بعد الارتفاع الملحوظ الذي شهدته أسعار الذهب، تلجأ بعض السيدات الجزائريات والفتيات، وأيضا المقبلات على الزواج، إلى الذهب المقلد المعروف محليا باسم (البلاكيور)، لأجل تعويض النقص المسجل في ما يمتلكنه من حلي ذهبية أصلية، خاصة في المناسبات والأعراس، التي تحاول فيها الجزائريات إبراز كل جمالهن، وهو ما لا يكتمل بدون بعض القطع الذهبية، ومع ظهور أنواع جديدة ومتنوعة من الذهب المقلد غير الأصلي، الذي تمتد فترة ضمانه أحيانا إلى 10 سنوات تقريبا، فإن الإقبال أصبح في السنوات الأخيرة ملفتا للغاية، رغم أن البعض يتحفظن عليه، ويؤكدن أنه لا شيء يضاهي المعدن الأصفر في جودته، ورونقه وسحره، وقيمته أيضا، و بالتالي تعتقد بعض السيدات أنهن يحاولن خداع أنفسهن بشراء الذهب المقلد، ولذلك فقد يكتفين ببعض حلي الفانتازيا، على أن يرتدين قطعا من الحلي المزيف على أنها ذهب حقيقي· لكن وبعيدا عن الولوعات به، والمتحفظات عليه، فإن بعض المختصين في أمراض الجلد يحذرون من هذه النوعية من المجوهرات، لاسيما الأنواع الرخيصة منه، نظرا لما تسببه من عمليات تسمم سريعة وحالات من الطفح والالتهاب الجلدي، لأنه ذهب مقلّد يصنع من النحاس أو الألمونيوم أو الحديد المطلي بماء الذهب، ويحمل نفس ألوان الذهب الأصفر والأحمر والأبيض، كما أنه يتميز بدقة كبيرة في صنعه وجودة في الشكل عالية جدا تجعله يحتفظ بجماله ورونقه· ولأن أكثر هذه الحلي تصنع من النحاس، فهو من المعادن ذات التأثير السلبي على الصحة الجلدية للنساء، نظرا لما يحدث به من عمليات أكسدة سريعة بفعل الأكسجين الموجود بالهواء، ومن ثم يتعرض للصدأ، وهو ما قد يُحدث التهابات وطفحا جلديا يمكن أن يستمر لمدة طويلة أو قد يحدث ما هو أكثر من ذلك وهو امتصاص الجلد لهذا الصدأ، ومن ثم يمتصها الدم مما تؤدى لحدوث حالات تسمم سريعة· كما أظهر باحثون خلال دراسة أجروها مؤخرا في ألمانيا أن هذه المجوهرات المقلدة تسبب تقرحات والتهابات في الجلد وتكون مصحوبة بالآلام مزعجة، وأوضحت الدراسة أن السبب وراء تلك المشاكل الصحية هو احتواء جميع هذه الحلي والمجوهرات المقلدة على معدن النيكل الذي يعتبر من أكثر العوامل المهيجة للجلد الذي يتطور لالتهابات وتقرح مصحوب بألم· ونبه القائمون على الدراسة جميع مستخدمي المواد المصنعة من النيكل أو تلك التي يدخل النيكل في تركيبها إلى ضرورة تجنب استخدام تلك المصوغات لكونها خطرا على الصحة، وبينت الدراسة أن النيكل يرتبط بأحد بروتينات نظام المناعة الذي يقوم باستشعار المواد المؤذية الداخلة للجسم، وأكدت الدراسة أن البروتين يقوم بتصنيف النيكل على أنه مادة مؤذية وهو ما يدفعه إلى استنفار نظام المناعة ضده ويؤدى إلى ظهور التقرحات· وأوضحت الدراسة أن التقرح عادة ما يكون مصحوبا بألم واحمرار وتهيج في الجلد، وحرقة تصاحبها أيضا حكة في الجلد، وخلص الدكتور ماتياس غوبليير من جامعة غيسين الألمانية وهو رئيس فريق الباحثين الذي أجرى الدراسة إلى أن تلامس الجلد مع هذه المواد التي يدخل النيكل في صناعتها يؤدي لتهيج وحساسية بالجلد تسبب تقرحا واحمرارا ويكون مصحوبا بألم مزعج·