يبدوا ان التحضيرات المتعلقة بالموسم الصيفي آخر اهتمامات المسؤولين المحليين بولاية الطارف، حيث جرت العادة في شهر فيفري من كل سنة بالولاية بعقد اجتماع يضم جميع الجهات المعنية بالموسم الصيفي برئاسة والي الولاية او من ينوب عنه لرسم التحضيرات الخاصة لهذا الموسم من اجل تجسيدها قبل ان يتم الافتتاح الرسمي للموسم لكن جرت الرياح بما لا يشتهي مسؤولو الولاية وحجتهم في ذلك الانتخابات الرئاسية .اذ تحججت السلطات الولائية بالطارف بعد تأخر عقد الاجتماع التحضيري للموسم الصيفي الى الظروف التي شهدتها ولاية الطارف على غرار باقي الولايات من تجند جميع المصالح والجهات منذ الاشهر الماضية للانتخابات الرئاسية التي جرت في 17 افريل الماضي الا ان المتتبعين للشأن السياحي المحلي يرون بأنه تقصير من طرف الجهات المعنية بتغافلها على مثل هذه التحضيرات الهامة حيث جرت العادة للولاة السابقين بالطارف ان يعقدوا مثل هذا الاجتماع التحضيري الذي يضم مختلف القطاعات المعنية ورؤساء البلديات الساحلية المعنية وكذا رؤساء الدوار لرسم تحضيرات الخريطة الصيفية بالطارف بفتح مسالك للشواطيء وتعبيد بعضها التي لازالت عبارة عن مسالك صعبة سيما الشواطيء الجديدة بالاضافة الى عمليات تنظيف 14 شاطئا مفتوحا للسباحة وكذا بعض المرافق الهامة بها التي كان يدعم مشاريعها المجلس الشعبي الولائي وعملية تزيين المدن التي سوف تكون قبلة لزوار الطارف الذين يتعدوا كل موسم صيفي المليون مصطاف واعداد مخطط نقل المصطافين كذلك وغيرها من التحضيرات الروتينية للموسم التي يبدو أنها لن تتحقق قبل الفاتح من الشهر جوان المقبل الموعد الرسمي لافتتاح الموسم على اعتبار ان الاجتماع التحضيري الذي كان من المفترض ان ينعقد في شهر فيفري من كل سنة لم ينعقد. وبالرغم من ذلك تعرف الاشغال التحضيرية للمواسم تأخرا كبيرا مما سيؤثر على الموسم الصيفي بتراجع عدد المصطافين من كل سنة بعد المواسم الصيفية الذهبية التي شهدتها ولاية الطارف في أواخر التسعينات وبداية الالفينية حيث تعدى عدد السواح المصطافين كل الارقام المسجلة في المواسم الصيفية بالطارف التي لم تغتنم الفرصة لتطوير القطاع السياحي بالولاية بمجاراة الجارة تونس التي خطفت السواح لتصبح ولاية الطارف عبارة عن منطقة عبور او «ترانزيت» كما يسمى وفشل جميع المسؤولين المتعاقبين على هذه الولاية في تنمية القطاع السياحي في منطقة مؤهلة ان تكون قطبا سياحيا كبيرا لما تزخر به من كنوز طبيعية هائلة . ومع كل تنصيب لوالي جديد تتجدد امال مواطني الطارف في رفع راية نهضة القطاع السياحي غير ان هذا الحلم سرعان ما يتبخر ويذهب إدراج الرياح على أمل أن يكون هناك منقذ لهذه الولاية التي لا تزال تبحث عن نفسها بين الولايات الساحلية على مستوى الوطن. وبعد استفاقة مسؤولي ولاية الطارف من عرس الانتخابات الرئاسية تذكر هؤلاء أن هناك موسم صيفي في الانتظار فسارعوا إلى عقد هذا الاجتماع المتأخر نهار الخميس الماضي لاستدراك التأخر وانقاذ الموسم فهل ينجح المؤولون في هذا التحدي الذي فشل فيه غيرهم حتى الذين بدأوا التحضيرات مبكرا في مواسم سابقة ؟.