يؤدّي بهم إلى الإجهاد والتوتّر.. ضغط الدراسة يلاحق التلاميذ في أوائل الموسم الدراسة من أهم الأمور التي توليها الأسر الاهتمام البالغ لضمان نجاح الأبناء إلا أن الضغوطات التي تلاحقهم منذ أوائل العام الدراسي قد تفرز نتائج سلبية على التلاميذ لاسيما في الطّور الابتدائي فلهث الأولياء وراء أعلى النقاط والمعدلات جعلهم يضعون أبناءهم في دائرة مغلقة ترتكز على المراجعة المكثفة وحفظ الدروس منذ أوائل العام الدراسي وذلك ما لا ينصح به المختصون في شؤون التربية. نسيمة خباجة ما إن افتتح العام الدراسي حتى عاد القلق والتوتر لأغلب الأولياء حول مردود أبنائهم الدراسي الأمر الذي أدى بدوره إلى الضغط عليهم والتكثيف من المراجعة وحتى الاستنجاد بالدروس الخصوصية في أوائل العام الدراسي قبل حتى أن يندمج التلميذ في الجو الدراسي بعد عطلة صيفية طويلة المدى بحيث إن الخطّة المعتمدة من طرف الأولياء في متابعة أبنائهم باتت غير ممنهجة تماما ويغلب عليها الضغط وحتى التعنيف أحيانا مما يربك الأبناء لاسيما في أوائل العام الدراسي. لا إفراط ولا تفريط لا يختلف اثنان أن الدراسة هي مفتاح المستقبل الزاهر للتلاميذ في مختلف مراحلهم التعليمية إلى غاية الولوج إلى الجامعة وهو حلم الأولياء فالنجاح هو طموح الآباء مما يجعلهم حريصين على مشوار أبنائهم الدراسي منذ سنوات تعليمهم الأولى في المرحلة الابتدائية وبعدها مرحلتي المتوسط والثانوي وصولا إلى الجامعة كفضاء علمي يتحرر فيه الأبناء بعد افتكاكهم تأشيرة البكالوريا كمنحة مشروطة للأولياء تعكس ثمرة جهودهم المتواصلة في رعاية الطفل ومتابعته دراسيا إلى غاية تحقيق النجاح كل تلك الأمور إيجابية وتعكس عدم تفريط أغلب الأولياء في شيء هام في الحياة ألا وهو الدراسة إلا أن الإفراط والضغط على الأبناء وجهل الأساليب المحبّبة للدراسة هي من الأخطاء التي يقع فيها كثير من الأولياء باستعمالهم طرقاً عنيفة ومجهدة تنفّر الأبناء من الدراسة وهو ما نراه منذ بداية العام الدراسي بحيث وقع كثير من التلاميذ في قفص الإجهاد فكل التحركات تُضبط وفق عقارب الدراسة والمراجعة على أن تنال حصة الأسد بين وقت اللعب والنوم والأكل كنظام يتبعه الآباء من أجل تفوق الأبناء إلا أننا لا ننفي أن هناك إفراطا في الأوامر والنواهي وحتى استعمال سلوكات عنيفة لإجبار الطفل على المراجعة والحفظ في أوائل العام الدراسي مما يترك آثارا وخيمة على نفسية الطفل وقد يؤدي به إلى الإجهاد وحتى النفور من الدراسة. آثار ضغط الدراسة على الأبناء ضغط الأولياء المبالغ فيه على الأبناء للدراسة يمكن أن يؤدي إلى القلق والتوتر والإرهاق وقد ينفر الطفل من الدراسة ويشعره بالضغط النفسي الشديد بدلاً من ذلك ينصح المختصون في الشؤون التربوية بمساعدة الأبناء من خلال تنظيم وقتهم الدراسي وتوفير بيئة مناسبة وتشجيعهم بطرق إيجابية مع مراعاة أهدافهم الفردية. ومن مخاطر الضغط الأبوي المفرط على الأبناء القلق والتوتر فالضغط المستمر قد يؤدي إلى قلق شديد يظهر على شكل صداع قلة نوم وإرهاق مزمن وفقدان الحافز وعندها تتحول الدراسة إلى مجرد واجب ثقيل بسبب الضغط يفقد الطفل اهتمامه وحافزه الذاتي وصولا إلى النفور من الدراسة فالهوس بالكمال قد يولد عقدة نفسية من الدراسة لدى الطفل مما قد يدفعه إلى الهروب من المدرسة في الحالات القصوى إلى جانب مشاكل في الصحة النفسية فالضغط المفرط يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات في الشخصية واكتئاب وشعور بالعزلة. طرق بديلة لدعم الأبناء دراسيا وجب اعتماد خطّة لدعم الأبناء دراسيا بعيدا عن الضغط الأسري وما ينجر عنه من قلق وتوتر للطرفين معا بما فيهم الأولياء والتلاميذ ويتفق المختصون على بعض الطرق البديلة لدعم الأبناء دراسيا وهي كالتالي: - تنظيم الوقت: ساعد ابنك في وضع جدول دراسي يوازن بين الدراسة واللعب وفترات الراحة ليكون قادراً على التركيز. - تحديد أهداف واضحة: حدد أهدافاً واقعية وقابلة للتحقيق مع طفلك واحتفل بالإنجازات الصغيرة. - توفير بيئة مناسبة: جهّز مكانًا للدراسة بعيداً عن المشتتات كالتلفاز والأجهزة الإلكترونية. - التشجيع الإيجابي: شجّع طفلك بدلاً من التركيز على النتيجة النهائية وتذكر أن تأخر النجاح لا يعني نهاية العالم. - إشراك الطفل: أشرك طفلك في عملية تحديد مهامه الدراسية لزيادة شعوره بالمسؤولية. - تأمين قسط كاف من النوم: النوم ضروري لتركيز الطفل وانتباهه لذا حدد وقتًا مخصصًا له