نفى الأمين العام لجبهة التحرير الوطني، عبد العزيز بلخادم، أن يكون الحزب في أزمة، واضعا هذا الوصف في إطار ما أسماه »الأكاذيب والمغالطات«، مثلما أكد أن الأولوية بعد الانتخابات المحلية ستكون لتحصين الجبهة الداخلية ضد المؤامرات التي تحاك ضد الجزائر، كما التزم في المقابل بالعمل على توسيع صلاحيات المنتخبين ودعم إمكانيات البلديات مع دسترة منع التجوال السياسي. كان التجمع الشعبي الذي نشطه أمس عبد العزيز بلخادم بالقاعة متعددة الرياضات بحيدرة، آخر محطة له في الحملة الانتخابية لمحليات 29 نوفمبر، وبقدر أهميتها فقد أخذ الأمين العام للأفلان كامل وقته )ساعة من الزمن( لمخاطبة الحضور الغفير الذي كان مرفوقا بكافة المترشحين ضمن قوائم الحزب العتيد بمن فيهم متصدرو القوائم، وكذا برلمانيون، كما بدا كثير الحرص من أجل إيصال رسائل إلى المواطنين والمناضلين وكذا المتحاملين على جبهة التحرير الوطني. وجاءت الرسائل في المقام الأول إلى المواطنين الذين أبلغهم بأن الانتخابات المقبلة ليست مجرّد وضع ورقتين في الصندوق »بل هي أكبر من ذلك لأنها انتخابات لاستكمال البناء المؤسساتي«، محذّرا من الانسياق وراء ما يسمى ب »الربيع العربي« على حدّ قوله بالنظر إلى »ما نراه من مآسي ودماء وتدمير لمقومات دول..«، وهو يعتقد بأن الجزائر كان مستهدفة »حتى يضربوها في العمق لتأجيج نار الفتنة وقصدهم هو انحدار وتيرة التنمية وتقسيم هذه اللحمة التي بناها الجزائريون لما كانوا يواجهون ويلات الإرهاب..«. واعتبر أن هذا السيناريو يهدف أيضا إلى استهداف جبهة التحرير الوطني »ما لم يستطيعوا تحقيقه في التسعينيات يريدونه اليوم«، متأسفا لتواطء بعض الأطراف الداخلية »بني جلدتنا« في هذا المسعى »ظنا منهم أن ما حدث للأحزاب التاريخية في العراق ومصر وتونس واليمن.. يمكن أن يحدث أيضا في الجزائر«، وفي تقديره »هذه ليست التجربة الأولى فقد استهدف الجبهة في أحداث 1988 مثلما استهدف المجاهدون والجيش الوطني الشعبي..«. وأضاف بلخادم بأن الأفلان مستهدف لكونه »يُذكّر فرنسا بهزيمتها النكراء وهي تجرّ أذيال الخيبة من الجزائر«، قبل أن يخاطب المناضلين قائلا بأن »تواصل الأجيال مصدر ثراء وتنوع داخل الحزب«، ثم استطرد: »الجبهة لا تنتهي بنهاية جيل نوفمبر مثلما قال وزير فرنسي )برنارد كوشنير( الذي نقول له ولمن معه ومن أمامه ولمن يأتي بعده بأن أسود نوفمبر ولدوا أشبالا ولبؤات..«، ليخاطب الفرنسيين في هذا السياق: »بيننا وبينكم بحر من الدماء وينبغي على فرنسا أن تعترف بما ارتكبته من جرائم«، ثم ردّ على المتطاولين »لمن يقول بأننا حزب متقاعدين ها هو الشباب يردّ عليكم«. وتحدّث عبد العزيز بلخادم الحديث عن الذين يعتقدون بأن الحزب في أزمة »الأفلان ليس في أزمة. لا ينبغي أن يكذب عليكم أو يغالطكم أحد.. طبيعي هذا التهافت لأنه ليس هناك أي حزب آخر قادر أن يوصل للمسؤولية بغير الأفلان.. إن السبّ والقدح لا يوصل«. ثم خاض بعدها في الأولويات التي سيركز عليها الحزب في المرحلة المقبلة وهي العمل على توسيع صلاحيات المنتخبين المحليين »التعديلات الأخيرة على قانون البلدية ترضينا ولكنها ليست كافية ولذا ينبغي العمل على توسيع الصلاحيات ونحن لا نؤمن بالعلاقة الصدامية مع الإدارة بل إننا نشجع الوصاية على تكثيف الرقابة على المال العام لمحاربة الفساد..«. كما التزم الأمين العام للأفلان بالعمل مع الحكومة والبرلمان بغرفتيه بقصد إعادة النظر في الجباية المحلية وكذا النسب المقتطعة من الميزانية الوطنية لفائدة البلديات، مثلما تعهّد بالعمل على إدراج بنود جديد في الدستور من قبيل »دسترة منع التجوال السياسي« حتى يكون القانون الأسمى هو السيد بالإضافة إلى »دسترة الرقابة بكل أشكالها..« حتى لا يكون التعديل في كل سنة، مقترحا كذلك إنشاء مجلس لمدينة العاصمة لخصوصيتها على أن يكون التمثيل فيها لكافة البلديات يكون رئيس هذه الهيئة بمثابة الناطق الرسمي