احتضنت ولاية عنابة، أول أمس، فعاليات اليوم الدراسي الموسوم ب"أحمد شريبط: جهود ومسار في خدمة الثقافة الجزائرية"، في مبادرة ثقافية وعلمية تندرج ضمن تقاليد العرفان والاحتفاء بالأسماء الفكرية التي أسهمت بعمق في ترسيخ الهوية الثقافية الوطنية. أشرف على افتتاح هذا الحدث الثقافي السيد والي عنابة، بحضور نخبة من الأكاديميين والمثقفين والباحثين. كما نُظّم اليوم الدراسي من طرف مديرية الثقافة لولاية عنابة، بالتنسيق مع المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية بركات سليمان، وكلية الآداب واللغات بجامعة باجي مختار عنابة، واحتضنه المسرح الجهوي عز الدين مجوبي. ويأتي هذا اليوم الدراسي تكريما للأستاذ أحمد شريبط، أحد أبرز أقطاب الجامعة الجزائرية، وشخصية أكاديمية مرجعية في مجال النقد الأدبي الجزائري، عُرف بغزارة إنتاجه العلمي ودقته المنهجية، وبإسهاماته الرصينة في إعادة قراءة النصوص الأدبية الجزائرية، والكشف عن أسماء وشخصيات أدبية أسهمت في تشكيل الذاكرة الثقافية الوطنية، لكنها كادت تُطوى في غياهب النسيان. ولم تقتصر جهود المحتفى به على الساحة الوطنية، بل امتدت إلى الفضاء الثقافي العربي والدولي، من خلال مقالاته ودراساته التي نُشرت في مجلات ثقافية متخصصة صدرت في عواصم مختلفة، مما جعله جسرا معرفيا للتعريف بالأدب والثقافة الجزائريين خارج الحدود. وتضمن برنامج اليوم الدراسي جلستين علميتين، قدّم خلالهما أساتذة وباحثون من عدة جامعات وطنية مداخلات علمية ثرية، تمحورت حول أعماله الأكاديمية والعلمية، وإسهاماته في خدمة الأدب الجزائري، ودوره البارز في الصحافة الثقافية، حيث شكّلت هذه المداخلات فرصة لتثمين منجزه الفكري وقراءته قراءة نقدية موضوعية. تظاهرة إبداعية تجمع سحر السينما بتقنيات المستقبل عنابة تحتضن أيام الفيلم القصير والذكاء الاصطناعي احتضنت دار الثقافة "محمد بوضياف" بعنابة، أول أمس، فعاليات الطبعة الرابعة والعشرين لأيام الفيلم القصير والذكاء الاصطناعي والتي خصصت هذه السنة للهواة المبتدئين، في موعد ثقافي يتجدد سنويا ليجمع بين صناع السينما والمبدعين الشباب. هذه التظاهرة التي تنظمها الجمعية الثقافية السينماتوغرافية "ضوء المتوسط" بالتنسيق مع المركز الجزائري للسينما، تهدف في جوهرها إلى دعم الإبداع السينمائي الهاوي وخلق فضاء للحوار حول قضايا الصورة واستخدامات التكنولوجيا الحديثة في الإنتاج السمعي البصري، مكرسة بذلك مكانة عنابة كوجهة رائدة للفن السابع. كما تميزت هذه الطبعة بمشاركة متميزة لثلة من الوجوه الفنية البارزة كضيوف شرف، وفي مقدمتهم الفنان السينمائي المبدع "أحمد زير" والمخرج والناقد السينمائي "جمال الدين حازورلي"، اللذان يشاركان الشباب خبراتهما في هذا المجال. ويعرف البرنامج المسطر حركية إبداعية واسعة من خلال تنظيم ورشات تكوينية متخصصة في تركيب الفيديوهات، تقنيات الصوت، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، وهي الخطوة التي تهدف إلى صقل مواهب الهواة وتزويدهم بالأدوات العصرية التي يتطلبها سوق الإنتاج السينمائي الحالي. إلى جانب العروض السينمائية، يزيّن بهو دار الثقافة معرض غني يختزل تاريخ السينما وجمالياتها، يضم أجنحة لملصقات الأفلام الجزائرية وإكسسوارات السينما، بالإضافة إلى صور توثق لشخصيات ثورية وسينمائية تركت بصمتها في الذاكرة الوطنية، مع توفير استوديو فوتوغرافي لالتقاط البورتريهات. ويشكل فضاء سيمزج فيه بين الأصالة الفنية والتجديد التكنولوجي السمة الأبرز لهذه الطبعة، حيث يتم تسليط الضوء على آفاق الذكاء الاصطناعي ومساهمته في تطوير أدوات التعبير، ما يجعل من هذه الأيام محطة فارقة للمبدعين الراغبين في استكشاف آفاق سينما الغد.