يعرف سوق بيع وشراء السكنات ذات الملكية الخاصة بولاية عنابة ركودا غير مسبوق بسبب تراجع الطلب على شراء مختلف المنازل والشقق خلال الأشهر الأخيرة وهو ما انعكس سلبا على أسعارها التي تعرف تراجعا كبيرا. قامت أمس أخر ساعة بجولة ميدانية لبعض الوكالات العقارية بمدينة عنابة ، حيث لمسنا من خلال الحديث مع أصحابها أن سوق بيع وشراء السكنات بولاية عنابة يشهد تراجعا كبيرا في الأشهر الأولى من السنة الجارية،وفي هذا الصدد أوضح بعض أصحاب الوكالات العقارية أنه خلال الآونة الأخيرة حدث اختلال في التوازن بين العرض والطلب ما أدى إلى إنهيار أسعار السكنات بنسب متفاوتة في بلديات ولاية عنابة ، حيث يسجل أصحاب الوكالات العقارية ممن تحدثنا معهم عروضا كثيرة لبيع الشقق والفيلات بكل المساحات التابعة للخواص من المواطنين والمؤسسات المصغرة وغيرها ، لكن لا يوجد طلب لشرائها إلا نادرا، وهو ماساهم في تراجع أسعار بيعها، ولتسليط الضوء أكثر حول الموضوع التقينا برئيس الفرع الولائي للوكالات العقارية و عضو المجلس الوطني لاتحاد التجار والحرفيين بعنابة رجب نور الدين ، حيث كشف أن سوق العقار بإقليم الولاية يعرف تراجعا كبيرا يقدر بنسبة تنحصر مابين 20 و40 بالمئة، منذ شهر نوفمبر 2015 ، حيث أصبحت الشقة المتكونة من ثلاث غرف بالسهل الغربي للمدينة على غرار حي الصفصاف ، 8 مارس ، حي 5جويلية والأحياء الأخرى التابعة للقطاع الحضري الثالث تباع بأسعار تنحصر مابين 900 مليون سنتيم ومليار ومئة مليون سنتيم، فيما كانت سابقا لاتقل عن مبلغ المليار سنتيم، ومثال ذلك في الشقق المتكونة من غرفتين، بذات الأحياء إذ تتراوح أسعار بيعها مابين 650 إلى 800 مليون سنتيم، وهي التي كانت في السابق لا تقل عن سعر 800 مليون سنتيم ، أما أسعار بيع الفيلات بمختلف أنواعها بالسهل الغربي فتنحصر مابين مليارين ونصف إلى خمسة ملايير سنتيم ، في حين كانت لا تقل خلال أشهر السنة الماضية عن ثلاثة ملايير سنتيم وتصل حتى 8 ملايير سنتيم في بعض الأحياء، هذا وقد عرفت أسعار السكنات والفيلات بالجهة الشمالية هي الأخرى انخفاضا محسوسا ، حيث أصبحت الفيلا التي كانت تتجاوز 15مليار سنتيم ، تعرض ب 10 ملايير سنتيم وأقل من ذلك ، والفيلا التي يقدر سعرها ب 8 ملايير سنتيم أصبحت من 5 إلى 6 ملايير سنتيم وربما أقل ، أما الشقة المتكونة من ثلاث غرف بأحد أحياء الجهة الشمالية ، والتي كان سعر بيعها لا يقل عن مليارين ونصف، أصبحت لا تتجاوز سعر الملياري سنتيم ، ومثال ذلك على أسعار الشقق مختلفة الغرف، هذا وقال محدثنا أن السكنات تباع حسب العديد من المعايير أهمها نوع السكن ، مساحته ، رقم الطابق إذا كانت شقة، التهيئة الداخلية للمنزل ،والحي المتواجدة به. أسباب تراجع أسعار السكنات بمختلف أنواعها أرجع رئيس الفرع الولائي للوكالات العقارية بعنابة خلال تصريحه لأخر ساعة أن أسباب انهيار السكنات بولاية عنابة إلى البرامج العمومية المختلفة للسكن، التي قامت بها الدولة في السنوات الأخيرة على غرار عدل، والسكنات الاجتماعية وغيرها من البرامج المختلفة الصيغ والتي ساهمت في انخفاض أسعار بيع السكنات التابعة ملكيتها للمواطنين، ضف إلى ذلك الوضع الراهن التي تعيشه البلاد منذ انهيار أسعار البترول، الذي اثر سلبا على الاقتصاد الوطني ، وهو ما جعل المواطنين الراغبين في شراء سكنات يعزفون ، ويتجهون إلى الاستئجار خاصة منهم من ينتظر سكنه في إحدى البرامج السكنية على غرار عدل، الذين يستلمونه بعد انتهاء أشغالها، ناهيك عن خوف معظم المواطنين من تداعيات الأزمة الاقتصادية وآثارها السلبية على حياتهم ما جعلهم يدخرون أموالهم