عبّر مجموعة من التلاميذ القدماء ببلدية بئر بن عابد، الواقعة بأقصى شرق ولاية المدية والذين زاولوا دراستهم بملحقة بئر بن عابد، التي كانت تابعة آنذاك لمتوسطة بني سليمان، عبّروا ل“الفجر“عن تذمرهم واستيائهم، نظرا ل“الحفرة والتهميش والمساس بحقوقهم“ بعدما استحال عليهم استخراج شهادات مدرسية تثبت مستوى السنة التاسعة الذين تحصلوا عليه. وكانت الجماعات الإرهابية، خلال العشرية السوداء، قد أحرقت الملحقة وهدمت جزءا كبيرا منها وأتلفت الأرشيف، حيث تم تحويل التلاميذ إلى متوسطة القلب الكبير. أما التلاميذ الذين تخلوا عن مقاعد الدراسة في ذلك الموسم، فقد بدأت رحلة الضياع والعذاب في الحصول على شهادة مدرسية وبقيت مستمرة إلى حد الساعة، فهم لا يستطيعون استخراج شهادة مدرسية من متوسطة بني سليمان، التي كانت ملحقة بئر بن عابد تابعة لها، بسبب تحجج الإدارة بعدم وجود أسمائهم في سجلات الأرشيف وغياب أدلة تثبت أنهم تحصلوا على ذلك المستوى، لتستمر سنوات الضياع لدى التلاميذ وخاصة المولودين بين سنتي 1978 - 1979. ولعل ما زاد الأمور تعقيدا، هو رفض مصالح مديرية التربية منحهم شهادات مدرسية، حيث إنها لم تكلف نفسها عناء إيجاد صيغة قانونية للحد من معاناة التلاميذ. للإشارة، فإن الشهادات المدرسية كانت تمنح لهم من قبل من إكمالية بني سليمان بشرط أن يأتي التلميذ بأستاذين يشهدان بأنه تحصل على ذلك المستوى. وبعد أن أقدمت مديرية التربية على إلغاء تلك الصيغة، وجد التلاميذ القدماء أنفسهم دون وثائق رسمية تؤكد حصولهم على ذلك المستوى. ومما زاد من غضب هؤلاء المغلوب على أمرهم أن الكثير منهم ضيّع فرص عمل كبيرة نتيجة عدم قدرتهم على استخراج شهادة مدرسية، ليضيع مستقبلهم، خاصة إذا علمنا أن هؤلاء الشباب لم يستطيعون التسجيل في مراكز التكوين المهني، فما ذنبنا، يتساءل أحد التلاميذ، وهل هم ضحايا إرهاب أم ضحايا إدارة، يضيف آخر، وكذا حال التلاميذ الذين درسوا بمتوسطة جواب حيث لم يتسن لهم استخراج شهادات مدرسية لذات السبب. وعليه ونتيجة بقاء رحلة البحث عن شهادة مدرسية متواصلة، طالب الكثير من التلاميذ القدماء ببئر بن عابد، مدير التربية بالتدخل لرفع التهميش والغبن والظلم والإقصاء الذي تعرضوا له دون وجه حق والإسراع في إيجاد صيغة قانونية تمكّنهم من استخراج شهادات مدرسية والتي هم في أمس الحاجة لها.