هكذا نهب إطارات بسوناطراك أموال الدولة وكبدوها خسائر بمئات الملايير..

"الفجر" تنشر تفاصيل قضية سوناطراك1 - الحلقة 1

- خططوا مسبقا لعملية النهب في إطار مشروع إنشاء نظام المراقبة البصرية والحماية الالكترونية لجميع مركبات سوناطراك
أسالت فضيحة سوناطراك 1 حبرا كثيرا في صفحات الجرائد الجزائرية والدولية، عقب ذكر أسماء شخصيات بارزة في الدولة الجزائرية أثناء إجراء التحريات في هذا الملف، على رأسهم شكيب خليل وزير الطاقم والمناجم سابقا، تصريحات المتهمين والشهود سننقلها لكم قراءنا الكرام من خلال قرار الإحالة الذي تحوز ”الفجر” نسخة منه، في شكل حلقات وعلى مدار شهر كامل، حيث سننقل كيفية تنفيذ المتهمين لمخططهم المحكمة من أجل نهب أموال الدولة، حيث يتابع في هذا الملف 16 متهما بغض النظر عن الشهود الذين بلغ عددهم 39 شاهدا.
من بين المتورطين في القضية الرئيس المدير العام السابق لمجمع سوناطراك مزيان محمد، و8 مدراء تنفيذيين للمجمع، من بينهم المدير المكلف بالنقل عبر الأنابيب عمار زناسني، ومدير النشاطات القبلية بومدين بلقاسم. وتضم قائمة المتهمين أيضا أربع شركات أجنبية استفادت ”بدون وجه حق” من صفقات عمومية تضر بمصالح مجمع سوناطراك.
ومن المنتظر أن يجيب المتهمون، من بينهم سبعة يوجدون رهن الحبس، على التهم الموجهة لهم المتمثلة في ”قيادة جمعية أشرار وجنح إبرام صفقات مخالفة للأحكام التشريعية والتنظيمية الجاري العمل بها، وإعطاء إمتيازات غير مبررة للغير و زيادة الأسعار خلال إبرام الصفقات”. كما يتابع هؤلاء بتهمة ”الفساد واختلاس أموال عمومية وتبييض الأموال واستغلال النفوذ”.
وحسب قرار الإحالة، فإن وقائع القضية تنصب على خمس صفقات مشبوهة بقيمة حوالي 1100 مليار سنتيم، منحها الرئيس المدير العام السابق لسوناطراك مزيان محمد للمجمع الألماني كونتال ألجيريا فانك فارك بليتارك، في إطار مشروع إنشاء نظام المراقبة البصرية والحماية الالكترونية لجميع مركبات مجمع سوناطراك على مستوى التراب الوطني.
وقد منحت هذه الصفقات لصالح المجمع الألماني بصيغة التراضي البسيط، بهدف امتلاك اسهم لابنيه المتهمين فوزي ورضا في ذات المجمع، حسبما أكده قرار الإحالة.
وبذلك استطاع هذا المجمع الألماني، وعلى رأسه المتهم الرئيسي في هذه القضية اسماعيل جعفر محمد رضا، الحصول على ”امتيازات غير مبررة” في حين كانت عروضه تفوق بكثير أسعار المكتتبين الآخرين، حسب قرار الإحالة.
كما كشفت التحريات أن مزيان محمد، بتواطؤ مع المكلف بنشاطات المنبع بلقاسم بومدين، لجأ إلى خدعة تتمثل في تقسيم مشروع إنشاء نظام المراقبة البصرية والحماية الالكترونية لجميع مركبات مجمع سوناطراك على مستوى التراب الوطني إلى أربعة أقسام، حتى يتسنى لهم إرساء 3 صفقات تخص ذات المشروع لصالح المجمع الألماني.
صفقات مشبوهة مع شركة ألمانية ب1100 مليار سنتيم
من خلال التحريات الأولية الأولية التي قامت بها مصالح الضبطية القضائية التي توصلت إليها بأن الشركة الوطنية مجمع سوناطراك، أمضت 5 صفقات مشبوهة بقيمة حوالي 1100مليار سنتيم مع مجمع الشركة الألمانية ”كونتال ألجيريا فون وورك بليتاك”، في إطار مشروع إنشاء نظام المراقبة البصرية والحماية الإلكترونية لجميع مركبات مجمع سوناطراك على مستوى التراب الوطني ،وان هذا المجمع الألماني دخل إلى سوق الأعمال الجزائرية في بداية سنة 2005 واستطاع بتواطؤ مع الرئيس المدير العام بسوناطراك مزيان محمد ونجليه مزيان بشير فوزي ومزيان رضا محمد، الحصول على امتيازات غير مبررة على حساب المصلحة الاقتصادية لمجمع سوناطراك، فالمخالفة الأولى التي قام بها المشتبه فيه مزيان محمد هو المادة الرابعة ”الواجبات والحقوق” من عقد التسيير مع مجمع سوناطراك، بأن لا ينتفع بأي شكل مباشر أو غير مباشر من الصفقات التي تخص المجمع من شركات وطنية وأجنبية، وكذلك مخالفة مواد القانون المتعلق بالوقاية من فساد المواد 9 ، 13، 26، 27، 33.
الرئيس المدير العام ونجلاه في طليعة قائمة المتورطين..
التحريات توصلت إلى أن كل من المشتبه فيه مزيان محمد وآل سماعيل جعفر، محمد رضا، الرئيس المدير العام للمجمع تعرفا على بعضهما عن طريق مزيان محمد رضا، وهذا خلال سنة 2004 بعدما طلب هذا الأخير من والده استقبال المسمى آل سماعيل جعفر بمكتبه للتعرف بشركته وشركائه الألمانيين الشركة الألمانية.
بدوره الرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك مزيان محمد، قام باستقبال المسمى آل سماعيل جعفر بتاريخ 28 نوفمبر 2004 بمكتبه في إطار اجتماع مجلس تنفيذي مصغر، وهذا بحضور كل نواب الرئيس المدير العام، وإعطائها الضوء الأخضر لاقتحام ميدان الصفقات مع مجمع سوناطراك، وهنا قام المدير العام للمجمع ”كونتال ألجيريا” بتعديل القانون الأساسي للشركة بتاريخ 8 جانفي 2005 وقام بإدخال ابن المدير العام المسمى مزيان بشير فوزي كمساهم ب200 حصة دون أن يدفع أي مبلغ من المال، رغم أن هذا الأخير كان في نفس الفترة يشغل منصب رئيس مشروع بمديرية الإعلام الآلي لمقر مجمع سوناطراك بحيدرة، وبعلم والده.
بخصوص الصفقة رقم HSE_ AMT_88_1_06 الموقعة بتاريخ 12جوان 2006 بصفة التراضي البسيط بين مدير دائرة الإنتاج لشركة سوناطراك ومجمع كونتال فون وورك، من أجل دراسة تمويل وإنجاز تغطية لنظام المراقبة والحماية الإلكترونية للمركب الصناعي للجنوب الكائن مقره بحاسي مسعود ورڤلة بغلاف مالي قدره حوالي 197 مليار سنتيم جزائري، في أجل قدره 12شهرا.. هذه الصفقة التي تم تسليمها للمجمع الألماني الجزائري بفانك وورك بليتاك كونتال ألجيريا، بين الرئيس المدير العام المكلف بنشاطات المنبع بتواطؤ بين الرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك و”نائب الرئيس المدير العام المكلف بنشاطات المنبع” المشتبه فيه بلقاسم بومدين، الذي ساهم بطريقة مباشرة في حصول المجمع الألماني الجزائري على المشروع، فإنه في الفترة من 15 فيفري من سنة 2005 سمح لممثل مجمع كونتال بالسفر إلى منطقة حاسي مسعود من أجل تقديم عرض ودراسة إمكانية العمل في المركبات التابعة لنشاطات المنبع، وحينها تم تقديم تقرير حول المهمة التي قام بها المجمع كونتال رفقة الشركة الألمانية أكروفيزيو للمركبات الجهوية لحاسي مسعود التابعة لنشاطات المنبع، وقد تم اقتراح منح دراسة تقنية كاملة في ميدان المراقبة البصرية والحماية الإلكترونية لأحد المركبات بحاسي مسعود وبدون تردد تم تحديد المركب الصناعي للجنوب بحاسي مسعود من أجل إعطائه للدراسة من قبل مجمع كونتال.
إرسالية لوزير الطاقة وإخفاء اسم الشريك الأجنبي
في نفس الإطار قام الرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك مزيان محمد، بالتواطؤ مع نائب المدير العام المكلف بنشاطات المنبع المسمى بلقاسم بومدين، بتوجيه إرسالية إلى وزير الطاقة والمناجم يطلب فيها المسمى مزيان محمد، من الوزير، منحه الضوء الاخضر للبدء في العمل بخصوص تجهيز سيارات الدفع الرباعي العاملة والحماية الالكترونية لمجمع كونتال، دون أن يذكر الشريك الأجنبي الذي سيعمل مع هذه الشركة. كما لم يتم تحديد صيغة التعاقد التي ستعمل لهذه الصفقة، وإن الهدف من هذه الإرسالية هو إعطاء الشرعية منح صفقة المشروع النموذجي للمركب الصناعي للجنوب ”س .أس” للشركة المسماة كونتال، وإن شركة كونتال تقدمت إلى مجمع سوناطراك برفقة الشركة الألمانية المسماة أكروفيزيو وبعدها دخلت الشركة في الصفقة في إطار مجمع مع الشركة الألمانية.
ورغم أن المجمع لم يسبق له أن تحصل على أي صفقة في مثل هذا الميدان بالجزائر أو غيرها من الدول، ووجد نفسه متحصل على الصفقة مع أكبر مؤسسة في الجزائر بمبلغ قدره 197 مليار سنتيم جزائري.
كما قام مزيان محمد بتفويض المسمى حساين مصطفى المدير السابق لقسم الإنتاج لنشاطات المنبع من أجل إبرام بصيغة التراضي البسيط مع كونتال فون وارك بتاريخ 12 جوان 2006 والتي تقدر بحوالي 197 مليار سنتيم.
بخصوص الصفقات الثلاثة
l-06-HMD-AMT-147 ، 1L06LHMDLAMTL146
07-FOR-AMT-SH
بخصوص هذه الصفقات الثلاثة التي بدأت في بداية الأمر بالإعلان عن مناقصة محدودة رقم 1و2 و3. HSE-AMT- 06 من طرف مجمع سوناطراك بخصوص انشاء نظام المراقبة البصرية والحماية الإلكترونية لحوالي 152 مركب صناعي، فقد تم اختيار أربعة شركات فقط في اطار ما يسمى في مجمع سوناطراك بالاستشارة المحدودة للدخول في هذه المناقصة، كما هو موقع تم اختيار المجمع كونتال فون وارك رفقة ثلاث شركات أخرى وهي:
SERPE VSAT-MARTEC-SIEMENS
وبتاريخ 29/ 4 /2006 قدمت الشركات الأربعة عروضها التقنية وقامت لجنة دراسة وتقييم العروض CEOT. وبعد أن عقدت اللجنة أربعة اجتماعات مع مختلف ممثلي الشركات في نفس المستوى التقني المطلوب في دفاتر الشروط الثلاث بتاريخ 15 جوان 2006، إلا أن النائب الرئيس المدير العام المكلف بنشاطات المنبع المسمى بومدين بلقاسم، قام قبل الحصول على نتائج لجنة تقييم العروض التقنية بإرسال تقرير تقني يطلب من الرئيس المدير العام للمجمع سوناطراك إعطائه الموافقة على تقسيم المناقصة على أربعة أقسام بين الشركات الأربعة، وهذا بتاريخ 12جويلية 2006 ووافق الرئيس المدير العام للمجمع، وكل هذا قبل صدور التقرير النهائي للجنة تقييم العروض. هذا ما بيّن وجود تخطيط مسبق في هذه الصفقة الذي يتنافى مع القوانين المعمول بها في هذا المجال.
المجمع الألماني فاز بالمناقصة رغم تقديمه لأسعار مرتفعة جدا
بتاريخ 16 أوت 2006 تم اجتماع لجنة فتح العروض المالية بخصوص الاستشارة HSE- AMT? 06 HSE -AMT - 06 المحدودة رقم 1و2 و3، حيث طلب رئيس اللجنة وتطبيقا لتوجيهات المسمى بلقاسم بومدين من جميع ممثلي الشركات التوقيع على وثيقة تعهد فيها على موافقة ممثلين الشركات على قرار نشاطات المنبع مجمع سوناطراك بخصوص تقسيم المناقصة على الشركات وحصول كل شركة على قسم من المشروع، وبعد فتح الأظرفة وتسليم كل شركة من الشركات الثلاثة قسم من تلك المناقصة تبين بأن المجمع الألماني الجزائري كونتال فون ورك، قدم أسعارا مرتفعة جدا بالنسبة للعروض
SERPE، VSAT، MARTEC.
كما بينت الدراسة التي قدمها رئيس المشروع المسمى غزلي سليمان بتاريخ 29 ديسمبر 2006، إلى المسمى بلقاسم بومدين نائب الرئيس المدير العام المكلف بنشاط المنبع أمام هذه الأسعار غير المعقولة التي قدمها المجمع كونتال فون ورك، والتي حسب المقارنة المقدمة من طرف الشركتان SERPE VSAT ، MARTEC بأكثر من 40 بالمائة في الأقسام الثلاثة من المناقصة المتنافس عليها. لهذا وبإذن من الرئيس المدير العام المسمى مزيان محمد، ومن أجل إعطاء بعض المصداقية لما قام به كل من هذا الأخير والمسمى بلقاسم بومدين من منع المنافسة النزيهة والشريفة، طلب المسمى حساين مصطفى المدير السابق لقسم الإنتاج التفاوض مع ممثلي مجمع كونتال فون وارك كي تقدم أسعارا متقاربة نوعا ما مع أسعار بقية الشركات المنافسة في الاستشارة المحدودة، وبتاريخ 2 جانفي 2007 و28 جانفي 2007 تم عقد اجتماعين من أجل التفاوض بمقر قسم الإنتاج لنشاطات المنبع برئاسة المسمى حساين مصطفى، كممثل لجمع سوناطراك، مع ممثلي المجمع فون وارك كونتال، ورغم تخفيضه للعرض المالي بهذه النسبة يبقى مرتفع بنسبة كبيرة مقارنة بالعروض المقدمة من طرف الشركات العامة الأخرى، وهي كل من
SERPE VSAT ، MARTEC..
.. يتبع