حي ديدوش مراد بعدما كان حلما، بات اليوم عنوانا للمعاناة والإقصاء والتلاشي لا تزال العديد من الأحياء العتيقة والشعبية بمدينة عنابة تشهد ظروفا قاسية على جميع الأصعدة وعلى مختلف المستويات على غرار حي ديدوش مراد وحي الورود سابقا، وقد أسس هذا الحي في الفترة الإستعمارية وبالضبط مع بداية الخمسينات، حيث كان هذا الحي من أرقى الأحياء وأجملها وأنظفها على مستوى بلدية عنابة، إلا أن ومع تقدم الزمن وتطور الأحداث أخذ هذا الحي يعرف عدة مشاكل ونقائص أدت إلى تغييره بنسبة كبيرة وتشويه طابعه الجمالي وميزته الاجتماعية التي كان عليها آنفا، مما جعلت منه مصدر إزعاج وقلق لدى بعض الهيئات الرسمية، وجاء ذلك نتيجة الإهمال وعدم الاهتمام وغياب البرامج التنموية المساعدة في خلق الأجواء المريحة للمواطن، الهادفة إلى الإبداع وبعث روح الأمل لديه وفي هذا الصدد فإن سكان حي ديدوش مراد يعيشون حياة كارثية و أوضاعا مزرية نظرا للنقص الفادح في المرافق العمومية ودور الشباب ، بالإضافة إلى غياب التهيئة وضروريات الحياة اليومية فالوضع لا يسمح بالعيش الكريم في ظل الكرامة والعزة، حيث تنتشر البناءات الفوضوية ما بين العمارات نتيجة أزمة السكن مما دفع بالكثير من العائلات إلى إقامة وبناء مساكن فوضوية بجانب العمارات هروبا من جحيم الضيق والبحث عن فضاء أوسع للراحة، نتيجة الكثافة السكانية العالية والتركيبة الاجتماعية لكل عائلة حيث لا يمكن أن تسع كل الشقق لكل أفراد العائلة الواحدة، حيث أن جل الشقق من نوع F2وF3 إضافة إلى انتشار الأوساخ والقاذورات المتناثرة على طرفي العمارات والأسوأ من ذلك أن الاهتمام بهذا الأمر بات في خبر كان، مما أعطى الانطباع السيئ لهذا الحي وبات أشبه بالفينوهات العنصرية، وفي المقابل فإن التزايد الهائل لعدد السكان جعل من الشباب ضحية يعاني الأمرين وبؤس الحياة في غياب النشاطات الثقافية والرياضية زد على ذلك البطالة التي ضربت أطنابها كل الشريحة الشبانية التي باتت عرضة للآفات الاجتماعية والأمراض الخلقية مما دفع بالكثير منهم إلى اللجوء وبطرق ملتوية لكسب رزقه عن طريق الرذيلة والمحرمات، كما دفعت ببعض الشباب إلى التفكير بالهجرة السرية واضعين بذلك أحلامهم وآمالهم رهن المخاطرة والمجازفة بحثا عن أفضل السبل بالخارج وفي هذا الإطار كان من الضروري الأخذ بعين الإعتبار بانشغالات المواطنين ومطالب الشباب الذي ضاق ذرعا بالأوضاع المزرية والظروف الاقتصادية الخانقة التي جعلت منه حطاما وأداة هدم بدل بناء، وفي ذات السياق فإن مجموع سكان ديدوش مراد يطالبون من كافة السلطات المحلية إتخاذ كافة التدابير والإجراءات اللازمة لوضع كافة التدابير حدوث ما تسمح به النصوص القانونية لإخراج حيهم من المأزق الذي آل إليه وإيجاد صيغ وأنماط جديدة لإعادة البريق والآمال لدا كافة المواطنين، وهذا بوضع برنامج ترقوي وتنموي حفاظا على الوضع العام والمصلحة العليا للمواطن، وهذا في ظل العزة وحق المواطنة بعيدا عن التأويلات والشعارات الرنانة وفي الأخير يبقى أن نشير أن الحي لم يستفد من أي برنامج تنموي واقتصادي منذ عدة سنوات على غرار باقي الأحياء الأخرى. بن عامر أحمد