تعيش العائلات القاطنة بالبيوت الفوضوية الواقعة ببلدية برج الكيفان بالعاصمة منذ أكثر من 20 سنة حياة التهميش واللامبالاة من طرف الجهات الوصية، وتعبيرا منها عن الرفض تحت وطأة الأوضاع المزرية التي تعيشها في ظل توفر أدنى ظروف الحياة الكريمة وما تعرفه تلك الجحور من ضيق المكان التي لا تتسع حتى لأربعة أفراد من عائلة واحدة قامت النساء القاطنات بتلك البيوت بخير تعبير عن مأساتهن حيث افترشن الطريق ووقفن سدا منيعا لمرور السيارات حتى تسمع أصواتهن وهذا تعبيرا عن الحقرة الممارسة في حقهم بعد طول انتظار في البيوت القصديرية التي أصبحت لا تصلح كسكن لائق يحتضن عائلات بأكملها. وأعرب أحد السكان أنهم سئموا الوعود الزائفة التي تتردد على مسامعهم والتي دامت سنوات طويلة دون أن تعرف أي تغيير دون أن تكلف السلطات المحلية نفسها عناء التنقل للوقوف على حجم المعاناة التي تواجهها العائلات لا سيما بعد الأمطار الغزيرة التي تهاطلت مؤخرا واجتاحت كامل المنازل التي أصبحت عبارة عن مستنقعات بسبب تآكلها واهتراء جدرانها، كما تسببت في إحداث هلع كبير بعد أن وقعت شرارات كهربائية كادت أن تؤدي إلى كارثة حقيقة وكادت أن تحصد أرواح أبرياء لاذنب لهم سوى أنهم ضحايا أزمة السكن التي أدخلتهم بوابة المنكوبين. وأضاف محدثنا أنهم رغم الشكاوي ومئات المراسلات للمسؤولين المعنيين إلا أنهم لم يحركوا ساكنا فقاموا عدة مرات باحتجاجات عارمة بعدما سئموا تلك الوعود الواهية والتي لا أساس لها من الصحة والتي يتلقونها في كل مناسبة، معربا ذات المتحدث أنهم لا يعرفوننا إلا حين موعد الانتخابات. الاحتجاج لقي ضجة كبيرة على مستوى بلدية برج الكيفان أين تم قطع الطرقات بإحراق العجلات المطاطية، ووضع الأخشاب في وسط الطريق من طرف شبابها كما كان للنسوة دور في تدعيم الاحتجاج بعد أن افترشن الطريق كما سبق ذكره، معبرات عن الحياة المزرية واللامبالاة التي تنتهجها السلطات المعنية اتجاههم مما أدى إلى عرقلة حركة المرور التي دامت عدة ساعات إلى أن تدخل رجال الأمن والحماية المدنية. أثناء زيارة (أخبار اليوم) عبر السكان عن مدى ماساتهم ومعاناتهم داخل الجحور كما سماها هؤلاء طيلة سنوات والسلطات تتفرج، وفعلا إنه واقع مر تتخبط فيه تلك العائلات ولكم أن تتصوروا الوضع المعاش بتلك السكنات المبنية من (الباربان) والزنك والخشب الذي تآكل واهترأت جدرانها، السكان يرددون أنهم سئموا العيش في هذه الجحور وبلهجة تذمر أعربوا عن حالاتهم النفسية المتدهورة بسبب طبيعة هذا المكان الذي أصبحوا غير قادرين على تحمل البقاء فيه أكثر، متسائلين عن سر عدم إدراجهم ضمن المستفيدين لحد الساعة. كما أكد في نفس السياق بعض القاطنين معاناتهم من عدة أمراض تنفسية وجلدية بدأت تنخر أجسامهم، وبالأخص الأطفال الذين لا طاقة لهم على التحمل. إننا نعيش في طي النسيان والتهميش وباتت تلك البيوت لا تحمينا من برودة الشتاء، وبالأخص مشكل التسربات بسبب التشققات التي طالت الجدران التي من المفروض أن يتم ترحيلنا بعد انقضاء سنوات قليلة بعد الانفراج الأمني، لكن طال انتظارنا وبقيت درا لقمان على حالها. وعليه يطالب سكان البيوت القصديرية ببرج الكيفان بتدخل السلطات المعنية لانتشالهم من المعاناة التي يحيونها يوميا.