الأمر لا يختلف فيه اثنان أن القالة هي المدينة رقم واحد بولاية الطارف وواجهة البلاد من الجهة الشرقية كانت ضحية سوء تسيير عقارها ومشاريعها الفاشلة مما شوهت هذه المدينة العريقة التي يحلم سكانها بأن تكون في يوم من الأيام في مصاف المدن السياحية الكبرى بالبلاد وعلى غرار جارتها القريبة في الأراضي التونسية طبرقة التي أصبحت قبلة للسياح الجزائريين ويطمح المسؤولون ويمنون النفس بأن تكون هذه الأخيرة حسب امكاناتها الطبيعية السياحية الضخمة من بين جواهر مدن حوض البحر الأبيض المتوسط. تجمع شهادات المتتبعين للشأن المحلي بولاية الطارف أن مدينة القالة السياحية وجميع مناطق ولاية الطارف على حد سواء ضحية ضعف مسؤوليها المحليين وغياب المتابعة الصارمة للسلطات المركزية لمختلف المشاريع التي استفادت منها الولاية بآلاف الملايير منذ مطلع الالفية الجديدة التي لم تصلح من شان هذه الولاية التأخر الكبير في انجاز المشاريع ورداءتها التي لم ترق لمستوى تطلعات مواطني هذه الولاية الذين مازالوا يدفعون فواتير باهرة لمياه شرب احسنها يزود يوم بعد يوم لمادة حيوية لا تصلح حتى للغسل ومختلف احتجاجات المواطنين التي شهدتها العديد من مناطق الولاية على طول السنة خير دليل على ذلك يضاف اليها الانقطاعات المتكررة للكهرباء شتاء وصيفا بالإضافة إلى تدهور شبكة الطرقات ماعدا الطرق الوطنية التي شهدت اهتماما كبيرا في السنوات الأخيرة كما سجل كذلك تسربات كبيرة سواء على مستوى شبكة مياه الشرب او الصرف الصحي بسبب قدم هذه الشبكات أو رداءة الإنجاز في عملية تجديد الشبكات التي سرعان ما تعود كما كانت عليه بسبب سوء نوعية القنوات او غياب الجهات المعنية في متابعة الأشغال التي عادة ما تكون عبارة عن عملية ترقيع وتكميم الافواه وغيرها من المشاريع التي لم تكن في مستوى تطلع نصف مليون نسمة تعداد سكان الطارف، وأن كان هذا حال الولاية ككل فان المدينة رقم واحد بهذه الولاية شانها من شان باقي مناطق الولاية التي لم تتقدم منذ سنوات طويلة قيد انملة وظلت تحلم هذه المدينة العريقة أن تكون في قادم السنوات تاج عروس البحر المتوسط لما لديها من امكانات طبيعية هائلة وسمعة عالمية لمحمياتها الدولية حسب تصورات المسؤولين سواء مركزيا او محليا من خلال مخططات وخرائط التنمية السياحية بالمنطقة التي ما تزال عبارة منذ سنوات طويلة عبارة عن مجسمات تأكلت بفعل السنين والرطوبة. ماذا تريد وزارة السياحة من القالة ؟ يبدو أن السياسة الوطنية التنموية بالبلاد لا تستقر على حال تتأثر بتغير مسؤوليها في كل مرة، فكل حسب تصوره للوضع ورؤيته وهو ما تترجمه زيارات وزارت القطاع السياحي في كل مرة لولاية الطارف خلال السنوات الخالية فمرة تركز السياسة الوطنية لهذا القطاع بإنجاز مخطط التوسع السياحي وفتح الاستثمار بهذه المناطق لإنجاز قرى سياحية وغيرها من المرافق السياحية الضحمة ليأتي بعدها قانون حماية الساحل الذي عطل هذا المخطط وهكذا تتولى القوانين والمخططات والنتيجة ان الوضع يبقى كما هو عليه الى غاية مخطط آخر جديد ، ليطل في آخر مرة زار فيها ممثل من القطاع الولاية الطارف السيد محمد الامين حاج سعيد كاتب الدولة السابق المكلف بالسياحة في تصريح سابق يؤكد فيه “ بأن انعدام هياكل الإيواء السياحية هي نعمة على المنطقة وليس نقمة مما ترك البيئة العذراء على حالها من أجل النهوض بالسياحة الحقيقية بالطارف “ مضيفا ذات المتحدث “أن هناك عودة على المستوى العالمي للتوجه نحو السياحة البيئية” وهو ما أكد عليه كاتب الدولة السابق المكلف بالسياحة على أن يتم التعامل مع ولاية الطارف بصفة منفردة نظرا لخصوصية المنطقة وما تتمتع به من ساحل بحري بفوق 90 كلم وحظيرة وطنية طبيعية تتربع على مساحة 80 الف هكتار تظم اربع بحيرات من المحميات الدولية تدخل في اتفاقية رمسار وخمسة حمامات معدنية وغيرها من الامكانات الطبيعية الهامة التي تزخر بها المنطقة مشيرا ذات المتحدث ان سياسة الدولة في هذا القطاع تهدف إلى رسم خريطة الطريق لهذا القطاع بعد استكمال المرحلة الاولى للمخطط التوجيهي الخاص بمناطق التوسع السياحي الذي يعطي الخطوط العريضة لكيفية التوجه السياحي لغرض استغلال السياحة بشكل خاص بالطارف حسب طبيعتها البيئية والاجتماعية وحتى الثقافية من اجل تطوير المشاريع الاستثمارية السياحية وفق استراتيجية عمل مدروسة بهدف تطوير المجال السياحي، غير ان هذه الاستراتيجية المشار اليها سابقا لم يظهر لها أي اثر ربما ذهبت بذهاب الرجل، فكل مرة تصور وكل عهدة باستراتيجية وكل خطط في طي النسيان والامل مفقود لمدينة ينتظر ان تكون العاصمة السياحية للبلاد . الأمس أفضل من اليوم يرى سكان القالة أن أمس هذه المدينة افضل من اليوم بسبب الورشات المفتوحة التي تكاد أن تغلف لتفتح من جديد من أجل ترميم وترقيع مشاريع جديدة العهد على غرار مشاريع التهيئة وقبل ايام فقط عن موعد افتتاح الموسم الصيفيما تزال بعض الأرصفة في المدينة تبلط وإعادة تعبيد بعض الطرقات ولكن لا حل أمام تسربات شبكات مياه الصرف الصحي والمياه الشروب، فقد وعد والي ولاية الطارف السيد محمد لبقة في مثل هذا الوقت من السنة الماضية أن تكون مدينة القالة في الموسم القادم أي صيف سنة 2015 في ابهى حلة بعد استكمال المشاريع المتأخرة وغلقها واستدراك جميع النقائص المسجلة خلال الموسم الماضي الا ان هذه الوعود سقطت في الماء حيث ما تزال مدينة القالة كما كانت امس باستثناء مدخل المدينة الذي تم تهيئته والبقية لا شيء لمدينة يفترض انها استفادت من مختلف برامج التنمية ومن اغلفة هامة لتكون في مستوى المكانة التي تليق بها وبزوارها في كل سنة فهل تنتظر السلطات معجزة ليتحقق الحلم الذي طال انتظاره؟، او سياسة هذه من تلك لا يبزغ فجرها الا بتوحيد الفكر والجهود والتأكيد على سياسة الاستمرارية في استراتيجية التنمية التي لا تتأثر بتغير الرجال وهو المبدأ الذي انتهجه الرئيس الراحل هواري بومدين في مقولته المشهورة “نحن بصدد بناء دولة لا تزول بزوال الرجال”