حكايات مروّعة، حيكت بداياتها ليلة »الحنّة«، بعد أن حوّلت سرقة حفنة منها حياة عروسين إلى جحيم وساقتهما إلى حافة الانهيار، لم ينجو منهم سوى من أفلح رقاة شرعيّون في فكّ سحر فاعل وضع لهم في مادّة الحنّاء، فكانت النّتيجة تعطيل عن الزّواج،عجز جنسي أو حرمان من نعمة الإنجاب. ¯ تخلّت العديد من العائلات عن عادة الحنّة ضمن أفراحها فيما كانت لوقت قريب تضفي على الأعراس الجزائرية نكهة خاصّة، وإن حدث وأن أحيت هذا الموروث الثقافي »مجبرة« فيوضع الطبق الذي يحوي الحنّاء، حبّتي بيض، قارورة ماء الزهر، قطع سكّر، علبة قطن، قفّازتين وشمعتين، تحت حراسة مشدّدة من قبل »بودي قارد« من أشدّ المقرّبين للعروس خوفا من اختلاس الخصوم لكميّة منها بغرض استخدامها في مآرب شيطانيةومنهم من تلجأ إلى إخفاء الحنّة الحقيقية التي يحضرها أهل العريس واستبدالها بعلبة أخرى، لأن مفعول السّحر يكون بالحنة الأصلية فقط شريط فيديو »الفاتحة« يكشف السّحر »المحّرمة« وضعت فوق رأس العروس بالمقلوب هي حكاية شهدت فصولها إحدى العائلات بمنطقة أولاد يعيش بولاية البليدة، تتعلّق بزوجين لم يرزقا بالأطفال رغم مرور ثماني سنوات على ارتباطهما، أكّد خلالها جميع الأخصّائيين في طبّ التّوليد سلامتهما من أيّ عائق يحول دون إنجابهما، فالزّوجة خلى رحمها من أيّة أكياس أو تشوّهات والزّوج أكّدت التّحاليل و»الرّاديو« أنّه سليم مائة بالمائة. مرّت ثماني سنوات لم يشاهد خلالها الزّوجين شريط فيديو »الفاتحة« والزّفاف سوى مرّة واحدة، ليقرّر الزّوج تجديد حياتهما والقضاء على الرّوتين الذي خيّم عليها، من خلال طلبه من زوجته إقامة »ملمّة« تقتصر على العائلة، غير أنّ الزوجة رفضت في البداية عرض زوجها بحجّة أنّ خالتها التي تقطن بولاية سيدي بلعبّاس متواجدة في بيت عائلتها برفقة بناتها، ممّا قد يجبرها على دعوتهنّ جميعا .وفيما طلبت الزّوجة تأجيل الدّعوة إلى غاية عودة القريبة إلى بيتها، أصرّ الزّوج على استدعائها وإقامة »الملمّة«، وهو ما حدث فعلا، اغتنمت القريبة الفرصة وترجّت الزّوجة التي أرتها ألبوم صور زفافها بثّ شريط فيديو الفاتحة، لأنّها لم تتمكّن من حضوره بسبب وفاة زوجها .وكما يقال ربّ صدفة خير من ألف ميعاد، ما إن شاهدت القريبة تفاصيل »حنّة العروس«، حتى استفسرتها عن سبب وضع عمّة العريس »المحّرمة« بالمقلوب فوق رأسها، حينها تعجّب الجميع ممّا لم يلحظوه بتاتا من قبل، لتخبرهم الخالة بأنّ ذلك من أعمال السّحر، خاصّة وأنّ الزوج سبق له وأن فسخ خطبته لابنة عمّته لأسباب شخصيّة. سارع الزّوجين لإحضار راق شرعي، وبفكّه سحر »المحّرمة« جاءت المفاجأة السّارة على لسان طبيبة النّساء: » مبروك، أنت حامل في شهرك الأوّل«. عشرعقد في »قماطة مولود« مقابل عشر سنوات عقما حادثة مشابهة شهدتها ولاية العاصمة، ضحاياها »نعيمة 39 سنة و»محمّد« 45 سنة، لم يرزقا بأطفال رغم مرور 10 سنوات على ارتباطهما، مدّة قادا خلالها رحلات ماراطونيّة بين مختلف العيادات العامة والخاصّة داخل الوطن وخارجه، أين يجدا جوابا واحدا في انتظارهما »أنتما لا تشكوان من أيّ عائق يمنع إنجابكما للأطفال« وهو ما خلص إليه الأطبّاء استنادا إلى نتائج التّحاليل. فرحة سرعان ما تحوّلت إلى عقبة نفسيّة، خلقت مشاكل لا حصر لها خاصّة بعد أن أبدى الزّوج رغبته في الزواج مرّة ثانية، صدمة جعلت نعيمة تبحث عن حلول ووساطة قد تجعل رفيق دربها يعدل عن فكرته .محاولات باتت بالفشل، حيث أصرّ الزوج على إعادة الزّواج لشكّه في أنّ زوجته نعيمة تعاني العقم لعدم انتظام دورتها الشّهرية، غير أنّه وبعد مضي أربع سنوات على زواجه الثاني لم يرزق بأطفال، ممّا ضاعف من معاناته. لم تعارض نعيمة ما أقدم عليه زوجها رغبة في أن يرزق بأطفال، وبقيت على هذا الحال، إلى أن طالبهم مستأجر البيت بإخلائه، حيث شرع الزّوجين في حمل ممتلكاته، ليعثر الزّوج على »قماطة مولود« تضمّ عشر عقد، أخفيت بإحكام بين لوحتين وضعتا فوق بعضهما أعلى خزانة تتوسّط فناء البيت، علما فيما بعد بأنّه سحر عقم، وبفكّ العقد العشر رزق محمّد ونعيمة ببنت بعد مرور عشر سنوات على ارتباطهم.