الظاهر أن قدر ولاية جيجل وسكانها أن يعيشوا شتى أنواع الفواجع والمآسي هذا الصيف حيث لم تكفي هؤلاء أخبار الموت القادمة من شواطئ البحر لتأتيهم فاجعة أخرى من خط السكة الحديدية بسيدي عبد العزيز شرق عاصمة الولاية أين لقي زوجان مصرعهما فيما أصيب أبناؤهم الأربعة بجروح متفاوتة الخطورة بعدما دُهست سيارة الضحايا من قبل قطاع لنقل المسافرين يعمل على خط جيجل / قسنطينة . الفاجعة التي كانت منطقة البلوطة ببلدية سيدي عبد العزيز مسرحا لها في ساعة متأخرة من أمسية السبت بدأت بمغادرة الضحايا الستة الذين ينحدرون من ولاية البرج لشاطئ البلوطة بسيدي عبد العزيز في طريق عودتهم الى الشقة التي قاموا باستئجارها غير بعيد عن هذا الشاطئ وبمجرد اعتلاء سيارة الضحايا لخط السكة الحديدية من أجل الإلتحاق بالطريق الوطني المزدوج رقم 43 حتى باغثهم قطار لنقل المسافرين على حين غرة متسببا في تحويل المركبة المذكورة الى كومة من حديد بعدما شطرها الى نصفين ، وتسبب هذا الحادث في وفاة الزوج والزوجة وهما في الخمسينات من العمر بعين المكان نتيجة الجروح الغائرة التي لحقت بهما والتي يصعب وصفها في الوقت الذي ظل فيه أطفالهما الأربعة محصورين في الكراسي الخلفية للمركبة ، ومن حسن الحظ أنهم بقوا أحياء رغم الجروح البليغة التي لحقت بهم هم كذلك الى حين وصول عناصر الحماية المدنية التابعين لكل من وحدتي الشقفة وبلغيموز بالعنصر والتي عملت على اخراجهم من بين ركام السيارة باستعمال وسائل القطع والتفكيك قبل أن تقوم بنقلهم على جناح السرعة باتجاه مستشفى مجدوب السعيد بالطاهير . وترك هذا الحادث الأليم أثره البالغ في نفوس سكان بلدية سيدي عبد العزيز وعموم الولاية كما أثار غضب الكثيرين خاصة وأنه ليس الأول من نوعه بهذه المنطقة تحديدا وكذا ببقية المناطق التي يقطعها خط السكة الحديدية جيجل / قسنطينة والتي شهدت منذ بداية هذا العام فواجع بالجملة أودت بحياة مالايقل عن ستة أشخاص وآخرهم شيخ ينحدر من منطقة بني معزوز بالجمعة بني حبيبي والذي حوّله قطار آخر للبضائع الى أشلاء رفقة أبقاره الخمسة بمنطقة " بوطويل" قبل نحو شهر ونصف فقط ماجعل الكثيرين يتساءلون مجددا عن موعد تحرك الجهات الوصية لوقف هذه المجازر وتشييد معابر تسمح للسيارات والراجلين بتفادي القطارات التي تقطع الخط المذكور يوميا بل وفي كل دقيقة ومن ثم تفادي المزيد من المآسي مستقبلا .