رغم الإغراءات العصرية في إنتاج الحلويات وتزيينها، التي ارتفعت أسعارها هي الأخرى، إلا إن هناك من هو وفي لكل ما هو تقليدي، خاصة في هذا النوع من المرطبات التي يكثر عليها الطلب في هذا الوقت بالذات، الذي يتناسب وقدوم عيد الفطر المبارك.. هي اليوم تعود وبقوة، أكثر من أي وقت مضى. مع بداية العد التنازلي لنهاية شهر رمضان المعظم ودخول عيد الفطر المبارك، يوم جائزة الصائم، تبدأ النسوة في تحضير ما لذ وطاب من مختلف أطباق الحلويات الشهية بنوعيها التقليدية والعصرية بولاية الطارف. إلا أنه وما يلاحظ عبر المحلات المتخصصة ومن خلال استطلاع أراء بعض النسوة في هذا الموضوع، فإن كل ما هو تقليدي في الحلويات عاد بقوة، وأصبح مطلوب من قبل الأطفال والشباب الذين يواكبون كل ما هو عصري، حسب إحدى اللواتي التقيناها في محل لبيع المرطبات، والتي كانت تأخذ موعدا لتحضير ما طلبته من صاحب المحل الذي سيقوم بتسليمه إياها في الموعد، أي قبل يوم من عيد الفطر المبارك بحكم عملها المتواصل وعدم قدرتها، تلبية كل ما ترغب فيه عائلتها المتكونة من فردين شاب وشابة والزوج، حيث أكدت لنا بأن أفراد عائلتها طلبوا منها تحضير »المقروط« و »الصابلي« و »حلوة الطابع« و »القريوش«، وهي حلويات تقليدية تقبل عليها العائلات الطارفية في هذا العام بالذات بشكل كبير، أين فضّلوا فيه العودة إلى عادة الأجداد التي افتقدوها منذ سنوات، حيث أن الجميع يقبل خاصة ربات البيوت غير العاملات لصنع »مقروط الكوشة« في البيت الذي تربع على عرش البقلاوة والقطايف التي لم تعد تستهوي الكثيرين لعدة أسباب، ربما أولها العودة إلى التقاليد، وثانيها غلاء أسعار المكونات التي تدخل في تركيب وصنع الحلويات كالفرينة، السكر، اللوز، الجلجلان والكاوكاو وغيرها.. وقد لاحظنا أيضا إقبال كبير للنسوة على كتب طبخ الحلويات التقليدية في بعض المكتبات بالطارف، و قليلون هم من تجدهم يحدثونك عن البقلاوة والقطايف التي كانت ضرورية جدا في كل مائدة عيد. وخلال تنقلنا عبر بعض محلات الحلويات والمرطبات، لاحظنا تباينا في الأسعار بين ما هو في متناول البعض وما هو غالي على البعض الأخر، خاصة إذا علمنا أن كليوغراما واحدا من حلوة عادية قد فاق ال600 دج في حين عند البعض في حدود ال400 دج أو ال500 دج، أما البقلاوة فلا حديث عنها لأن أسعارها دائما في ارتفاع مستمر. تساءلنا كثيرا عن سبب الإقبال على الحلويات التقليدية هذا العام بهذا اللهف الكبير ، فأجابنا البعض وأجمعوا على أنها صحية وخفيفة وغير معسلة كتلك التي تساهم في ارتفاع نسبة السكر بالإضافة -يقول هؤلاء- هي عادة أجدادنا التي تربينا عليها ونرفض نسيانها. وصدق من قال »الجديد حبوا والقديم ما تفرط فيه.. وما أحلاها عادة«.