قناع للصباح وآخر للمساء، واحد للحلم والثاني للحياة المثالية، هو ما راح يبحث عنه أبطال عرض في ز انتظار المحاكمةس للمخرج حميد قوري الذي راح يبحث في الحقيقة الإنسانية بفلسفة البقاء للأقوى في عالم يعيش فيه الوحوش ويسوده الباطل ،عالم لا يؤمن فيه الفرد بالقيم النبيلة ويفضل العيش في مستنقع ويتقاتل من أجل لا شيء. العمل وقّعه المسرح الجهوي عز الدين مجوبي بعنابة دخل غمار المنافسة من الباب الواسع للمهرجان الوطني المسرح المحترف الذي تجاوب جمهوره مع العرض أول أمس بالمسرح الوطني محي الدين باشطارزي ، حيث استطاع مخرجه أن يتعامل مع النصّ الذي ألفه محمد بورحلة بكل حرية ووظف لغته الركحية التي تؤمن بإبداع طاقم عمله المتكون من مجموعة من الشباب تقمصوا دور الأشخاص الغرباء الذين لا يفقهون شيئا في الحياة همهم الوحيد الصراع والتقاتل على العيش والبحث على فرص ضائعة، لا يمكن لأشخاص من مستواهم تحديدها، ويبقى صراعهم قائما إلى أن تدخل امرأة جميلة المستنقع حاملة حقيبة، فيظنها الجميع أنها قاضية أو امرأة قانون، فيبدأ الصراع من أجل التقرب منها والبحث عن الحياة السعيدة، بعيدا عن التشرد والفقر والضياع. ويستمر الصراع، إلى أن يسمع الوحش وبقية المتشردين صوت المرأة يدوّي ماذا تنتظرون في هذا المستنقع ؟ فيردّون جميعا، إننا ننتظر العدالة، فتبتسم المرأة وتخبرهم أنها ليست قاضية وإنما عاملة نظافة جاءت للمستنقع من أجل تطهيره من الرداءة والفساد، فيُصدم الجميع ثم ترد عليهم المرأة مرة أخرى وتخبرهم أن اليوم هو عطلة والعدالة لا تفتح أبوابها، وعليهم تأجيل شكاواهم إلى إشعار آخر، وهنا يبكي الجميع على حظهم التعيس ويعرفون أنهم يتقاتلون على لا شيء في مستنقع جرّد العدالة من مفاهيمها الحقيقية.