استمعت هيئة محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء عنابة إلى أقوال المتهمين التونسيين الذين تورّطوا في واحدة من أبرز القضايا المتعلّقة بالمتاجرة في المخدّرات وألقي القبض عليهم وسط مدينة عنابة وجاء الإستئناف في القضيّة بعد الطعن في الحكم الصادر شهر جانفي المنصرم علما وأن الحادثة تورّط فيها العديد من الأشخاص الذين يحملون الجنسية التونسية بالإضافة إلى آخرين ينحدرون من ولايات مختلفة عبر الوطن، وفي سياق متّصل فقد برزت ملامح القضيّة إلى الأفق بعد ورود معلومات مؤكّدة لدى المصالح الأمنية مفادها وجود مجموعة إجرامية منظمة اتّخذت من مدينة عنابة منطقة عبور للمخدرات التي اتّضح بعد تكثيف التحرّيات أنّ مصدرها من المغرب حيث يقوم أفراد الشبكة الإجرامية بجلبها من المغرب عن طريق أشخاص يحملون الجنسيّة التونسيّة وإدخالها إلى التراب الوطني بغرض المتاجرة فيها، لتقوم على إثرها الجهات الأمنية برسم خطّة محكمة أفضت يوم الرابع من شهر مارس لسنة 2020 إلى الإطاحة ببعض أفراد الشبكة الإجرامية بأحد المراقد الواقعة وسط المدينة، حيث وبعد تنقّل عناصر الشرطة إلى عين المكان بعد حصولهم على إذن من وكيل الجمهورية تمّ استقبالهم من قبل عامل المرقد الذي رافق القوات المختصّة إلى الغرفة التي يتواجد فيها المشتبه فيهم قبل أن مداهمتهم أين تمّ العثور على أربعة اشخاص من جنسية تونسية بصدد تناول العشاء ويتعلق الأمر بكل من "ال.م"، "ح.خ"، "ب.م" و"ال.م أ" وضبطت مصالح الشرطة فوق أحد الكراسي في الغرفة كبسولة بيضاوية الشكل تحتوي على القنب الهندي مغلقة بإحكام بواسطة شريط لاصق وبعد تكثيف عملية البحث تكللّت العملية بحجز كمية أخرى من نفس النوع تقدر ب 20 كبسولة كانت مرميّة على الأرض و 25 كبسولة مخدرات من نوع القنب الهندي كانت مخبّاة بإحكام، هذا وبعد مواصلة عملية التفتيش تم العثور كبسولات أخرى قدّر عددها الإجمالي ب217 كبسولة بالإضافة إلى قارورتين لدواء مطهّر ومشط من دواء ليكسينا 25 ملغ الخاص بالإسهال يحتوي على 06 أقراص زرقاء اللون، ليتم على إثرها تحويل المشتبه فيهم لمقر الفرقة من أجل مباشرة الإجراءات ضدهم.، ومن جهته فقد اعترف "ح.خ" أثناء الإستماع إلى أقواله من طرف مصالح الضبطية القضائية أنه قام بابتلاع كبسولات عند تواجده بالمرقد ونجح في التخلّص من كميّة أخرى أثناء عمليّة المداهمة، وأضاف أثناء مثوله أمام هيئة المحكمة صبيحة أمس الإثنين أنه متعوّد على دخول التراب الجزائري رفقة المسمى"أ.أ" لغرض مشاهدة مباريات كرة القدم التي تجمع فريقا الترجي الرياضي وشبيبة القبائل في كلّ مناسبة مشيرا أنّه متعوّد على قضاء أيامه بعدّة فنادق بعنابة والجزائر العاصمة رفقة أشخاص يحملون الجنسيّة التونسيّة وآخرون ينحدرون من ولاية عنابة ، وكشف أنّه كان على علم بالعمليّة التي كان رفقاؤه بصدد تنفيذها عن طريق قيامهم بنقل المخدّرات إلى تونس بعد جلبها من المغرب مضيفا أنّ المشتبه فيهم كانوا ينقلونها عن طريق ابتلاع الكبسولات، تجدر الإشارة أنّ عمليّة المداهمة أسفرت عن إلقاء القبض على أربعة مشتبه فيهم مثلوا شهر جانفي المنصرم أمام هيئة محكمة الجنايات التي أدانتهم بعقوبة 20 سنة سجنا نافذا، وتمّ الطعن في الحكم الصادر ليتم إعادة برمجة القضيّة من جديد صبيحة اليوم الإثنين أين مثل كلّ من "ح.خ"، "م.م"، ب.ع.م" و"خ.م.أ" الذين يحملون جميعا الجنسية التونسية والمتراوحة أعمارهم ما بين 25 و31 سنة، حيث وبعد الإطلاع على ملفاتهم سلّطت هيئة محكمة الجنايات الإستئنافية عقوبة 10 سنوات سجنا نافذا ضدّهم، فيما تجدر الإشارة أنّ التحقيقات الأمنية حملت في طياتها ضلوع مشتبه فيهم آخرين في القضيّة ولم يتم إلقاء القبض عليهم نظرا لتواجدهم في حالة فرار في انتظار الإطاحة بهم وتقديمهم أمام العدالة.