عرفت ولاية عنابة خلال سنة 2018 العديد من الأحداث السياسية، الاقتصادية والاجتماعية التي وضعت الولاية على حافة بركان، وتعتبر الحرقة ومشكل السكن و حالات الانسداد ببعض الولايات وتغيير الوالي أهم القضايا التي ميزت الولاية خلال هذه السنة . صالح. ب يعتبر ملف الحرقة من بين المواضيع التي شغلت الرأي العام والخاص، حيث تم إحصاء خلال هذه السنة المئات من محاولة هجرة غير شرعية بعنابة نحو الضفة الأخرى، وبالضبط إلى جزر سردينيا الإيطالية، بالإضافة إلى هلاك المئات من الشباب في عرض السواحل بعنابة فيما لا يزال العديد منهم مفقودين وهذا رغبة منهم في الهجرة نحو أوروبا بحثا عن حياة أفضل غير أن جميع هذه الأحلام اصطدمت بالأمر الواقع وراح ضحيتها أشخاص في ريعان شبابهم ،وقد عادت ظاهرة «الحرقة» بقوة هذه السنة، لتعود معها مآسي عائلات تفقد أبناءها إما غرقا في البحر الأبيض المتوسط، الذي بات مقبرة للشباب، أو بين أوضاع مزرية في دول أوربا، ورغم قساوة الطقس وتقلبات الجو، إلا أن بيانات وزارة الدفاع الوطني تخبرنا يوميا عن اعتراض قوارب العشرات من الحراقة، آخرها إحباط حراس السواحل محاولة هجرة غير شرعية ل 19 شخصا كانوا على متن قارب تقليدي الصنع بعنابة، ورغم كل هذا الا ان الحكومة تتجاهل تماما التطرق إلى هذه الظاهرة، كما لا توجد أي دراسات موضوعية لمحاربتها، في وقت تواصل هذه الظاهرة استنزاف الشباب من مختلف الأعمار أملا في حياة أفضل في الضفة الأخرى، إما بحثا عن العمل وتحسين الأوضاع الاجتماعية أو بحثا عن الرفاه، ويتزامن استمرار الحكومة غض طرفها عن الظاهرة مع تجاهل من الأحزاب السياسية التي يبدو أن فقدان العشرات من الشباب يوميا في عرض البحر لا يهمها، وتتساوى في ذلك أحزاب السلطة أو المعارضة الذين بات انشغالهم محصور في قضايا أخرى.من جهتها الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان سجلت اكثر17 ألف حراقا خلال هذه السنة بالجزائر . انسداد و فتح تحقيقات ببعض البلديات في سياق آخر، ميّز سنة 2018 بعنابة، الانسداد ببعض البلديات التي عرفت فوضى وغليانا بين المنتخبين إلى درجة تم فتح تحقيق في البعض منهم ، يتقدّمهم فتح تحقيق ببلدية سيدي عمار بسبب صفقات مشبوهة في نفس السياق، عرفت بلدية عين الباردة خلال هذه السنة، خلافا حادا بين المنتخبين ومناوشات كلامية حوّلت المنطقة إلى بؤرة لا تعرف الاستقرار، وهو ما انعكس سلبا على وضعية التنمية بهذه المنطقة، تليها بلدية البوني التي شهدت هي الأخرى خلافات بين النواب و رئيس المجلس الشعبي البلدي الذي كان سيقدم على تقديم استقلاته قبل أن يتراجع في الأخير عن قراره ويتدخل الوالي مزهود لفك هذا الصراع جرائم قتل بشعة خلال هذه السنة بعيدا عن وضع المنتخبين المحليين، سجلت الولاية جرائم قتل مختلفة، فرغم المخطط الاستراتيجي الذي وضعته الجهات الأمنية، إلا أن عنابة تعرف إحصاء العديد من جرائم القتل،كان آخرها العثور على جثة شاب ينحدر من حي ليزالمون مقتول ومرمي في واد بمنطقة شاولي بلقاسم ،جريمة قتل بشعة راح ضحيتها المدعو «مروبة» بلوري روز بعنابة،شاب يقتل جاره بطعنات سكين في برحال،وآخر يذبح زوجته من الوريد إلى الوريد داخل منزل والدها بحي الريم ،وغيرها من الجرائم الأخرى حيث صار القتل من القضايا المتفشية في عنابة وهو الوضع الذي لم نعهد عليه من قبل، وانتقلت تلك الجرائم من الشارع إلى الأسرة إذ باتت تسجل بين الأصول والفروع وبين الأقارب لدوافع وأسباب متنوعة وفي العادة لا ترقى إلى مصاف ارتكاب تلك الجرائم المهولة في حق الأفراد وغرس مظاهر الرعب والخوف في النفوس، وتقف وراء تلك الكوارث العديد من الأسباب منها دوافع الانتقام والخلافات العائلية وقضايا الشرف وحتى طمس معالم بعض الجرائم بقتل الضحايا، كما ان الكثير من قضايا القتل صارت ترتكب لأتفه الأسباب ولمجرد أوهام وشكوك بين الفاعلين والضحايا، ولا ننفي أن بعض القضايا صارت ترتكب في الأسرة الواحدة بين الأصول والفروع . السكن من ابرز القضايا التي خلفت موجة احتجاجات شهدت هذه السنة موجة من الاحتجاجات من طرف عشرات المواطنين للمطالبة بالسكن والمتعلق بالمستفيدين من حصة 980 مسكنا بسيدي عمار و 500 مسكن lpa بسيدي عيسى والمستفيدين و أصحاب السكنات الفوضوية بحي 1 ماي، بوخضرة، شاولي بلقاسم الحجار إضافة إلى سكان حي سيبوس وغيرها من الأحياء حيث شلوا الطرقات و نددوا بالأوضاع الكارثية التي يتخبطون فيها و كان مطلبهم الأساسي هو السكن حيث نددوا بالوعود الكاذبة من طرف المسؤولين والتي لم تتجسد على أرض الواقع رغم سنوات من المعاناة داخل البيوت الهشة القابلة للانهيار في أية لحظة،من جهتهم سكان بلدية البوني انتفضوا خلال الشهر الأخير من السنة وقاموا بموجة احتجاجات تسببت في شل اغلب الطرقات ،كما شهد مقر ولاية عنابة خلال هذه السنة موجة احتجاجات من طرف سكان مختلف الأحياء والمطلب دائما السكن. مزهود والي جديد و حمود عبد الناصر سيناتور عنابة شهدت هذه السنة أيضا عودة الأمين العام السابق و رئيس دائرة البوني توفيق مزهود لولاية عنابة وهذه المرة كمسؤول أول على الجهاز التنفيذي للولاية والذي تسلمه من سابقه محمد سلماني الذي انتقل إلى ولاية بومرداس كما فاز حمود عبد الناصر رئيس المجلس الشعبي الولائي لولاية عنابة بمعقد ولاية عنابة في مجلس الأمة وذلك في إطار انتخابات التجديد النصفي التي جرت قبل يومين بمقر الولاية والتي تنافس فيها مرشح حزب جبهة التحرير الوطني مع يزيد بن تومي مرشح التجمع الوطني الديمقراطي. حيث أفرزت العملية عن فوز عبد الناصر حمود مرشح الحزب العتيد بعد حصوله على 174 صوت، في الوقت الذي حصل فيه يزيد بن تومي مرشح التجمع الوطني الديمقراطي على 82 صوت وهي نتيجة كانت متوقعة بالنظر إلى سيطرة الحزب العتيد على أغلب المجالس الشعبية البلدية بولاية عنابة بالإضافة إلى سيطرته على أغلب المقاعد في المجلس الشعبي الولائي.