تعيش العائلات القاطنة بالبيوت الفوضوية قرب شاطئ الباخرة المحطمة ببلدية برج الكيفان بالعاصمة منذ أكثر من 10 سنوات حياة التهميش واللامبالاة لغياب ظروف الحياة الكريمة وما تعرفه تلك السكنات من ضيق المكان التي لا تسع غرفه حتى لأربعة أفراد من عائلة واحدة. قامت النساء القاطنات بذات الموقع بالتعبير عن مأساتهن بافتراشهن الطريق ووقفن سدا منيعا لمرور السيارات حتى تسمع أصواتهن وهذا تعبيرا عن الحقرة الممارسة في حقهن وحق عائلاتهن في العديد من المناسبات سيما وأن سكناتهم التي وصفوها بالإسطبلات أصبحت لا تصلح كسكن لائق يحتضن عائلات بأكملها، وأعرب أحد السكان أنهم سئموا الوعود الزائفة التي تترد على مسامعهم والتي دامت أزيد من 10 سنوات دون أن تكلف السلطات المحلية نفسها عناء التنقل للوقوف على حجم المعاناة التي يكابدها، خصوصا في فصل الشتاء والأمطار الغزيرة والطوفانية التي واجتاحت البيت -حسبهم والتي أصبحت عبارة عن مستنقعات بسبب تآكلها واهتراء جدرانها كما تسببت في إحداث هلع كبير بعد أن وقعت شرارات كهربائية كادت أن تودي بكارثة حقيقة وكادت أن تحصد أرواح أبرياء لا ذنب لهم سوى أنهم ضحايا كارثة طبيعية وهي زلزال 2003 الذي أدخلهم بوابة المنكوبين، وأضاف محدثنا أنهم رغم الشكاوي والمراسلات العديدة للسلطات المعنية، إلا أنها لم تحرك ساكنا فقاموا عدة مرات باحتجاجات عارمة بعدما سئموا تلك الوعود الكاذبة التي لا أساس لها من الصحة بعد أن يتلقونها في كل مناسبة يتوجهوا فيها إلى مصالح البلدية أو الدائرة حسب تأكيد هؤلاء ل (أخبار اليوم)، معربين في ذات السياق عن تذمرهم الشديد من سياسة تجاهل المسؤولين، مؤكدين أن هؤلاء لا يعرفونهم إلا حين موعد الانتخابات يترددون على الحي ويلقوا جملة من الوعود على المواطنين فقط لأخذ أصواتهم لاعتلاء كرسي الرئاسة، وبعدها تتبخر كل تلك الوعود الأمر الذي دفعهم إلى الخروج إلى الشارع في عدة مناسبات، أين تم قطع الطرقات بإحراق العجلات المطاطية ووضع الأخشاب في وسط الطريق من طرف شبابها كما كان للنسوة دور في تدعيم الاحتجاج بعد أن افترشن الطريق كما سبق ذكره معبرات عن الحياة المزرية واللامبالاة التي تنتهجها السلطات المعنية اتجاههم مما أدى إلى عرقلة حركة المرور التي دامت عدة ساعات إلى أن تدخل رجال الأمن والحماية المدنية. كما أكد في نفس السياق بعض القاطنين معاناتهم من عدة أمراض تنفسية، وجلدية بدأت تنخر أجسامهم زاد الأمر حدة، وبالأخص الأطفال الذين لا طاقة لهم على التحمل (إننا نعيش في طي النسيان والتهميش وباتت البيوت الفوضوية لا تحمينا من برودة الشتاء، وبالأخص مشكل التسربات، بسبب التشققات التي طالت السكنات التي من المفروض أن يتم ترحيلنا كون أننا نتقاسم المكان مع الأفاعي والجرذان.