أضحت مقاهي الأنترنت تستقطب العديد من المراهقين والشباب وباتت الوعاء الذي يستلهم أموالهم ومصاريفهم اليومية حسب شهادة الكثير من الأولياء الذين يعانون من إدمان أبنائهم على مقاهي الأنترنت أو (السيبر كافي) كما يعرف بالعامية، والمشكل لا يتوقف هنا وإنما يتعدى ذلك، كون أن الكثير من مقاهي الأنترنت تحوّلت إلى مواضع مشبوهة وتحوّلت الحواسيب إلى شاشات تظهر الصور الفاضحة والخادشة للحياء، ويتم عرض خدمات مواقع الإغراء على الزبائن دون تفريق بين السن ويستقبلها حتى المراهقون والأطفال الصغار. نسيمة خباجة وهي الأمور التي تؤثر على عقول المراهقين بعد أن أضحت بعض مقاهي الأنترنت سبيلا يختاره البعض لفساد الأخلاق بدل المنفعة وتقويم السلوك، وتستعمل في الكثير من المرات في غير محلها بعد تغلغل البعض في بعض المواقع المشبوهة ونجد منهم حتى القصر مادام أن تلك الخدمات أضحت تظهرها الحواسيب على المباشر دون أدنى رقابة من صاحب مقهى الأنترنت. وهو ما شاهدناه مرارا وتكرارا على شاشات الزبائن ووقفنا عليه، فإلى جانب استقبال المقاهي للقصر وانحراف استعمالهم للأنترنت في كم من مرة راحت بعض المحلات تعرض تلك الخدمة المنحطة وتفتح شاشات حواسيبها على عالم الإغراء والشبهات وربط علاقات محرمة مع مغتربات وأجنبيات، وأضحى هو الهدف الرئيسي من زيارة البعض إلى مقاهي الأنترنت بين الفينة والأخرى، ويستغرق الوقت في تلك التفاهات والعالم الخيالي الذي يصنع به متصفح تلك المواقع أحلاما وردية سرعان ما تتلاشى بعد الاصطدام بالواقع، ويلزم بعد نظرة خاطفة للعداد بدفع مبلغ معتبر لا يقوى عليه مراهق متمدرس أو حتى شاب بطال ويكون إما مقتطعا من ميزانية العائلة جبرا وبعد ثورة عنيفة، أو بعد تجارة شاقة استلزمت الحوم ليوم كامل في الأسواق والأرصفة دفعها الشاب أو المراهق في سبيل الاتصال بعاهرات وفاسقات أعبن البشرية جمعاء وهدمنها بأفاعيلهن المخزية كانت نتيجتها انحلال الأخلاق وانتشار الزنا ومرض الإيدز بين شبابنا. فالإبحار في تلك المواقع هو طريق ممهد لفساد الأخلاق وانتشار المحرمات والشذوذ الجنسي الذي أضحى يدفع ضريبته بعض الأطفال ويقدمون حياتهم وأرواحهم لأخطاء شنيعة ارتكبها الكبار في حقهم. اقتربنا من بعض مقاهي الأنترنت هناك من أكد الظاهرة وهناك من نفاها جملة وتفصيلا قصد التهرب وتفادي المسؤولية، منهم صاحب محل بالعاصمة الذي قال إنه بالفعل عاش الظاهرة والسبب وما فيه أن مستعمل الحاسوب يترك الشاشة مفتوحة على الموقع الذي اختاره وفي غفلة من صاحب المحل يستعمله زبون آخر، والأمر خطير بالنسبة للقاصرين مما ألزمه على رقابة الحواسيب في كل مرة بمجرد تداول الزبائن على المكان خصوصا وأن بعض الزبائن يموهون أصحاب المحلات ويدخلون مواقع تبدو في بادئ الأمر أنها مواقع نظيفة لربط صداقات وتعارف إلا أنها في حقيقة الأمر مواقع مشبوهة، ولم يتوان في كم من مرة على طرد بعض الزبائن المشبوهين. وأقرّ كم من زبون تحدثنا إليهم أنهم يصادفون في كم من مرة انفتاح شاشات الكمبيوتر على فضائح متنوعة فيسارعون استبدال الأمكنة لاسيما النسوة، بحيث يستعصى عليهن مصارحة صاحب المحل بالموقف المحرج ما أكدته سمية طالبة قالت إنها في مرة زارت مقهى أنترنت على مستوى البريد المركزي بالعاصمة للقيام ببعض البحوث فتصادفت بصورة مخجلة عبر الشاشة فما كان عليها إلا استبدال المكان فورا من دون أن تشعر أحدا واحتارت للأمر كثيرا إلا أنها تأكدت أن الزبون الأول كان يبحر في تلك المواقع والعلاقات المشبوهة، وغادر المحل دون أن يغلق تلك المواقع، وانعدام الرقابة من صاحب المحل أجبر زبائن شرفاء على مشاهدة تلك الصور المخجلة والأمر يكون خطيرا على الأطفال والقصر في حال اصطدامهم بتلك المواقف. نظير ذلك وجدنا أن هناك مقاهي أنترنت تعمل وكلها حزم في تلك الأمور، بحيث يتحكم صاحب المقهى في كل الحواسيب من مكانه المتمركز وسط المحل والذي يمكنه من رقابة كل الحواسيب وكذا غلقها بمجرد مغادرة الزبون وحتى قبل جلوس زبون آخر لتفادي الشبهات واحترام الخصوصيات والأمور السرية بغض النظر عن تلك الأمور المشبوهة التي صارت بعض مقاهي الأنترنت وللأسف مجالا فسيحا لترويجها.