كشف رئيس الاتحاد الوطني لمتعاملي الصيدلة، عبد الواحد كرار، أن وزارة الصناعة الصيدلانية قدمت مقترحا لعدد من الدول الإفريقية، من أجل إبرام اتفاقيات تصنيع الأدوية لحسابها في الجزائر، مع توفير المرافقة والدعم والتكوين ونقل التكنولوجيا، مؤكدا أنها ستعود على الجزائر بمكاسب هامة بالنّظر إلى موقعها الاستراتيجي في خارطة تصنيع الأدوية على المستوى القاري. أوضح كرار، في اتصال مع "المساء" أن المقترح الذي تقدمت به وزارة الصناعة الصيدلانية، يتضمن إبرام اتفاقيات بين متعاملي الصيدلة في الجزائر وشركات أدوية إفريقية، تقوم بموجبه الجزائر بتصنيع أدوية لفائدة هذه الشركات مع توفير مرافقة تكنولوجية وتقنية، إلى غاية تمكن هذه الشركات من إقامة صناعة دوائية خاصة بها، مشيرا إلى أن الشركات الجزائرية ستحقّق مكاسب هامة من خلال توفير أسواق طويلة المدى. وثمّن كرار، التسهيلات الجديدة التي أقرّتها وزارة الصناعة الصيدلانية، المتعلقة بتسجيل المنتجات الصيدلانية مرة واحدة، في خطوة لتبسيط المسار الإداري والاستجابة لمتطلبات السوق، مشيرا إلى أن مدة التسجيل ستتقلص إلى 6 أشهر كاملة، وهو الأمر الذي من شأنه تقليص الوقت و تفادي الخسائر التي يتكبّدها المتعاملون بسبب مدة الانتظار. وأضاف أن الوزارة قرّرت اعتماد آلية تنظيمية جديدة تتمثل في تسجيل المنتج الصيدلاني بلجنة تسجيل الأدوية مرة واحدة فقط، وفي حال إبداء اللجنة رأيا مقرونا بتحفّظات تقنية تتولى المؤسسة الصيدلانية المعنية، رفع التحفّظات مباشرة بالتنسيق مع الوكالة الوطنية للمواد الصيدلانية، دون إعادة عرض الملف على لجنة التسجيل مجددا، بعد استكمال المتطلبات وتقديم القرار الفنّي. ويرى كرار، أن الإجراء الجديد يشكل خطوة عملية فعّالة لتبسيط المسار الإداري وتقليص المراحل الإجرائية، مع تسريع آجال تسجيل المنتجات الصيدلانية، والاستجابة لمتطلبات السوق، مع ضمان مستويات الجودة والفعالية، مع بقاء الوكالة الوطنية للمواد الصيدلانية الجهة الضامنة لاحترام المعايير العلمية والتنظيمية وفقا للتشريع والتنظيم الساريين. كما ثمّن محدثنا، توجه وزير الصناعة الصيدلانية المنسجم تماما مع إرادة السلطات العليا للبلاد الرامية إلى تحديث الإدارة و عقلنة الإجراءات، وتركيز الجهود نحو المهام ذات القيمة المضافة العالية. وأكد كرار، في السياق أن المبادرة تندرج أيضا في إطار دعم وترقية الإنتاج الصيدلاني المحلي، لتحسين مناخ الاستثمار الصناعي وتسريع دخول المنتجات إلى السوق وتعزيز الأمن الصحي الوطني. كما أشاد المتحدث، بهذه الخطوة البنّاءة، داعيا إلى تعميم مثل هذه المبادرات الإصلاحية التي تجمع بين الفعالية الإدارية، الصرامة التنظيمية، ودعم الصناعة الصيدلانية الوطنية خدمة للمريض الجزائري وتعزيزا للسيادة الصحية للبلاد.