''العمارية'' المغربية تدخل قاعة الحفلات الجزائرية

''ليموزين هامر'' لتزيين مواكب الأعراس

تختلف عادات وتقاليد الناس من مدينة لأخرى، باختلاف المناطق وطابع أناسها وخصوصياتهم، مما أضفى على ذلك تنوعا كبيرا في أنماط الزي واللباس والتجميل وشكل الاحتفالات وطقوس الأفراح التي تختص بها كل منطقة•
من ذلك استعمال الهودج أو ما يسمى بالعامية المغربية ''العمارية''، الذي تجلس فيه العروس وهي في أبهى حللها، حيث يحمل على الأكتاف وسط الزغاريد والأهازيج، من طرف أربعة شبان يرتدون الزي التقليدي، كالبرنوس الأبيض والطربوش الأحمر، ويطوفون بها على إيقاع راقص وهي عادة قديمة لدى المغاربة•
دخول العمارية الأعراس الجزائرية دفعنا للبحث عن المروّج لها، حيث وصلنا إلى نتيجة أن هناك محل مختص، وعند زيارتنا له وجدناه مليئا بشتى أنواع الحلي والملابس التقليدية، التقينا بعائلات كثيرة هناك كانت بصدد كراء الهودج، وعبرت لنا عن إعجابها الكبير بعودة التراث المغربي إلى الجزائر، وبفكرة استعمال العمارية كطبع جديد في الأعراس الجزائرية• واحدة من قاصدات المحل اعتبرت ''العمارية'' إحدى موضات الأعراس الجزائرية، إذ شهدت إقبالا كبيرا من العائلات التي تفضل اقتنائها وذلك من باب التغيير والخروج عن المألوف للظهور بأحسن وأبهى حلة، حيث إن العائلات الجزائرية تريد التفوق على قريناتها في الترتيب للأعراس لتكون أكثر جاذبية وتلقى الإعجاب من طرف المدعوين•
كما أفادتنا صاحبة محل كراء العمارية، وهي مغربية الأصل، بشرح طويل ومفصل عن الإقبال الكبير على اقتناء هذا الهودج، الذي لم يعد مقتصرا على المغرب فقط، بل شمل مناطق عدة ليصل إلى الجزائر، أين أصبحت جل العائلات تقوم بكراء هذا الأخير بمبلغ يقدر ب 20ألف دينار• وللهودج أنواع وأشكال مختلفة على حسب الذوق، فهناك الهودج المنمّق بالذهب والآخر بالفضة، الذي يضفي عليه جمالا فاتنا، حيث يأخذك إلى عصر الملوك والسلاطين وليالي الأنس والترف•
''الهامر'' موضة مواكب الأعراس
أضحى البذخ في أعراسنا ضروري لدرجة بروز ظاهرة كراء السيارات الفخمة لاشراكها في موكب العرس، حيث تكون مسافته بين بيت العروس وقاعة الحفلات فقط• إذ تعرف وكالات كراء السيارات إقبالا كبيرا، وتشهد ديناميكية دائمة، وهناك إجراءات يجب أن يتخذها المستأجر، كوجوب إمضاء العقد بتقديم الوثائق الرسمية كرخصة السياقة وبطاقة التعريف، ناهيك عن الدفع المسبق الذي يتراوح ما بين 8000 دينار إلى 20000دينار جزائري•
واهتدت العائلات الجزائرية إلى طريقة فريدة للتنقل بموكب أعراسها من مكان إلى آخر للتباهي به وهو المشكل من آخر أنواع السيارات• حيث أصبح موكب زفاف العروس محل مقارنة وتفاضل فيما بين العائلات، فكل واحدة تريد التفوق على قريناتها في هذا الأمر، وبعد أن اختارت العائلات أفخم السيارات وأرقاها، ودفعت الملايين لجلبها، ظهرت سيارة ''ليموزين هامر'' كموضة آخر السيارات العصرية يستعملها الجزائريين لتزيين موكب العروس وتجعله يظهر أكثر جاذبية، خاصة مع تزويدها ببعض الأزهار المتناسقة• السيارة يبلغ طولها 10أمتار وتحتوي على صالونين ومقهى! وما يلفت الانتباه هي أبوابها التي تفتح أوتوماتيكيا على شكل فراشات، زادتها جمالا وروعة، ويصل معدل كرائها إلى 50ألف دينار، والمبلغ يتفاوت من منطقة لأخرى، حسب المسافات، وقد يصل إلى 120ألف دينار، ولا تقتصر هذه السيارة على موكب العرس فقط بل يلجأ إليها الشباب لكرائها وتمضية السهرات•