مع التركيز على تحسين تجربة ضيوف الرحمن. كما يهدف إلى ربط التقنية باحتياجات المجتمع المكي وتحويل مكة إلى مدينة ذكية ومتقدمة تقنيًا تحقق التنمية والاستدامة. هو منافسة تقنية وتعاونية تهدف إلى ابتكار حلول ذكية لتحويل مكةالمكرمة إلى مدينة ذكية متطورة تكنولوجيًا تخدم سكانها وزوارها بصورة ذكية ومستدامة. ///// اعرف عدوك... * أ.د.هاشم غرايبة خلال الحرب الأمريكية العدوانية على العراق وما تلاها من حروب بذريعة محاربة الإرهاب وجرى فيها التوظيف من جديد لمفاهيم الحقد الديني الغربي المضاد للإسلام الذي ظهر في القرون الوسطى تحت مسمى الحروب الصليبية ظهر إلى العلن مسمى منظمة غامضة هي بلاك ووتر عرفت على أنها تضم كتائب من المرتزقة المدربين على العمليات الصعبة تتألف من قتلة محترفين نسبت إليها كثير من الفظائع والأفعال المحرّمة في الأعراف الدولية كانت تقوم بمهام قتالية الى جانب الجيش الأمريكي. لم يكن يعرف عنها الكثير حتى أشار لها كتاب بالغ الأهمية بعنوان بلاك ووتر للصحفي الأمريكي جيرمي سكيل كما نوه إلى أهميته السفير الأمريكي السابق في العراق جوزيف ويلسون . يكشف الكاتب خفايا هذه المنظمة فيقول إنها الذراع العسكري لمنظمة فرسان مالطا وهي تنتمي لآخر الفلول الصليبية التي هزمت وأخرجت من الشرق فاتخذت مقرا لها في مالطا. يقع المقر الرئيسي للمنظمة حاليا في العاصمة الإيطالية روما ويحمل اسم مقر مالطا ويرأسها (البرنس أندرو برتي) منذ عام 1988 ويعاونه أربعة من كبار المسؤولين وقرابة عشرين من المعاونين الآخرين. هي منظمة تقوم بدور دولة بكل المعايير فرغم أنها بلا أرض أوحكومة أو شعب إلا أن لها 96 سفارة افتراضية حول العالم وما يثير الريبة أن من هذه السفارات ست سفارات سرية في دول عربية هي: مصر والمغرب وموريتانيا والسودان والأردن ولبنان مع العلم أنه ليس لها تمثيل دبلوماسي في الكيان اللقيط وهذا منطقي فأي دولة لا تقيم لها سفارة على أراضيها بل في الخارج. بدأ ظهور فرسان مالطا عام 1070م تحت غطاء هيئة خيرية أسسها بعض التجار الإيطاليين لرعاية مرضى الحجاج المسيحيين في مستشفى (القديس القدس يوحنا) قرب كنيسة القيامة ببيت المقدس وكان هؤلاء يمارسون عملهم في ظل سيطرة الدولة الإسلامية وبعد الحملة الصليبية الأولى عام 1097 م تحولوا إلى نظام فرسان عسكريين بفضل ريموند دو بوي وباركهم البابا أنوست الثاني عام 1130 م لدورهم الهام في دعم الجيوش الصليبية. بعد طرد الصليبيين هربوا إلى قبرص عام 1291 م ثم احتلوا رودس وطردوا منها المسلمين عام 1308 م وكان مسماهم فرسان المستشفى ثم منحهم شارل كنت جزيرة مالطا عام 1530 م فغيروا اسمهم إلى فرسان مالطا وكانوا يعتاشون من القرصنة على سفن المسلمين. بعد الثورة الفرنسية وطردهم من مالطا وفقدهم دولتهم ذهبوا إلى أمريكا ووجدوا ضالتهم في منظمة كوكلوكس كلان الإرهابية العنصرية وتعتنق الكاثوليكية مثلهم. من هناك عاد تنظيم الفرسان عام 1990 م بقوة إلى مالطا وعقدوا اجتماعا حضره 500 فردا معظمهم قساوسة ينتمون ل22 دولة وتعتمد دولة الفرسان الجديدة في دخلها على تلقى التبرعات بحجة إنشاء المستشفيات ويبلغ عدد كبار المتبرعين الذين يصعب تمييزهم عن الماسونيين حوالي نصف مليون من أوروبا وأمريكا ويكرم هؤلاء بمنحهم لقب فارس مثلما كان يجري في القرون الوسطى للأمراء المنخرطين في الحملات الصليبية. ظهر التنسيق بينها وبين الجيش الأمريكي في العراق نظرا للتطابق مع معتقد بوش الذي يعتنق المسيحية الصهيونية وكشف ذلك فلتة لسانه أنه يعدها حملة صليبية جديدة فعقد البنتاغون صفقة موثقة رسميا بقيمة 27.7 مليون دولار مع مكتبها المسجل في الولاياتالمتحدةالأمريكية تحت مسمى بلاك ووتر لتقديم خدمات عسكرية خاصة تحت مسمى حماية بريمر و نغروبونتي و زلماي خليل زاده والمكاتب الدبلوماسية. لكن الحجم الحقيقي لدور هذه المنظمة لم ينكشف إلا بعد مقتل أربعة من موظفيها الذين كانوا يستكشفون مواقع المقاومين في الفلوجة يوم 31 مارس 2004 م حيث قام مرتزقة هذا التنظيم إثر ذلك بأعمال انتقامية مروعة لينكشف وجودهم الذي ظل سريا وليتبين أن عددهم يقارب المئة ألف أي نصف الجيش الأمريكي في العراق. انكشف فيما بعد دور هذه المنظمة في دارفور وجنوب السودان في تدريب المتمردين وفي ترتيب أعمال بشعة نسبت لجهاديين إسلاميين مثل العملية المشهورة لمقتل عدد من الأقباط في ليبيا وجرى تصويرها على شاطئ البحر ونشرها وغيرها من أعمال ما يزال يلفها الغموض ونسبت ل داعش . ومن غير المتوقع أن يكشف النقاب حاليا عن أسرارها بسبب أن سياسة البنتاجون أصبحت تميل إلى استئجار خدماتها بدل التورط المباشر.