لم ترتق ولاية الطارف إلى مكانتها الحقيقية التي تليق بها كواجهة البلاد الأولى الشرقية وبالرغم من مختلف المشاريع التي استفادت منها طيلة السنوات الماضية إلا أن الأمر لا يتعدى «البريكولاج» لحفظ ماء وجه هذه الولاية السياحية الساحلية التي كانت محل انتقاد سياستها التنموية من طرف الوزير الأول سلال خلال زيارته الأخيرة للولاية مع نهاية سنة ...2013 وعليه ضاعفت السلطات الولاية من تحضيراتها للموسم الصيفي للسنة الحالية لاستدراك النقائص المسجلة في جميع القطاعات ضمن برنامج تنمية هذه الولاية. تعد ولاية الطارف من بين أجمل الولايات الساحلية بالبلاد على اعتبار أنها تحوز على شريط ساحلي طوله 90 كلم يتواجد به 25 شاطئا منها 15 شاطئا رمليا مفتوحا للسباحة وغابات للاستجمام والتسلية بالإضافة إلى مناطق رطبة مصنفة عالميا ضمن اتفاقية رامسار تحتوي على ست بحيرات، فكل هذه الإمكانات الطبيعية من شأنها تؤهلها أن تكون عروس البحر الأبيض المتوسط إلا أن الضعف المسجل في مرافق الاستقبال وتعطل مسارها التنموي السنوات الماضية رهن هذه الإمكانات التي تتطلب المزيد من الاهتمام لدى السلطات العليا للبلاد لكي تتبوأ مكانتها الحقيقية من بين أجمل المناطق ليس المستوى الوطني وفقط بل على مستوى مناطق الحوض البحر الأبيض المتوسط بشهادة الخبراء . وفي هذا الإطار تعمل السلطات الولائية بالطارف على تسهيل عملية الاستثمار سيما في المجال السياحي حيث اعتمدت اللجنة الولائية للاستثمار «كلبيراف» 29 مشروعا استثماريا سياحيا لتدعيم مرافق الاستقبال بطاقة استيعاب 7123 سريرا من شأن هذه المشاريع التي رصد لها مبلغ مالي قدره 22.5 مليار سنتيم فتح 2884 منصب شغل بالولاية. ومن أجل إنجاح الموسم الصيفي للسنة الحالية 2015 تم تنصيب اللجنة الولائية للتحضير هذا الموسم شهر مارس الماضي للإشراف على مختلف المشاريع التي مازالت قيد الأشغال لاستلامها قبل افتتاح الموسم واستدراك مختلف النقائص المسجلة للموسم الماضي بمساهمة جميع القطاعات المعنية ومساهمات ثلاثية من ميزانية البلدية بمبلغ قدره 8.2 مليار سنتيم والولاية بمبلغ وقدره 38.8 مليار سنتيم تم توزيعه على خمسة بلديات ساحلية لتحضير الموسم الصيفي سيما على مستوى الشواطيء بالإضافة إلى مساهمة صندوق التضامن والضمان للجماعات المحلية لدى وزارة الداخلية في مبادرة أول مرة من نوعها ستفيد ولاية الطارف من دعم هذا الصندوق بمبلغ قدره 6.8 مليار سنتيم رصدت لتجهيزات الشواطئ بعد النقائص التي سجلتها اللجنة الوزارية المشتركة خلال زيارتها التفتيشية لولاية الطارف الموسم الماضي ووقوفها على النقائص المسجلة. وتعمل السلطات المعنية بالولاية على تكثيف مجهوداتها لإتمام مشاريع التحسين الحضري للمدينة الرقم واحد السياحية بالطارف القالة وتدشينها قبيل افتتاح الموسم الصيفي مع عدم مرافق الاستقبال التي تعتبر من أهم عوائق تنمية قطاع السياحي بالولاية وقد تم إحصاء 28 هيكل إيواء بطاقة استيعاب ب 2439 سريرا كما ينتظر دخول ثلاثة فنادق جديدة حيز استغلال خلال هذا الموسم بكل من مدينة القالة وبلدية السوارخ إلى جانب منطقة البطاح ببلدية بن مهيدي هذا بالإضافة إلى فتح ثلاثة مخيمات جديدة وتسخير 21 مؤسسة تربوية لإقامة مراكز العطل للأطفال القادمين من ثمانية ولايات داخلية، كما ينتظر خلال هذا الموسم الصيفي تدعيم خطوط النقل بإضافة 13 خطا جديدا على الموسم الماضي ليصبح عدد خطوط النقل 21 خطا بتوقع ترخيص 310 مركبة ما يعادل 9300 مقعد كل يوم بعد التوافد الكبير للمصطافين الذي شهدته مختلف شواطيء ومدن الطارف وعابري الحدود إلى تونس من السياح على أساس أن مدينة القالة تعتبر «ترانزيت» لهؤلاء الموسم الماضي الذي وصل فيه تعداد المصطافين أكثر من 2.2 مليون مصطاف. وبالرغم من حجم التحضيرات التي تقوم بها مختلف القطاعات المعنية بموسم الاصطياف إلا انه مازال أمام هذه الولاية المزيد من الاهتمام وعمل كبير لسنوات أخرى قادمة ليكتمل تاج العروس.