ذكر تقرير منظّمة الصحّة العالمية السنوي عن مرض السّل، أنّه رغم إنقاذ حياة 22 مليون شخص وتراجع معدلات الاصابة بالسّل في مناطق عديدة من العالم (انخفاض عدد المصابين بالسل إلى 8.6 مليون حالة، وعدد الوفيات إلى 1.3 مليون وفاة سنة 2012)، وهو ما يعتبر تحسنا كبيرا في مكافحة السّل، تبقى المكاسب المحققة في مجال مكافحة السل مهددة، مالم يُشخص ويعالج ملايين المرضى. وأفاد التقرير العالمي عن السّل أن المعطيات الجديدة تؤكد أنّ منظّمة الصحّة العالمية تسير على الدّرب الصحيح في سعيها لتحقيق الأهداف الانمائية للألفية، والمتمثلة في احتواء المرض، وخفض عدد الاصابات إلى 50 بالمائة (مقارنة بسنة 1990). كما قدّم تقرير تكميلي بعنوان (العدّ التنازلي حتّى 2015) معلومات وافية عن التطوّر المحقّق والسبل التي ينبغي انتهاجها لتخطّي الصعاب وتسريع التقدم في مجال مكافحة السّل. وشدد التقرير على ضرورة الاهتمام بالرّعاية الصحية وتخطي عقبتين رئيسيتين تحولان دون احتواء المرض، تتمثلان في عدم استفادة قرابة الثلاثة ملايين شخص من الرعاية الصحية (أي ما يعادل مريض بالسل من ثلاثة)، وهو ما قد يهدد بتفشّي المرض من جديد. وتتمثل العقبة الثانية في مقاومة الداء للأدوية والمضادات الحيوية، حيث سجلت المنظمة خلال عام 2012 أصيب 450 ألف إصابة بالسل المقاوم. وتعد الصين والهند وفيدرالية روسيا من الدول التي توجد بها أعلى نسب الاصابات بالسل، تليها 24 دولة أخرى. ويضاف إلى هاتين العقبتين نقص موارد مكافحة السّل، فعديد برامج مكافحة السل لا تتوفر على وسائل تشخيصه ومعاجلة المصابين، والذي يصعب في غالب الأحيان الوصول إليهم لتواجدهم خارج نطاق التغطية الصحيّة. وقدّر عدد الأشخاص الذين خضعوا لتشخيص سريع للمرض في العالم ب40 بالمائة ليبلغ 94 ألف شخص سنة 2012، في حين تبقى 3 حالات سل مقاوم للأدوية والمضادات الحيوية من أربعة لم تشخص بعد. وما يبعث على القلق أكثر، أنّ قرابة 16 الف حالة سل مقاوم للأدوية و المضادات الحيوية التي تم ابلاغها لمنظمة الصحة العالمية سنة 2012، لم تتم معالجتها بعد. ويرجع ذلك إلى طول تزايد قوائم الانتظار الذي أصبح يشكّل معضلة. فعديد الدول ليس لديها معدل شفاء مرتفع بسبب نقص الموارد، ومصالح الاستشفاء، ونقص الأدوية وعمّال الصحة. وقال أوسامو كوني، رئيس قسم الاستراتيجية والاستثمار والتداعيات في الصندوق العالمي لمكافحة السيدا والسل والملاريا، أنّه رغم تحقيق مكاسب عظيمة في مكافحة السل، تبقى مهددة بالزّوال إذا لم يتدارك المجتمع الدولي الأمر ويوفّر موارد مالية لمحاربة السّل.