شهدت ولاية بسكرة صبيحة يوم أمس حركات احتجاجية عارمة أقدم من خلالها مواطنون من عدة بلديات على شل حركة المرور بعدة طرقات والاعتصام أمام مداخل بعض المؤسسات العمومية. الحركة الاحتجاجية الأولى شهدتها بلدية أولاد جلال 90 كلم غرب ولاية بسكرة، حيث أقدم مواطنون بهذه البلدية على غلق مقر مؤسسة الجزائرية للمياه بسبب الظروف المزرية التي يعانون منها جراء النقص الفادح في المياه من جهة وبسبب الفوترة الجزافية للمؤسسة ذاتها من جهة أخرى. المحتجون حملوا السلطات المعنية المسؤولية الكاملة عن معاناتهم، مؤكدين أن احتجاجهم جاء بسبب تلقيهم للعديد من الوعود دون أن يتم تجسيدها على أرض الواقع. الحركة الاحتجاجية الثانية كانت بمدينة بسكرة تحديدا بالمنطقة الغربية، حيث أقدم العديد من قاطني البيوت القصديرية بالمنطقة الغربية على غلق جميع الطرقات المؤدية لعديد الأحياء بالمنطقة المذكورة، مستعملين في ذلك العجلات المطاطية المشتعلة، المتاريس وحتى الحجارة، وهو الأمر الذي أدى إلى شلل تام في حركة المرور. احتجاج هؤلاء، حسب ما صرح به بعض المحتجين ل”الفجر” التي كانت بعين المكان، جاء بسبب معاناتهم مع السكن، حيث أن معظمهم يقطنون داخل أكواخ قصديرية بالكاد توفر لهم معنى كلمة مسكن، ناهيك عن الظروف القاسية التي يعيشونها سواء بفصل الشتاء بسبب الأمطار وبرودة الطقس أو حتى في فصل الصيف بسبب الحرارة المرتفعة والانتشار الكبير للحشرات السامة، خاصة ما تعلق بالعقارب والأفاعي التي تتخذ من أكواخ هؤلاء ملجأ لها للهروب من تقلبات الجو. وطالب المحتجون رئيس الدائرة الذي تواجد بعين المكان بضرورة توزيع الحصة المتبقية من 178 سكن اجتماعي، والتي وزع منها 138 سكن خلال سنة 2011 وبقي منها 40 وهي الحصة التي طالب بها هؤلاء. من جهته، أكد رئيس الدائرة لهؤلاء أنه يعمل جاهدا على دراسة وضعيتهم وبأنه سوف يعطي لكل ذي حق حقه، دون أن يظلم أحدا، ووعدهم بتوزيع الحصة المتبقية في القريب العاجل، لينهي بعدها المحتجين احتجاجهم. من جهتهم، أقدم العشرات من شباب قرية الصحيرة التابعة لبلدية ليوة، الراسبين في مسابقة التوظيف التي نظمتها بلدية ليوة على غلق مقر البلدية منذ الساعات الأولى للصباح احتجاجا منهم على القائمة النهائية لنتائج المسابقة. وطالب المحتجون بضرورة إعادة النظر في القائمة المعلن عنها وإلغائها نهائيا، ولم يقتصر مطلب المحتجين على العمل فقط، بل طالبوا أيضا بالسكنات الريفية بقريتهم مؤكدين بانهم يعانون كثيرا بسبب أزمة السكن.