بدأت خيوط العمل الجماهيري السوري الدرامي المهم باب الحارة تتكشف أكثر وأكثر مع بدء الشركة المنتجة بتصوير الجزئين السادس والسابع من هذا المسلسل. فرغم محاولة مخرج العمل الرئيسي بسام الملا إخفاء كل شيء عن الإعلام وعدم السماح بالتصريح بأي شيء يخص المسلسل وحيثياته، ربما رغبة منه في زيادة التشويق للعمل أو بحسب مصادرنا أن السبب هو المشاكل الكبيرة والتدخلات والتداخلات في عملة اختيار الممثلين لهذين الجزئين. الملا الذي سبق وأن أعلن سابقا حين الانتهاء من عرض الجزء الخامس من العمل بأن باب الحارة أغلق نهائيا، على ما يبدو أنه رجع عن قراره نتيجة تدخل الجهة المنتجة للعمل حاليا. ولكن ما هو مؤكد في هؤلاء الجزئين من المسلسل أنه هناك تغيرات كبيرة ستطرأ عليه فنسبة كبيرة من الممثلين الذين حققوا نجاحات باهرة في الأجزاء الأولى من المسلسل ستغيب عن المسلسل لسبب أو آخر، الفنان سامر المصري والذي يقيم في الإمارت ويجسد شخصية (العكيد) أبو شهاب أصبح من المؤكد انه لن يتواجد في هذين الجزئين من العمل بعد أن ترددت عدة إشاعات سابقا عن عودته إلى (الحارة)، حيث إنه كان من المقرر أن يتم تصوير جزء من العمل في الإمارات وفي مدينة العين تحديدا ولكن تم حسم الأمر بعد ذلك بأن التصوير سيكون كاملا في دمشق، وتم معها حسم عدم مشاركة وعودة _العكيد_ للحارة بسبب عدم نيته في العودة إلى دمشق نتيجة الأزمة السورية ومواقفه السياسية منها. وسيكون _عكيد_ الحارة في الجزئين السادس والسابع من العمل الفنان وائل شرف ابن (أبو عصام)، والذي سيكون دوره متزايدا ومهما على صعيد مقاومة الاحتلال الفرنسي. الفنان وفيق الزعيم أيضا سيغيب عن حارة _الضبع_ وهو من كان له أداء ودور مميز في الحارة، فقد اعتذر عن العمل لأسباب صحية ألمت به واستبدله مخرج العمل التنفيذي عزام فوق العادة بالممثل سليم صبري والعائد أيضا حديثا من دولة الإمارات، لنكون على موعد مع شخصية _أبوحاتم_ ولكن بتمثيل سليم صبري بدلا من وفيق الزعيم. وعلى ما يبدو بعد أن اتخذ القرار بإبعاد الفنان سامر المصري عن العمل، اتخذ قرار أيضا باستبعاد زوجته في العمل جومانا مراد سشريفةس واستبدالها بممثلة جديدة هي خلود عيسى والتي أثارت الكثير من الجدل والنقد باعتبارها ممثلة مبتدئة نوعا ما وليست ممثلة من الصف الأول كجومانا مراد. ومن ضمن الشخصيات الجديدة التي ستقتحم الحارة هي شخصية أبو ظافر الرجل الشهم الحكيم الذي يرفض الاحتلال الفرنسي الذي كانت تتعرّض له سوريا في تلك الحقبة من الزمن، وسيجسد هذا الشخصية النجم السوري أيمن زيدان والذي اختار أن يترك القاهرة ويتوجه إلى دمشق للمشاركة في هذا العمل، في محاولة على ما يبدو من القائمين على العمل لإعادة إنعاش _باب الحارة_ وذلك بإدخال شخصية وفنان مهم إلى الحارة في ظل مغادرة ممثلين مهمين لهذه الحارة. ولكن التجاذبات في العمل والخلافات والمصالح كانت تعصف بشكل يومي كما الأحوال في سوريا داخل العمل، فالفنانة مرح جبر والتي كان من المقرر أن تجسد شخصية _أم ظافرس أي زوجة أبو ظافر (التي يجسدها الفنان أيمن زيدان ) وبعد أن صورت عدة مشاهد في العمل فوجئ الجميع بمغادرتها الحارة وسوريا أيضا متوجهة إلى الإمارات لتصوير مسلسلها هناك وهو _الإخوة _ من دون أن تخبر أحدا، مما دفع القائمين على العمل إلى التهديد بمقاضاتها في سورياوالإمارات ولبنان أيضاً. كما يعود الفنان مصطفى الخاني المعروف بشخصيته الإشكالية "النمس" للمشاركة في العمل، لكن المفاجأة ليست المشاركة في العمل، إنما تأديته لشخصيتين: _الواوي_ و_النمس_ معا وهو يعني إعطاء مساحة كبيرة للفنان _الخاني_ في مسلسل باب الحارة، ومن المعروف أن المخرج لا يلجأ إلى إسناد شخصيتين مختلفتين لفنان واحد إلا نتيجة صعوبات إنتاجية أو نتيجة _ حظوة _ معينة يمتلكها هذا الفنان لدى الجهة القائمة على العمل. أبو عصام والذي غاب في الجزء الماضي من المسلسل بسبب خلاف حصل بينه وبين مخرج العمل بسام الملا، أعلن عودته إلى الحارة مجددا بالشخصية ذاتها ولكن بطباع مختلفة، حيث سيغلب على تواجده مشاكله الاجتماعية خاصة أنه سيعود إلى الحارة بصحبة زوجة جديدة كانت تعمل في أحد المشافي الفرنسية التي تعالج بها، والممثلة الجديدة التي ستدخل _حارة الضبع_ وبيت أبو عصام أيضا هي الفنانة ميسون أبو اسعد بدور _نايا_. وعلى ما يبدو أن العمل سيتوجه إلى التركيز على المشاكل الاجتماعية في البيئة الشامية والتصوير ضمن كادر مكاني محدود بدلا من الحارة التي كان يجري التصوير فيها سابقا والموجودة في أحد مطاعم دمشق على طريق مطار دمشق الدولي والتي تدمرت الآن بشكل كبير نتيجة الاشتباكات الحاصلة في تلك المنطقة، ومن هنا لجأ المخرج إلى التركيز على المشاكل الاجتماعية في البيئة الشامية والتي لا تحتاج إلى كادر مكاني مفتوح. والدليل على التركيز على هذه المشاكل الاجتماعية هو زواج أبو عصام ( الفنان عباس النوري) من زوجة ثانية، إضافة إلى زواج ابنه عصام ( الفنان ميلاد يوسف) من زوجة ثالثة وهي _ فايزة _ إبنة العقيد _ أبو النار _ وستؤدي شخصية _ فايزة _ الفنانة هلا يماني، وهذا سيولد العديد من المشاكل الاجتماعية والمنغصات وغيرة _الضراير_ من بعضهم مما سيبعد المسلسل عن هدفه العام ورؤيته العامة وتشويقه الذي اعتمده ضمن الأجزاء السابقة. ومن الشخصيات المهمة أيضا التي غيبها الموت عن _الحارة_ هي شخصية الفنان القدير سليم كلاس، كما اعتذرت الفنانات نجلاء خمري وإمارات رزق ونسرين طافش عن التواجد في العمل دون ذكر أسباب واضحة . ومن الواضح أن مشاكل المسلسل لم تنته فقط عند الممثلين الغائبين والممثلين الجدد على العمل والكادر المكاني المحدود، فهناك مشكلة أخرى تتعلق بكاتب الأجزاء السابقة من مسلسل _ باب الحارة _ مروان قاووق والذي هدد الشركة المنتجة للعمل بأنه سيلجأ للقضاء إذا ما استمرت بنيتها في تصوير العمل، مشددا على أنه _لا يحق لأي كاتب غيره أن يقوم بكتابه أجزاء جديدة من العمل_، الذي يكتب نصه الجديد عثمان جحا بالاشتراك مع سليمان عبد العزيز. وبهذا يكون ممثلي باب الحارة المؤكد مشاركتهم به حتى الآن هم: عباس النوري، وأيمن زيدان، ومصطفى الخاني، وصباح الجزائري، ووفاء موصللي، ووائل شرف، وميلاد يوسف، وزهير رمضان، ومحمد خير الجراح، وشكران مرتجى، وليليا الأطرش وغيرهم، على أن يجري تصوير العمل بالكامل في سوريا ، علما ان تصوير العمل بدء فعلا منذ حوالي الشهر ونيف . ولكن هل سيحقق الجزآن السادس والسابع من العمل النجاح الذي سبق أن حققته الأجزاء السابقة من العمل، على ما يبدو وحسب رأي بعض النقاد انه لن يكون هناك نجاح مؤكد للعمل خاصة أن الاسم _ باب الحارة _ صحيح ولكن ما بات مؤكدا أننا سنشاهد عملا دراميا ضمن البيئة الشامية ولكن يصلح أن يسمى أي اسم إلا _باب الحارة _ فجميع مقومات والأركان الدرامية لاسم _باب الحارة_ الذي تعود عليها الجمهور لم تعد موجودة . يذكر أن مسلسل باب الحارة بجزئيه السادس والسابع تجري عمليات تصويرهما دفعة واحدة حالياً في مدينة دمشق بإدارة المخرج عزام فوق العادة ومن تأليف الكاتبين عثمان جحا وسليمان عبد العزيز.
