حذر رئيس الجمهورية «عبدالعزيز بوتفليقة» من الخلايا الكامنة التي تستهدف استقرار البلاد مع اقتراب أي محطة حاسمة على غرار الانتخابات الرئاسية، داعيا ولاة الجمهورية إلى التحلي باليقظة وتكثيف العمل من أجل تمكين الشعب من ممارسة سيادته ومواصلة مسيرته. في كلمة ألقاها نيابة عنه الأمين العام برئاسة الجمهورية «حبة العقبي» خلال لقاء الحكومة بالولاة بقصر الأمم نادي الصنوبر البحري بالعاصمة، قال القاضي الأول في البلاد أنه من الطبيعي اليوم أن تستهدف الدوائر المتربصة والخلايا الكامنة استقرار البلاد وتتكالب عليها قصد تثبيط همتها والنيل من عزيمة أبنائها، مشيرا أن ما نلاحظه من مناورات سياسوية مع اقتراب كل محطة حاسمة من مسيرة الشعب الجزائري إلا دليل واضح يفضح هذه النوايا المبيتة التي سرعان ما تختفي بعد أن يخيب الشعب الأبي سعيها. وتابع» لقد سعينا بصدق وإخلاص إلى إخراج أبناء هذه الأمة من فتنة التناحر وكابوس الهمجية الذي استحكم فيها، مستلهمين عزمنا من قيم نوفمبر الخالدة وشيم التسامح والأخوة والوئام، وأن ما أنجزناه معا، على الصعيدين الأمني والتنموي بفضل التضحيات الجسام التي قدمها هؤلاء وأولئك، بات محلا لإعجاب الشعوب الشقيقة والصديقة، يرون فيه مثالا لتنمية اجتماعية شاملة، أعادت الاعتبار للإنسان بوضعه في قلب المقاربة التنموية, مؤكدا أن المغامرين، الذين يسوقون لثقافة النسيان والنكران والجحود، لا يمكن أن يكونوا أبدا سواعد بناء وتشييد، فهم يخفون وراء ظهورهم معاول الهدم التي يسعون لاستخدامها من أجل الزج بالبلاد نحو المجهول. وأردف» إن المساس باستقرار مؤسسات الدولة هو مساس بالدستور وبركن من أركان هذا البيت الحصين الذي يجمعنا ويؤمننا من كيد الكائدين، لذلك فمن واجب الجميع الالتفاف حول مؤسسات الجمهورية والذود عنها ومواجهة كل محاولة لاستغلالها من أجل قضاء مآرب آثمة أوالنيل من استقرارها.« ودعا بوتفليقة في كلمته ولاة الجمهورية إلى التحلي باليقظة من أجل تمكين الشعب من ممارسة سيادته ومواصلة مسيرته، موضحا إن المسألة تتعلق بصون وحماية الإنجازات التي حققها الشعب خلال العقدين المنصرمين وحفظها وتثمينها خدمة له، والارتقاء إلى مستوى أعلى من العمل التنموي والسياسي. وأضاف أن المصالحة الوطنية والعيش معا بسلام عنوانين رئيسين لمقاربة استراتيجية دولية لمحاربة الراديكالية والتطرف في العالم، كما أنها إستراتيجية ولدت من رحم معاناة الشعب الأبي الذي أعطى بالأمس درسا للعالم في التضحية والانعتاق وصار اليوم، بفضل تضحياته وتبصر أبنائه ورشدهم، مرجعا في إخماد الفتنة ورأب الفرقة والقضاء على منطق الكراهية. كما شدد الرئيس على قيام الجماعات الإقليمية بدورها بدورها في المسار التنموي الوطني على أحسن وجه، مشيرا إلى أنه أصدر تعليمات واضحة من أجل تعميق اللامركزية وترقية المرفق العمومي وتمكينهم من النهوض بمسؤولياتهم كاملة في تسيير الشأن العام المحلي. وأضاف «يتعين على كل منكم تثمين القدرات البشرية المتوفرة لديه من خلال سياسات تكوين وإعادة تأهيل واعية، هادفة، ومتناسقة مع الاستراتيجيات المعتمدة، والتكفل بانشغالات العاملين تحت إمرتكم ووصايتكم حتى يتفرغوا لتجسيد الأهداف السامية لهذه الاستراتيجيات، إنهم قوتكم الضاربة في الميدان، ولديكم فيهم الكثير من المؤهلات التي لا تنتظر سوى نظرة متبصرة من قبلكم لاكتشافها، فالمسألة ليس مسألة فتح مناصب جديدة وكفى، بل يجب قبل ذلك الاستغلال الأمثل للموارد المتاحة ووضع العون المناسب في المكان المناسب،و الوقت المناسب، وضمان مردوديته كاملة غير منقوص»..