تشهد بلدية مروانة، الواقعة على بعد 40 كلم من عاصمة ولاية باتنة والمعروفة باسم بلدية ال2000 شهيد، حركية تنموية لافتة تعكسها جملة المشاريع المبرمجة ضمن مختلف المخططات البلدية والولائية، استجابة لتطلعات سكانها البالغ عددهم نحو 51 ألف نسمة. وحسب تصريح لرئيس الدائرة منير سعيدي، فقد تم رصد غلاف مالي يفوق 1.8 مليار دج للفترة الممتدة بين 2023 و2025، مخصص لتجسيد مشاريع ذات أولوية في تحسين الإطار المعيشي. وتمحورت هذه المشاريع بالدرجة الأولى حول دعم التزود بالماء الشروب، عبر استحداث عدة مناقب جديدة وتجديد شبكة التوزيع في مركز المدينة والأحياء المجاورة، بميزانية قدرت ب40 مليون دج لفائدة أكثر من 1100 نسمة. كما عرفت البلدية إنجاز عمليات هامة في مجال القضاء على النقاط السوداء لشبكة التطهير، إلى جانب مشروع نوعي تشرف عليه المديرية الولائية للتوزيع لإعادة تأهيل شبكتي الكهرباء والغاز. وتزامنا مع استكمال هذه الأشغال، يرتقب الشروع قريبا في إعادة تهيئة طرقات المدينة وتجديد شبكة الإنارة العمومية لتحسين التنقل وظروف العيش. من جهة أخرى، استفادت المؤسسة العمومية الاستشفائية "الشهيد علي النمر" من عمليتين هامتين لاقتناء تجهيزات طبية تتعلق ببنك للدم وجهازي تصفية الدم، فضلا عن إعادة تهيئة قاعة العلاج بحي شيدي، بتمويل من ميزانية الولاية. وامتدت المشاريع كذلك لقطاعات الشباب والرياضة والسكن، في حين يراهن سكان مروانة على استثمار الإمكانات الفلاحية الهامة، لاسيما زراعة الحبوب، ومقومات السياحة الجبلية لدعم التنمية المحلية، خاصة مع تواجد منطقة نشاطات صناعية على مساحة 15 هكتارا قرب الطريق الوطني رقم 86 في اتجاه بلدية وادي الماء. وتسعى الجمعيات المحلية إلى إبراز الزخم التاريخي والأثري للبلدية، التي كانت تسمى لاماسبا إبان العهد الروماني، حيث ارتقت إلى مصاف المدن في القرن الثالث الميلادي، حين بلغت الحضارة الرومانية أوجها بشمال إفريقيا، ما يجعل منها فضاء واعدا يجمع بين التنمية الاقتصادية وحفظ الذاكرة التاريخية.