تشهد مقرّات الحماية المدنية اليوم حالة استنفار كبرى تمتدّ إلى جميع فروع الحماية المتواجدة عبر مختلف بلديات القطر الوطني، وهذا من أجل التدخّل السريع في حال حدوث حريق بسبب استخدام المفرقعات و(الصواريخ) و(القنابل) خلال هذه اللّيلة بمناسبة الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف الذي يحوّله البعض من مناسبة لاستذكار مآثر سيّد خلق اللّه عليه الصلاة والسلام إلى مناسبة للرّعب والحوادث الخطيرة· وحسب خلية الاتّصال بمديرية الحماية المدنية لولاية الجزائر فإن المديرية ستفتح أبوابها استثنائيا اليوم على الرغم من أنه يوم عطلة بالنّسبة للإدارة، وهذا للتنسيق مع مختلف فروع الحماية المدنية وتسهيل عمليات الاتّصال للتدخّل السريع من أجل تقديم الإسعافات الأوّلية للمواطنين ونقلهم إلى المستشفيات لتلقّي العلاج اللاّزم في حال الحروق النّاجمة عن استخدام المفرقعات بكلّ أنواعها· وللعلم، فإن مصالح الحماية المدنية أحصت في العام الماضي وخلال احتفالات المولد النبوي أكثر من 22 تدخّلا قام به أعوان الحماية عبر عدّة مناطق من العاصمة، بتعرّض بعض أسقف المنازل للاحتراق وبعض الشرفات التي يستعملها الشباب من أجل إلقاء مفرقعاتهم في الشارع· وهذه الأحداث التي لم يكن ضحّيتها فقط الأطفال، بل امتدّت لتشمل كلّ الفئات، حيث تعرّض كهل يبلغ من العمر 54 سنة، بعين البنيان لإصابة بحروق على مستوى عينه نقل على إثرها من طرف أعوان الحماية إلى المستشفى أين تأكّدت إصابته بعاهة مستديمة على مستوى عينه بسبب الحروق التي أصابته خلال احتفالات السنة الماضية· في سياق ذي صلة، أكّد مولود نجّار وهو طبيب مختصّ في الأنف-الأذن-الحنجرة بقسنطينة أنه من الضروري توعية الجزائريين بالمخاطر النّاجمة عن اللّهو والعبث باستخدام الألعاب النّارية الخطيرة· وذكر نجّار أنه خلال تفجير الألعاب النّارية يمكن أن يبلغ مستوى ذروة الضجيج قوّة تتراوح بين 130 و160 ديسيبل، حيث يتجاوز عتبة الألم المحدّدة ب 120 ديسيبل· ويتمّ الإحساس بالرّدود السلبية بنفس الطريقة في شعاع ب 10 أمتار، حسب ما أوضحه الدكتور نجّار الذي تأسّف لغياب معلومات وإحصاءات حول الأضرار النّاجمة عن هذه الألعاب التي أصبحت عرفا في ظلّ غياب مكافحة الضجيج النّاجم عنها وأثارها الفتّاكة بسبب غياب الوعي الكافي· ولتوضيح الخطورة التي قد تسبّبها الألعاب النّارية على سمع الطفل، أشار هذا المختصّ إلى مثال (صفع قاصر من طرف شخص راشد)، حيث يشكّل هذا الأمر في غالب الأحيان اعتداء قد ينتهي برفع دعوى أمام المحاكم يستند الضحّية فيها إلى خبير طبّي من أجل إثبات أيّ ضرر محتمل على جهاز السمع· وأشار الدكتور نجّار في هذا السياق إلى أنه على الرغم من أن الأضرار التي تسبّبها الألعاب النّارية على جهاز السمع، والتي تكون أقوى بكثير من صفعة مؤلمة فإن مستعمليها لا يخضعون للعقوبة، حيث تظلّ مقبولة عند عامّة النّاس والكلّ يتجاهل خطورتها· وبالنّسبة لنفس المختصّ في الأذن والأنف والحنجرة فإن تفجير الألعاب النّارية لا يشكّل إلاّ أحد الأضرار السمعية التي تهدّد صحّة الأجيال الصاعدة التي يجب حمايتها باعتبارها مستقبل المجتمع·