نظمت دار الثقافة عمر اوصديق، أول أمس، احتفالية برأس السنة الأمازيغيية يناير 2965، حيث تم عرض ألبسة تقليدية نسوية من قبل جمعية نشاطات الشباب للأمير عبد القادر، كما عرضت جمعية دار الشباب تاكسنة مجموعة من الأواني الفخارية، على غرار القعادة، ابوكال، المازلة وغيرها، وكذا اللباس التقليدي الذي اشتهرت به الجدات وهو ”الحايك”، كما تم تنظيم معرض للصور وآخر وثائقي عن جدور هذه الذكرى وطقوس الاحتفال بها. من جهة أخرى، قدم الأستاد والباحث ارابح زغداو محاضرة حول عادات وتقاليد الجزائريين في الاحتفال برأس السنة الامازيغية، حيث جال وصال في عمق التاريخ مقدما نبذة عن ظهور هذه الاحتفالية، والتي انطلقت في المغرب العربي تفاؤلا بالحصاد والغلة للموسم الفلاحي ومدى علاقتها بالأرض، وكذا علاقتها بطرد الملك شاشناق لفرعون مصر، رمسيس آنداك، بمنطقة الرمشي في تلمسان. كما تطرق الأستاذ إلى عادات الجزائريين في الاحتفال بهذه الذكرى، لاسيما الأطباق، فمثلا في ندرومة يفضلون بوزلوف وبتلمسان يتناولون شربة بالمقارونة وهناك من كان يقسم حبة الرمان على كل أفراد العائلة، وهي التي ترمز إلى الخصوبة. أما في جيجل فإن أغلب العائلات كانت تفضل أن تحضر الشرشم والمسلوق والطمينة صباحا، إضافة إلى الفتات وشربة لحم الديك البري. كما كانت تقام ألعاب شعبية تشارك فيها النساء إلا أنها اندثرت، وكان الأجداد في طقوسهم يعطون أهمية كبيرة للمياه التي تسقط في يناير، والتي لها أهمية كبيرة في الغلة وتوفير الماء في فصل الصيف، لاسيما عندما تنزل الثلوج التي يرونها خيرا للبلاد. كما اعتبر الحضور الذين تفاعلوا مع هذه الاحتفالية أن يناير عادة ترتبط بالأرض وليست لها علاقة مع العرق، وهذه الطقوس كانت عامل وحدة للمجتمع الجزائري عبر العصور.